"الماء يعني كل شيء".. هجرة سكّان وحيوانات الأهوار من الفراديس إلى المُدن

علي الناصري

01 تشرين الأول 2022

شاهد حمزة سلمان وأبو علي الماء يختفي من حولهما، وصار لزاماً عليهما انقاذ ما يُمكن إنقاذه ليستمرا في العيش. وبينما يخوض الأول رحلة هجرة، يأمل الثاني بحلول معجزة..

صار لزاماً على حمزة سلمان ترك قريته “حسجة” في قضاء الجبايش (90 كم جنوب محافظة ذي قار) للذهاب الى محافظة بابل بعد أن جفّت الأرض من حوله، وتركت نحو 40 عائلة من جيرانه منازلها.

عندما التقيت سلمان، وهو شاب في أواخر العشرينيات تركت الشمس الحارقة أثرها على وجهه، كان يعدّ متاعه ويحضّر نفسه وحيواناته لوداع “حسجة” حيث ولد وعاش أجداده فيها قبله لعقود طويلة.

جاهد سلمان للبقاء في قريته المبنيّة بيوتها من الطين والتي كان يحوّطها الماء وينتصب القصب على ضفافها، ويطفو الجاموس على سطح مياهها؛ لكن لا هو ولا حيواناته باتوا قادرين على مواجهة الجفاف الذي ضرب كل شيء من حولهم.

عندما حلّ الصيف عام 2022، أخذ سلمان يرى المياه تنقص كل يوم، حتّى اضطر إلى شراء “مياه آرو” المُعقمة لينجو وعائلته وجواميسه من الجفاف.

لكنه لم يعد يطيق هذا الوضع: “لا شيء يمكنه الاستمرار بلا ماء.. القصب والحيوانات وكل شيء.. نحتاج إلى الماء”.

لا يُمثّل سلمان حالة غريبة، فلقد سجّلت منظمة التواصل والاخاء الإنسانية -وهي مؤسسة مدنيّة في ذي قار أخذت تهتم بالبيئة خلال السنوات الماضية- هجرة نحو 530 عائلة من أقضية مختلفة في محافظة ذي قار خلال أشهر صيف العام الجاري بسبب شحة المياه وارتفاع نسب الملوحة وتصاعد نسب البطالة. “توجهت هذه الاعداد إلى محافظتي كربلاء وميسان (..) نواجه مخاطر واسعة”، وفقاً لعلي الناشي، رئيس المنظمة.

جنّة عدن المُهددة

الأهوار، المُسماة بجنة عدن، هي مسطحات مائية تمتد على نحو 20 الف كم2 في جنوب العراق وترتبط بثلاث محافظات هي ميسان وذي قار والبصرة وتشكل أهوار الحويزة والحمار الغربي أهم مراكز التوازن البيئي والإحيائي، ولهذا السبب أُدخلت إلى قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

ووصفتِ المنظمة المسطحات المائية بـ”منطقة فريدة، باعتبارها أكبر منطقة في العالم تضم أنظمة دلتا داخلية، في بيئة حارة وقاحلة”.

لكن حرارة الأجواء، والأراضي القاحلة التي تحيطها، وقطع الإطلاقات المائية عنها من قبل إيران وتركيا، أخذ يجفّف “البطائح”[1] ويجعل قطعان الجاموس على أرضها صريعة.

وتُصنّف منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) الأهوار كـ”واحدة من أفقر المناطق في العراق وواحدة من أكثر المناطق تضرراً من تغير المناخ”.

وتشير المنظمة الدولية إلى أن نقص المياه تسبب في آثار كارثية على سبل العيش لأكثر من6  آلاف أسرة ريفية اذ أنهم فقدوا جواميسهم، وهي أصولهم الحية الفريدة.

يقدّر حسن الاسدي، وهو نائب في البرلمان عن قضاء الجبايش، أن “أكثر من 85 بالمائة من مساحات المسطحات المائية تعرضت إلى الجفاف التام”.

اقتصاد مهدد

في قضاء الجبايش، يقف أبو علي، وهو يلف يديه إلى صدره أمام قريته التي أخذت تتحوّل إلى أطلال.

بعد أن كان يخرج من منزله ليرى الماء يحوّط قريته، صار يجلب الماء لعائلته وجواميسه على دراجته النارية، ويشتري الأعلاف من الأسواق المحليّة.

ينتظر الرجل حلول معجزة ما.

“لعل وعسى أن تتلطف السماء (بالأمطار) يوما ما أو تعود المياه”.

تعتمد معيشة حمزة سلمان وأبو علي وغالبيّة السكّان على تعافي الطبيعية في الأهوار، الذي يؤدي أيضاً إلى تعافي القصب والنباتات على ضفاف المياه، وبالتالي توفير الغذاء والبيئة الصحية للجاموس والأسماك.

وسكّان الأهوار ينقسمون إلى جزئين، الأول يعتمد اقتصاده على تربية الجاموس، والآخر على صيد الأسماك.

تربية هذه الحيوانات أو صيدها بات شبه مستحيل.

يحتاج الجاموس، على سبيل المثال، نسبة اغمار نصف متر حتى يمارس حركته داخل المياه، فضلاً عن مياه أقلّ ملوحة مما عليه الحال اليوم.

فحتّى الأهوار التي ما تزال المياه تجري فيها، ازدادت نسبة الملوحة فيها من 6 آلاف جزء بالمليون إلى 20 ألف جزء بالمليون.

وفقاً لإحصائيات تقريبية، فإن عدد الجاموس كان يبلغ نحو 27 ألف جاموسة، إلا أن حوالي 2.7 بالمئة منها نفقت من قلّة الماء وزيادة الملوحة.

مقابل ذلك، تشير التوقعات إلى أن المعدّل الوسطي لامتلاك كل عائلة في الأهوار نحو 10 جواميس، ما يعني بالإضافة إلى نفوق 2.7 بالمئة، رحيل نحو 5300 جاموسة مع النازحين خلال عدّة أشهر.

أما من بقي في الأهوار متأملاً تحسّن الأحوال، فإن عليه تقديم تضحيّات مختلفة.

قبل حلول الجفاف، كان سعر الجاموسة الواحدة يقدّر بنحو 3 ملايين ونصف المليون دينار عراقي، لكن عيشها الذي صار مهدداً، وإطعامها الذي أصبح متعذراً، هبط بسعرها إلى نحو مليونين وربع المليون دينار عراقي.

نتيجة لذلك، خسر مربو الجاموس نحو 20 بالمئة من حيواناتهم؛ لقد باعوها إما لأنهم لم يعودوا قادرين على إطعامها أو إنقاذها، وإما ضحّوا برؤوس منها لإنقاذ القطيع بما تجلب لهم من مال.

بدورهم، فإن مربي الأسماك بات رزقهم وعيشهم داخل الأهوار يواجه تهديداً حقيقياً أكثر من أي وقت مضى.

صارت أعداد هائلة من الأسماك النافقة تطفو على وجه ما تبقى من المياه، أو تسير في مجاري الأنهار الآسنة.

وقد تراجعت كميات الأسماك المُصدّرة بنحو 90 بالمئة، فبدلاً من إرسال 80 طناً، صارت فقط 10 أطنان تُصدّر إلى الأسواق المحليّة المجاورة، بحسب أياد الأسدي، الناشط البيئي الذي يُراقب التحولات في الأهوار عن كثب.

وأثّر نفوق الأسماك على أسعارها، إذ تضاعف سعر الكيلو وصار يُباع بـ6 آلاف دينار بدلاً من 3 آلاف.

ووسط هذا، فإن نحو 750 زورقاً خشبيّاً أصبحت عالقة في أراضي جرداء من أصل ألف زورق كانت تجوب بخفّة المسطحات المائية وربابينها يغنّون بأصوات شجيّة.

قال رعد الأسدي، رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية المُختصة بمراقبة المسطحات المائية، إن “مجاري المسطحات كانت تستقبل 6 زوارق جديدة اسبوعياً”، لكن صنّاع أداة النقل والصيد المائي هذه لم يعد عملهم مجدياً الآن.

مستقبل قاتم

رغم الجفاف والهجرة المتفاقمة من الأهوار، فإن مهدي الحمداني، وزير الموارد المائية، يقول إن “وضع اليوم أفضل من الغد”.

أجرى الحمداني، والوزراء الذين سبقوه، جولات مشاورات لا تحصى مع دول المنبع تركيا وإيران لزيادة الإطلاقات المائية للعراق، لكن جهوده، على ما يبدو، باءت بالفشل.

في زيارته إلى محافظة البصرة في آب 2022، أشار الحمداني إلى “السيناريو الأسوأ” الذي يمكن أن ينتظر العراق: “على الجميع ان يعي حقيقة المخاطر الكبيرة التي تتعرض لها الموارد المائية في ظل درجات الحرارة المسجلة التي تتجاوز 50 مئوية وهي مؤشرات خطيرة للموسم المقبل”.

وفقاً لوزارة الموارد المائية، فإن العراق دخل أربعة مواسم من الشحّة المائية، وربما يدخل الموسم الخامس، ويضطر إلى الاعتماد على المياه الجوفيّة والدخول في “مرحلة الطوارئ”.

في الأهوار نفسها، دخل السكّان بالأساس حالة الطوارئ، وبات عليهم إيجاد حلول فرديّة.

هاجر الكثير من أقارب سلمان إلى محافظة بابل التي يتوفّر فيها بعض الماء الذي يعين الجاموس على العيش، وسيلتحق هو الآخر مع 15 جاموسة و4 أبقار بهم، تاركاً “حسجة” لمصيرها الذي سيحدده هطول الأمطار في الموسم الشتوي.

ومنكم/ن نستفيد ونتعلم

هل لديكم/ن ملاحظة أو تعليق على محتوى جُمّار؟ هل وجدتم/ن أي معلومة خاطئة أو غير دقيقة تحتاج تصويباً؟ هل تجدون/ن اللغة المستعملة في المقالة مهينة أو مسيئة أو مميزة ضد مجموعة ما على أساس ديني/ طائفي/ جندري/ طبقي/ جغرافي أو غيره؟ الرجاء التواصل معنا عبر - editor@jummar.media

اقرأ ايضاً

صار لزاماً على حمزة سلمان ترك قريته “حسجة” في قضاء الجبايش (90 كم جنوب محافظة ذي قار) للذهاب الى محافظة بابل بعد أن جفّت الأرض من حوله، وتركت نحو 40 عائلة من جيرانه منازلها.

عندما التقيت سلمان، وهو شاب في أواخر العشرينيات تركت الشمس الحارقة أثرها على وجهه، كان يعدّ متاعه ويحضّر نفسه وحيواناته لوداع “حسجة” حيث ولد وعاش أجداده فيها قبله لعقود طويلة.

جاهد سلمان للبقاء في قريته المبنيّة بيوتها من الطين والتي كان يحوّطها الماء وينتصب القصب على ضفافها، ويطفو الجاموس على سطح مياهها؛ لكن لا هو ولا حيواناته باتوا قادرين على مواجهة الجفاف الذي ضرب كل شيء من حولهم.

عندما حلّ الصيف عام 2022، أخذ سلمان يرى المياه تنقص كل يوم، حتّى اضطر إلى شراء “مياه آرو” المُعقمة لينجو وعائلته وجواميسه من الجفاف.

لكنه لم يعد يطيق هذا الوضع: “لا شيء يمكنه الاستمرار بلا ماء.. القصب والحيوانات وكل شيء.. نحتاج إلى الماء”.

لا يُمثّل سلمان حالة غريبة، فلقد سجّلت منظمة التواصل والاخاء الإنسانية -وهي مؤسسة مدنيّة في ذي قار أخذت تهتم بالبيئة خلال السنوات الماضية- هجرة نحو 530 عائلة من أقضية مختلفة في محافظة ذي قار خلال أشهر صيف العام الجاري بسبب شحة المياه وارتفاع نسب الملوحة وتصاعد نسب البطالة. “توجهت هذه الاعداد إلى محافظتي كربلاء وميسان (..) نواجه مخاطر واسعة”، وفقاً لعلي الناشي، رئيس المنظمة.

جنّة عدن المُهددة

الأهوار، المُسماة بجنة عدن، هي مسطحات مائية تمتد على نحو 20 الف كم2 في جنوب العراق وترتبط بثلاث محافظات هي ميسان وذي قار والبصرة وتشكل أهوار الحويزة والحمار الغربي أهم مراكز التوازن البيئي والإحيائي، ولهذا السبب أُدخلت إلى قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

ووصفتِ المنظمة المسطحات المائية بـ”منطقة فريدة، باعتبارها أكبر منطقة في العالم تضم أنظمة دلتا داخلية، في بيئة حارة وقاحلة”.

لكن حرارة الأجواء، والأراضي القاحلة التي تحيطها، وقطع الإطلاقات المائية عنها من قبل إيران وتركيا، أخذ يجفّف “البطائح”[1] ويجعل قطعان الجاموس على أرضها صريعة.

وتُصنّف منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) الأهوار كـ”واحدة من أفقر المناطق في العراق وواحدة من أكثر المناطق تضرراً من تغير المناخ”.

وتشير المنظمة الدولية إلى أن نقص المياه تسبب في آثار كارثية على سبل العيش لأكثر من6  آلاف أسرة ريفية اذ أنهم فقدوا جواميسهم، وهي أصولهم الحية الفريدة.

يقدّر حسن الاسدي، وهو نائب في البرلمان عن قضاء الجبايش، أن “أكثر من 85 بالمائة من مساحات المسطحات المائية تعرضت إلى الجفاف التام”.

اقتصاد مهدد

في قضاء الجبايش، يقف أبو علي، وهو يلف يديه إلى صدره أمام قريته التي أخذت تتحوّل إلى أطلال.

بعد أن كان يخرج من منزله ليرى الماء يحوّط قريته، صار يجلب الماء لعائلته وجواميسه على دراجته النارية، ويشتري الأعلاف من الأسواق المحليّة.

ينتظر الرجل حلول معجزة ما.

“لعل وعسى أن تتلطف السماء (بالأمطار) يوما ما أو تعود المياه”.

تعتمد معيشة حمزة سلمان وأبو علي وغالبيّة السكّان على تعافي الطبيعية في الأهوار، الذي يؤدي أيضاً إلى تعافي القصب والنباتات على ضفاف المياه، وبالتالي توفير الغذاء والبيئة الصحية للجاموس والأسماك.

وسكّان الأهوار ينقسمون إلى جزئين، الأول يعتمد اقتصاده على تربية الجاموس، والآخر على صيد الأسماك.

تربية هذه الحيوانات أو صيدها بات شبه مستحيل.

يحتاج الجاموس، على سبيل المثال، نسبة اغمار نصف متر حتى يمارس حركته داخل المياه، فضلاً عن مياه أقلّ ملوحة مما عليه الحال اليوم.

فحتّى الأهوار التي ما تزال المياه تجري فيها، ازدادت نسبة الملوحة فيها من 6 آلاف جزء بالمليون إلى 20 ألف جزء بالمليون.

وفقاً لإحصائيات تقريبية، فإن عدد الجاموس كان يبلغ نحو 27 ألف جاموسة، إلا أن حوالي 2.7 بالمئة منها نفقت من قلّة الماء وزيادة الملوحة.

مقابل ذلك، تشير التوقعات إلى أن المعدّل الوسطي لامتلاك كل عائلة في الأهوار نحو 10 جواميس، ما يعني بالإضافة إلى نفوق 2.7 بالمئة، رحيل نحو 5300 جاموسة مع النازحين خلال عدّة أشهر.

أما من بقي في الأهوار متأملاً تحسّن الأحوال، فإن عليه تقديم تضحيّات مختلفة.

قبل حلول الجفاف، كان سعر الجاموسة الواحدة يقدّر بنحو 3 ملايين ونصف المليون دينار عراقي، لكن عيشها الذي صار مهدداً، وإطعامها الذي أصبح متعذراً، هبط بسعرها إلى نحو مليونين وربع المليون دينار عراقي.

نتيجة لذلك، خسر مربو الجاموس نحو 20 بالمئة من حيواناتهم؛ لقد باعوها إما لأنهم لم يعودوا قادرين على إطعامها أو إنقاذها، وإما ضحّوا برؤوس منها لإنقاذ القطيع بما تجلب لهم من مال.

بدورهم، فإن مربي الأسماك بات رزقهم وعيشهم داخل الأهوار يواجه تهديداً حقيقياً أكثر من أي وقت مضى.

صارت أعداد هائلة من الأسماك النافقة تطفو على وجه ما تبقى من المياه، أو تسير في مجاري الأنهار الآسنة.

وقد تراجعت كميات الأسماك المُصدّرة بنحو 90 بالمئة، فبدلاً من إرسال 80 طناً، صارت فقط 10 أطنان تُصدّر إلى الأسواق المحليّة المجاورة، بحسب أياد الأسدي، الناشط البيئي الذي يُراقب التحولات في الأهوار عن كثب.

وأثّر نفوق الأسماك على أسعارها، إذ تضاعف سعر الكيلو وصار يُباع بـ6 آلاف دينار بدلاً من 3 آلاف.

ووسط هذا، فإن نحو 750 زورقاً خشبيّاً أصبحت عالقة في أراضي جرداء من أصل ألف زورق كانت تجوب بخفّة المسطحات المائية وربابينها يغنّون بأصوات شجيّة.

قال رعد الأسدي، رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية المُختصة بمراقبة المسطحات المائية، إن “مجاري المسطحات كانت تستقبل 6 زوارق جديدة اسبوعياً”، لكن صنّاع أداة النقل والصيد المائي هذه لم يعد عملهم مجدياً الآن.

مستقبل قاتم

رغم الجفاف والهجرة المتفاقمة من الأهوار، فإن مهدي الحمداني، وزير الموارد المائية، يقول إن “وضع اليوم أفضل من الغد”.

أجرى الحمداني، والوزراء الذين سبقوه، جولات مشاورات لا تحصى مع دول المنبع تركيا وإيران لزيادة الإطلاقات المائية للعراق، لكن جهوده، على ما يبدو، باءت بالفشل.

في زيارته إلى محافظة البصرة في آب 2022، أشار الحمداني إلى “السيناريو الأسوأ” الذي يمكن أن ينتظر العراق: “على الجميع ان يعي حقيقة المخاطر الكبيرة التي تتعرض لها الموارد المائية في ظل درجات الحرارة المسجلة التي تتجاوز 50 مئوية وهي مؤشرات خطيرة للموسم المقبل”.

وفقاً لوزارة الموارد المائية، فإن العراق دخل أربعة مواسم من الشحّة المائية، وربما يدخل الموسم الخامس، ويضطر إلى الاعتماد على المياه الجوفيّة والدخول في “مرحلة الطوارئ”.

في الأهوار نفسها، دخل السكّان بالأساس حالة الطوارئ، وبات عليهم إيجاد حلول فرديّة.

هاجر الكثير من أقارب سلمان إلى محافظة بابل التي يتوفّر فيها بعض الماء الذي يعين الجاموس على العيش، وسيلتحق هو الآخر مع 15 جاموسة و4 أبقار بهم، تاركاً “حسجة” لمصيرها الذي سيحدده هطول الأمطار في الموسم الشتوي.