جُمّار موقع صحافي عراقيّ مستقل يسعى إلى شقّ الطريق لصحافة خلاّقة وأخلاقيّة في وعن العراق. يهتم جُمّار بالناس كما الأماكن، والقضايا الكبرى كما اليومية، ويضع في صُلب عمله كسر المركزيّة الجغرافيّة في التغطيّة الصحفيّة عن العراق. يطرح جُمّار أسئلة تشغل العراقيين أينما حلّوا ويدقّق في إجاباتها ويحللها، عماده في ذلك صحافيو وصحافيات العراق من الجيل الشاب على وجه الخصوص.

 

وكما الجُمّار هو قلب النخيل، فإن جُمّار الموقع يُقدم صحافة للمجتمع ويخوض في صميمه، فيعنى بقضايا أركانه المهمشة وتسليط الضوء على قصصهم. عليه فجُمّار يسعى لأن يغطي قصص النساء والجندر وذوي الإعاقات الجسدية والنفسية، على سبيل المثال لا الحصر، بعيداً عن السرديات التي تعيد إنتاجهم كضحايا. كما يعنى بوجه الخصوص بقضايا الشباب والبيئة وما يتعلق بهما لكونهما عماد المستقبل.

 

من هنا فإن أركان جُمّار هي، أولاً، الاستقلالية، فجُمّار موقع صحافي مستقل، وغير منحاز على أساس طائفي أو عرقي أو جندري أو حزبي أو سياسي أو عقائدي أو طبقي أو جغرافي. كما يحرص على أن تكون مواده غير منحازة، على ألاّ يُقلل ذلك من المساحة النقدية في إنتاج مواد تتعلّق بهذه المواضيع، وشريطة الالتزام بالأخلاقيات والمعايير الصحافية بالتعامل مع الناس والصحافيين والمصادر والقصص بإنصاف ومسؤولية.

 

ثانياً، يلتزم جُمّار بالدقّة في إنتاج محتواه، إذ على المواد أن تخضع للفحص والتثبّت من مصادرها، مثل التدقيق في الحقائق وفي الحقوق الفكرية للآخرين في حال وجود اقتباسات، كما يحتم وجود تصريح صوتي أو خطّي للأشخاص الواردة أسماؤهم في المادة بقبول إجراء المقابلات معهم ونشر التصريح باسمهم أو من عدمه.

 

ثالثاً، الشفافيّة، فجُمّار يعتمد سياسة شفّافة بخصوص تمويله، فلا يخفي أسماء أي من المؤسسات المموّلة لمشروعه، والمؤسسات الزميلة التي يتعاون معها. والشفافية تمتد إلى منهجية وسير عمل جُمّار، إذ أن سياسة التحرير والنشر التي يتبعها معلنة ومتاحة، وفي حال وقوع خطأ في التحرير أو النشر، لا يتوانى عن الاعتراف به والعمل على تصويبه.

 

رابعاً، الإبداع وتسهيل وصول المحتوى للقارئ سواء على صعيد اللغة أو التقنية أو التصميم. يؤمن جُمّار بأن الصحافة مهنة مبدعة، وعليها أن تتجاور وتستفيد من الفنون الأخرى، ولذا، فإنه لا يتردد، بل يشجع، على استخدام أي أجناس إبداعية وتعبيرية قد تساعد بخدمة الصحافة وفي تسهيل نقل المعلومة للقارئ، على ألا تتعارض مع قواعدها المهنية، ومنها النصوص المكتوبة والرسومات التوضيحية والبيانية (انفوغراف) والفيديو والتسجيلات الصوتية / الـ"بودكاست" والصور الفوتوغرافية ورسوم الكارتون والصور الفنية (الكولاج).

 

خامساً، دعم الصحافيين والصحافيات وتطوير قدراتهم وتشجيع الجيل الصاعد من الصحافيين في كليات الإعلام العراقية وخارجها على ممارسة الصحافة ضمن بيئة صحية وداعمة ومبدعة. عليه فإن جُمار يسعى إلى تقديم النقد البنّاء لتطوير أسس كتابة صحافية مهنية في العراق، تتمحور حول التعلم والحوار بين الصحافي وهيئة التحرير. كما يعمل على بناء تدريبات فعّالة على الصعيد الفكري والعملي لرفع مستوى العاملين في الصحافة العراقية. 

 

وأخيراً، الشراكة والتعاون، فجُمّار جزء من المحيط الصحافي العراقي والعربي والعالمي، وهو نتاج شراكة وتعاون ما بين فريق من الصحافيين والأكاديميين والباحثين داخل وخارج العراق. نؤمن بالعمل الجماعي والشراكات، وهو لذلك بنى ويسعى إلى بناء علاقات شراكة مع مؤسسات صحفيّة وبحثية وفنيّة وتقنيّة تتقاطع مع سياسته التحريرية.

 

* كُتب هذا النصّ بصيغة المذكر، لكنه موجّه للإناث والذكور على حدّ سواء.