"مُفترِسات في بيوت عراقيين".. حيوانات تُسعد أصحابها لكن ترعب الجيران
02 تشرين الثاني 2022
حيوانات مُفترسة تدخل إلى العراق وتُربّى في المنازل. أسودٌ تُسعد مالكيها لكن تخيف جيرانهم، ومنظمات تُحذّر من خطورتها، ووزارة البيئة لا تملك إحصاءات بشأنها..
رغبةُ الطفولة بأن يعيش في البراري ويكون صديقاً لحيوانات الغابة بقيت عالقة في روح ماهر (اسم مستعار).
يحاول أحياناً أن يُصبح “نيلز” فيصغر حتى يصل إلى ما تفكر به الحيوانات ويفهم لغتهم.
“منذ طفولتي أحببت أن أكون مثل “ماوكلي”.. وشاهدت فيلم كارتون “سيمبا”. أنا غير متزوج ولا أرغب بالزواج فارتبطتُ بأسد”، يخبرني.
اشترى ماهر (28 عاماً) أسده “ليو” بخمسة آلاف دولار العام الماضي، بعدما كان يستمتع بتربية بعض أنواع القردة والقطط والكلاب المنزلية، لذا فهي أول تجربة له مع حيوانٍ مفترس.
يسكن الاثنان، ماهر و”ليو” في منطقة زراعية تقع جنوبي بغداد، على طريق الدورة.
لقد خصص لأسده بيتاً بسياج مرتفع لئلا يؤذي أحداً.
الأسود تصبح خطيرة عندما تجوع، وماهر يقدم لـ”ليو” وجبتين في اليوم، تتكون من ثلاثة كيلوغرامات من الدجاج ومثلها من اللحم الأحمر.
بعض مربي الأسود يطعمونها من أجساد حيوانات ميتة أو مقتولة لهذا الغرض، مثل الأحصنة والحمير.
لكن ماهر يأبى أن يأكل “ليو” طعاماً غير مُحبّب، فهو مقرّب منه، ويفضّل إطعامه من اللحوم الهندية.
صيد جائر
اشترى ماهر “ليو” من تُجار يعرضون بضائعهم في مشاتل لبيع المزروعات والحيوانات المنزلية، وهم بذلك يخالفون قانون حماية الحيوانات البرية الذي يمنع بيع المفترسات.
حاولنا محادثة بعض منهم لكن جميعهم رفضوا الكشف عن كيفية جلب الحيوانات ومسار إدخالها للعاصمة للمتاجرة بها.
بيد أن ماهر، أخبرني أن التجار لديهم طرقهم الخاصة غير الرسمية، ومعارفهم لممارسة هذا العمل، الذي يدر عليهم “أرباحا طائلة”، حسبما يقول.
إذا كان الحيوان المفترس بالغاً ومظهره جميل، كالأسود والنمور والفهود، فقد يتجاوز سعره 20 ألف دولار.
أما الحيوانات الأخرى التي تمنع السلطات صيدها لأنه يؤثر على سلامة البيئة والتنوع الإحيائي ويؤدي لانقراضها، مثل الأفاعي وطيور الفلامينغو، فتتراوح أسعارها بين خمسة إلى عشرة آلاف دولار.
العودة لغريزة الافتراس
“لا يشكل نقل الأسود والحيوانات المفترسة الأخرى إلى العراق خطراً على البيئة فحسب، بل أن الغابات ستخلو من هذه الحيوانات”.
يقول مهدي ليث، مدير وحدة الإعلام في منظمة المناخ الأخضر العراقية، غير الحكومية.
يخصص ليث الكثير من وقته لتوضيح أهمية الحفاظ على البيئة وتنوّعها الإحيائي لمتابعيه على “إنستغرام“.
كما أنه لا يتوانى أحياناً عن الدخول في مواجهات لفظية مع باعة الحيوانات النادرة.
ويقول إن هنالك قوانين عالمية تمنع تربية هذه الحيوانات لأنها مهددة بالانقراض، وهي مفترسة وتشكل خطراً كبيراً على المحيط الذي تتواجد فيه.
بيد أنه على العكس من الصيد، فان جلب الحيوانات من قارات بعيدة ووضعها في منازل وحدائق العراق، لا تتوفّر الكثير من المعلومات حولها.
يخبرنا ليث إن “الأسود تدخل إلى العراق بوثائق تؤكد أنها ستعرض في حديقة الحيوانات. هذه الوثائق مزوّرة، ومن يدخلونها هم تجار يبيعونها لأشخاص لديهم الكثير من الأموال التي لا يعرفون أين يصرفونها أو كيف يستثمرونها، وبالتالي يستخدمون هذه الحيوانات للتباهي”.
الفهود وحدها مهددة حقاً بالانقراض، حسب ليث، و”هي تدخل إلى العراق ودول الخليج بعد اصطيادها في غابات أفريقيا”.
تعشق هذه الحيوانات البر وهو موطنها الأول للعيش، وعندما تحبس في أقفاص وتكون تغذيتها سيئة، ستصبح حياتها في خطر، مثل الساكنين بقربها.
يبدي ليث أسفه لأن “مطار أربيل أضعف رقابة من مطار بغداد، وبالإمكان تمرير كل شيء من خلاله”.
عندما علِم عباس ناهض من ابنه، أن جاره وصديقه ماهر يربي أسداً في منزله، انتابه القلق وشعر بخطر يتهدد عائلته.
ذهب الرجل إلى ماهر ووقف جامداً أمام القفص.
رفض عرض صديق ابنه بإخراج الحيوان ليراه عن قرب، ولم يقتنع بوصف ماهر لـ”ليو” كصديق، بل يراه حيواناً برياً والافتراس جزء من غريزته.
“أنا أخاف من الكلاب والقطط، فتخيلي أن يقف أمامي أسد”.
ذكّرني عباس بمقولة عادل إمام الشهيرة في مسرحية “شاهد ماشفش حاجة” عندما دخل عليه أسد.
لعباس صديق آخر يملك أكثر من 30 ذئباً، وأراد أن يهديه واحداً منها لكنه رفض العرض مرات عديدة، خشية من المظهر المخيف للذئب.
يتسلق بضعة أطفال الأسيجة حول الحديقة التي ينتصب فيها قفص “ليو” للمشاهدة.
وماهر يتعمد تجويع “صديقه” أحياناً لـ”يطيع الأوامر”، كما يقول.
“الأسود حيوانات يصعب أن تطيع الأوامر، لكن حين أقوم بتجويع ليو فإنه سيعتاد على أني مصدر الغذاء له، وهكذا يستجيب لي”.
ينظر ماهر إلى “ليو” كمراهق صغير لأنه في عامه الأول فقط، ويأخذه في جولات بالسيارة.
لكن عباس وأسرته يخافون من فكرة هروب هذا الصغير من قيود صاحبه وأن يعود لغريزته فيلتهمهم.
من يحمي الحيوانات؟
في أيام الجمعة من كل أسبوع، تلتف حشود صغيرة حول حيوانات نادرة في سوق الغزل وسط بغداد.
أفاعٍ وفلامينغو وزواحف بأنواعها وكلاب وغيرها، معروضة للبيع هناك بعدما جرى اصطيادها بشكل غير قانوني.
يتجنب الباعة في السوق الكاميرات والحديث مع الصحفيين.
يشعر مهدي ليث بأن الوعي “مفقود”.
وبحسب المتحدث باسم وزارة البيئة، أمير الحسون، تنفذ الشرطة البيئية حملات تفتيش مفاجئة لأماكن معروفة ببيع هذه الحيوانات، مثل سوق الغزل ومشاتل في منطقة زيونة شرقي بغداد أو كورنيش الأعظمية شمالي العاصمة.
وتطال هذه الحملات أيضاً “سوق الجمعة” العشوائي في أكثر من مكان، وتباع فيه حيوانات مفترسة ونادرة.
تمنع المادة الثانية من قانون حماية الحيوانات البرية رقم 17 لعام 2010، هكذا أنشطة، وتنص على أن “الحيوانات البرية تعد ثروة وطنية وعلى المواطنين والجهات الرسمية حمايتها وتجنب إيذائها أو الاعتداء عليها ولا يجوز صيدها إلا لأغراض التجارب العلمية بعد الحصول على الموافقات الأصولية وفق أحكام هذا القانون”.
ويمنع القانون أيضاً استخدام وسائل الإبادة في الصيد مثل السموم والفخاخ، أو مطاردة الحيوانات والطيور البرية بالطائرات والسيارات، أو جمع بيض الطيور البرية أو تخريب أعشاشه، وغيره. والمخالف عقوبته حبس لا تزيد مدته على ثلاث سنوات أو تُفرض عليه غرامة مالية لا تزيد على ثلاثة ملايين دينار (حوالي ألفي دولار)، أو كلتا العقوبتين معاً، كما تُصادر المعدات والأسلحة المستخدمة في الصيد.
يقول الحسون إن الشرطة البيئية “يقظة لمحاسبة أولئك الذين يهددون البيئة ويستخفون بحياة الناس” بجلبهم حيوانات مفترسة وتربيتها خارج حدود المؤسسات المصرّح لها، كمتنزه الزوراء في بغداد.
“عندما يردنا أي تبليغ عن وجود حيوانات مفترسة تربى في بيوت أو مشاتل أو تباع في الأسواق، نقوم بمحاسبة مالكيها فوراً”.
لا تملك وزارة البيئة أي إحصائية بالحيوانات التي تدخل إلى العراق، رغم أنها معنية بذلك، علماً أن المتحدث باسمها أخبرنا كلاماً مبهماً، مفاده إن “هذه تصرفات فردية لا تحتاج إلى إحصائيات”.
ويقول أيضاً إن الحدود البرية مع “تركيا وإيران وسوريا، خاصة من جهة إقليم كردستان، مخترقة، وبالإمكان إدخال الحيوانات البرية منها وفقط عبر منافذ غير رسمية. وهي تجلب أموالاً طائلة للتجار”.
ومنكم/ن نستفيد ونتعلم
هل لديكم/ن ملاحظة أو تعليق على محتوى جُمّار؟ هل وجدتم/ن أي معلومة خاطئة أو غير دقيقة تحتاج تصويباً؟ هل تجدون/ن اللغة المستعملة في المقالة مهينة أو مسيئة أو مميزة ضد مجموعة ما على أساس ديني/ طائفي/ جندري/ طبقي/ جغرافي أو غيره؟ الرجاء التواصل معنا عبر - editor@jummar.media
اقرأ ايضاً
دكتاتورية وذكورية: التمثيل النسائي في البرلمان العراقي
08 أكتوبر 2024
العلاقات العراقية الصينية: محصلة الماضي والحاضر ورهان المستقبل
06 أكتوبر 2024
معضلة الزعامة الدينية عند سنة العراق: لماذا لم يصنعوا مرجعية؟
04 أكتوبر 2024
الرئيس الإيراني في بغداد: زيارة بزشكيان "السياحية" إلى العراق
01 أكتوبر 2024
رغبةُ الطفولة بأن يعيش في البراري ويكون صديقاً لحيوانات الغابة بقيت عالقة في روح ماهر (اسم مستعار).
يحاول أحياناً أن يُصبح “نيلز” فيصغر حتى يصل إلى ما تفكر به الحيوانات ويفهم لغتهم.
“منذ طفولتي أحببت أن أكون مثل “ماوكلي”.. وشاهدت فيلم كارتون “سيمبا”. أنا غير متزوج ولا أرغب بالزواج فارتبطتُ بأسد”، يخبرني.
اشترى ماهر (28 عاماً) أسده “ليو” بخمسة آلاف دولار العام الماضي، بعدما كان يستمتع بتربية بعض أنواع القردة والقطط والكلاب المنزلية، لذا فهي أول تجربة له مع حيوانٍ مفترس.
يسكن الاثنان، ماهر و”ليو” في منطقة زراعية تقع جنوبي بغداد، على طريق الدورة.
لقد خصص لأسده بيتاً بسياج مرتفع لئلا يؤذي أحداً.
الأسود تصبح خطيرة عندما تجوع، وماهر يقدم لـ”ليو” وجبتين في اليوم، تتكون من ثلاثة كيلوغرامات من الدجاج ومثلها من اللحم الأحمر.
بعض مربي الأسود يطعمونها من أجساد حيوانات ميتة أو مقتولة لهذا الغرض، مثل الأحصنة والحمير.
لكن ماهر يأبى أن يأكل “ليو” طعاماً غير مُحبّب، فهو مقرّب منه، ويفضّل إطعامه من اللحوم الهندية.
صيد جائر
اشترى ماهر “ليو” من تُجار يعرضون بضائعهم في مشاتل لبيع المزروعات والحيوانات المنزلية، وهم بذلك يخالفون قانون حماية الحيوانات البرية الذي يمنع بيع المفترسات.
حاولنا محادثة بعض منهم لكن جميعهم رفضوا الكشف عن كيفية جلب الحيوانات ومسار إدخالها للعاصمة للمتاجرة بها.
بيد أن ماهر، أخبرني أن التجار لديهم طرقهم الخاصة غير الرسمية، ومعارفهم لممارسة هذا العمل، الذي يدر عليهم “أرباحا طائلة”، حسبما يقول.
إذا كان الحيوان المفترس بالغاً ومظهره جميل، كالأسود والنمور والفهود، فقد يتجاوز سعره 20 ألف دولار.
أما الحيوانات الأخرى التي تمنع السلطات صيدها لأنه يؤثر على سلامة البيئة والتنوع الإحيائي ويؤدي لانقراضها، مثل الأفاعي وطيور الفلامينغو، فتتراوح أسعارها بين خمسة إلى عشرة آلاف دولار.
العودة لغريزة الافتراس
“لا يشكل نقل الأسود والحيوانات المفترسة الأخرى إلى العراق خطراً على البيئة فحسب، بل أن الغابات ستخلو من هذه الحيوانات”.
يقول مهدي ليث، مدير وحدة الإعلام في منظمة المناخ الأخضر العراقية، غير الحكومية.
يخصص ليث الكثير من وقته لتوضيح أهمية الحفاظ على البيئة وتنوّعها الإحيائي لمتابعيه على “إنستغرام“.
كما أنه لا يتوانى أحياناً عن الدخول في مواجهات لفظية مع باعة الحيوانات النادرة.
ويقول إن هنالك قوانين عالمية تمنع تربية هذه الحيوانات لأنها مهددة بالانقراض، وهي مفترسة وتشكل خطراً كبيراً على المحيط الذي تتواجد فيه.
بيد أنه على العكس من الصيد، فان جلب الحيوانات من قارات بعيدة ووضعها في منازل وحدائق العراق، لا تتوفّر الكثير من المعلومات حولها.
يخبرنا ليث إن “الأسود تدخل إلى العراق بوثائق تؤكد أنها ستعرض في حديقة الحيوانات. هذه الوثائق مزوّرة، ومن يدخلونها هم تجار يبيعونها لأشخاص لديهم الكثير من الأموال التي لا يعرفون أين يصرفونها أو كيف يستثمرونها، وبالتالي يستخدمون هذه الحيوانات للتباهي”.
الفهود وحدها مهددة حقاً بالانقراض، حسب ليث، و”هي تدخل إلى العراق ودول الخليج بعد اصطيادها في غابات أفريقيا”.
تعشق هذه الحيوانات البر وهو موطنها الأول للعيش، وعندما تحبس في أقفاص وتكون تغذيتها سيئة، ستصبح حياتها في خطر، مثل الساكنين بقربها.
يبدي ليث أسفه لأن “مطار أربيل أضعف رقابة من مطار بغداد، وبالإمكان تمرير كل شيء من خلاله”.
عندما علِم عباس ناهض من ابنه، أن جاره وصديقه ماهر يربي أسداً في منزله، انتابه القلق وشعر بخطر يتهدد عائلته.
ذهب الرجل إلى ماهر ووقف جامداً أمام القفص.
رفض عرض صديق ابنه بإخراج الحيوان ليراه عن قرب، ولم يقتنع بوصف ماهر لـ”ليو” كصديق، بل يراه حيواناً برياً والافتراس جزء من غريزته.
“أنا أخاف من الكلاب والقطط، فتخيلي أن يقف أمامي أسد”.
ذكّرني عباس بمقولة عادل إمام الشهيرة في مسرحية “شاهد ماشفش حاجة” عندما دخل عليه أسد.
لعباس صديق آخر يملك أكثر من 30 ذئباً، وأراد أن يهديه واحداً منها لكنه رفض العرض مرات عديدة، خشية من المظهر المخيف للذئب.
يتسلق بضعة أطفال الأسيجة حول الحديقة التي ينتصب فيها قفص “ليو” للمشاهدة.
وماهر يتعمد تجويع “صديقه” أحياناً لـ”يطيع الأوامر”، كما يقول.
“الأسود حيوانات يصعب أن تطيع الأوامر، لكن حين أقوم بتجويع ليو فإنه سيعتاد على أني مصدر الغذاء له، وهكذا يستجيب لي”.
ينظر ماهر إلى “ليو” كمراهق صغير لأنه في عامه الأول فقط، ويأخذه في جولات بالسيارة.
لكن عباس وأسرته يخافون من فكرة هروب هذا الصغير من قيود صاحبه وأن يعود لغريزته فيلتهمهم.
من يحمي الحيوانات؟
في أيام الجمعة من كل أسبوع، تلتف حشود صغيرة حول حيوانات نادرة في سوق الغزل وسط بغداد.
أفاعٍ وفلامينغو وزواحف بأنواعها وكلاب وغيرها، معروضة للبيع هناك بعدما جرى اصطيادها بشكل غير قانوني.
يتجنب الباعة في السوق الكاميرات والحديث مع الصحفيين.
يشعر مهدي ليث بأن الوعي “مفقود”.
وبحسب المتحدث باسم وزارة البيئة، أمير الحسون، تنفذ الشرطة البيئية حملات تفتيش مفاجئة لأماكن معروفة ببيع هذه الحيوانات، مثل سوق الغزل ومشاتل في منطقة زيونة شرقي بغداد أو كورنيش الأعظمية شمالي العاصمة.
وتطال هذه الحملات أيضاً “سوق الجمعة” العشوائي في أكثر من مكان، وتباع فيه حيوانات مفترسة ونادرة.
تمنع المادة الثانية من قانون حماية الحيوانات البرية رقم 17 لعام 2010، هكذا أنشطة، وتنص على أن “الحيوانات البرية تعد ثروة وطنية وعلى المواطنين والجهات الرسمية حمايتها وتجنب إيذائها أو الاعتداء عليها ولا يجوز صيدها إلا لأغراض التجارب العلمية بعد الحصول على الموافقات الأصولية وفق أحكام هذا القانون”.
ويمنع القانون أيضاً استخدام وسائل الإبادة في الصيد مثل السموم والفخاخ، أو مطاردة الحيوانات والطيور البرية بالطائرات والسيارات، أو جمع بيض الطيور البرية أو تخريب أعشاشه، وغيره. والمخالف عقوبته حبس لا تزيد مدته على ثلاث سنوات أو تُفرض عليه غرامة مالية لا تزيد على ثلاثة ملايين دينار (حوالي ألفي دولار)، أو كلتا العقوبتين معاً، كما تُصادر المعدات والأسلحة المستخدمة في الصيد.
يقول الحسون إن الشرطة البيئية “يقظة لمحاسبة أولئك الذين يهددون البيئة ويستخفون بحياة الناس” بجلبهم حيوانات مفترسة وتربيتها خارج حدود المؤسسات المصرّح لها، كمتنزه الزوراء في بغداد.
“عندما يردنا أي تبليغ عن وجود حيوانات مفترسة تربى في بيوت أو مشاتل أو تباع في الأسواق، نقوم بمحاسبة مالكيها فوراً”.
لا تملك وزارة البيئة أي إحصائية بالحيوانات التي تدخل إلى العراق، رغم أنها معنية بذلك، علماً أن المتحدث باسمها أخبرنا كلاماً مبهماً، مفاده إن “هذه تصرفات فردية لا تحتاج إلى إحصائيات”.
ويقول أيضاً إن الحدود البرية مع “تركيا وإيران وسوريا، خاصة من جهة إقليم كردستان، مخترقة، وبالإمكان إدخال الحيوانات البرية منها وفقط عبر منافذ غير رسمية. وهي تجلب أموالاً طائلة للتجار”.