"بيتنا صار قبراً لوالدي".. عن الجثث تحت خراب الموصل

مجيد العبايجي

17 كانون الثاني 2023

"كل ضربة كانت تخض صدري"، يقول الحاج شامل وهو يراقب حفارة تقوم بعملية استخراج جثث عائلته من تحت أنقاض منزله، بينما يتردد علي على داره المتداعية ليقرأ الدعاء على والده الذي ما يزال تحت الأنقاض.. قصّة مصير مئات أو آلاف الجثث تحت أنقاض الموصل القديمة..

قد يتعثر السائر في أزقة الموصل القديمة بأحجار وأنقاض مبان دمرت أثناء الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، لكنه قد يتعثر أيضاً بعظام بشرية متناثرة بين الأنقاض.

منذ إعلان انتهاء الحرب وإنهاء سيطرة التنظيم على المدينة في 10 تموز يوليو 2017 حتى الآن، ما زالت الأنقاض تخبئ مئات وربما آلاف الجثث المتحللة، والتي لم يبق منها سوى العظام.

تعود الجثث لمسلحي التنظيم ولمدنيين سقطت منازلهم على رؤوسهم بفعل القصف الكثيف على الأحياء السكنية حيث كان يقاتل المتشددون.

في منطقة الكوازين بالموصل القديمة، كانت آلة ضخمة بذراع طويلة تدك جداراً هوى على رأس عائلة أصاب منزلها صاروخ طائرة حوله إلى حجارة وركام.

جُلبت الحفارة لاستخراج جثث ثلاثة أشخاص قضوا في المنزل.

يراقب الحاج شامل بحذر عملية تفتيت الحجارة علّه يرى عمه واثنين من بنيه، ثم يصرخ على قائد الآلة “توقف”.

“كل ضربة كانت تخض صدري” يقول الحاج شامل معبراً عن خشيته من أن تطول ضربات الحفر جثة أحد أقربائه.

عملية استخراج الجثث الثلاث كلّفت نحو مليوني دينار (1300 دولار تقريباً)، وقد حدث ذلك بعد وساطات وتوسل للدخول إلى الموصل القديمة في أعقاب انتهاء الأعمال العسكرية في مناطقها وإعلان القضاء على داعش في نينوى وكل العراق، إذ كان الدخول إليها ممنوعاً.

على الرغم من مرور أكثر من خمس سنوات على تحرير المدينة، تواصل فرق الدفاع المدني استخراج بقايا الجثث، ولاسيما في المناطق المحاذية لنهر دجلة، وهي آخر مناطق مشطتها طائرات التحالف الدولي بعد تراجع التنظيم فيها واحتجازه الناس دروعاً بشرية.

تقول مديرية الدفاع المدني في نينوى إنها انتشلت أكثر من 5 آلاف جثة حتى الآن، منها 2600 جثة لقتلى مدنيين تم تسليمها إلى دائرة الطب العدلي.

هناك 2500 جثة مجهولة الهوية يعدها الدفاع المدني تابعة لرجالات التنظيم، بحسب ما اخبرنا العميد حسام الدين خليل مدير الدفاع المدني في نينوى.

“نصل إلى الجثث الظاهرة فقط” أجاب خليل عن سؤال وجهناه إليه بشأن إمكانية استخراج جميع الجثث حتى التي ما يزال تغطيها الأنقاض.

بيوت صارت قبوراً

يتردد علي على داره المتداعية في منطقة خزرج ليقرأ الدعاء على والده الذي ما يزال تحت الأنقاض.

“أزور بيتنا لأنه صار قبراً لوالدي” قال علي.

لا يملك الشاب 5 ملايين دينار (نحو 3300 دولار) لرفع الأنقاض على نفقته الشخصية، ولم يتسلم تعويضاً حكومياً يمكنه من ذلك، فبقي البيت على حاله.

العام الماضي، أعلنت وزارة التخطيط أن المعارك مع التنظيم أسفرت عن تدمير أكثر من 56 ألف منزل وتسجيل أسماء 11 ألف مفقود.

وتشير تقديرات حكومية حالية إلى أن أكثر من 9 آلاف وحدة سكنية ما تزال مدمرة في الموصل القديمة يتأرجح أصحابها بين إجراءات التعويض وترقيع منظمات المجتمع المدني.

ويواصل علي منذ ثلاث سنوات ترويج معاملة تعويض داره المقصوفة، ويخشى عدم الحصول على تقييم يؤهله لاستحقاق التعويض إذا تم رفع الأنقاض، وهذا سبب آخر يدعوه إلى ترك الدار على حالها.

خلال الحصار على المدينة القديمة، دفن المفجوعون موتاهم في حدائق صغيرة أو في باحات منازلهم، وتعذر على بعضهم نقل الرفات إلى المقابر بسبب غلق الأزقة بالركام أو دمار آخر لحق ببيوتهم بعد انتهاء العمليات الحربية وإفراغ المنطقة من ساكنيها.

واحتفظت سراديب البيوت القديمة بجثث مجهولة الهوية جرى إخراجها من قبل فرق تطوعية سعت إلى إعادة الحياة لتلك الأماكن.

متطوعون ومنتقدون

لم يكن سهلاً على فريد، أحد المتطوعين، في الوهلة الأولى دخول سرداب يتكدس فيه الأموات فوق بعضهم.

“لا تغيب الرائحة عن أنفي ولن أنسى ذلك المشهد” قال فريد عن جثث كانت منتفخة ومزرّقة ولا يُعرف ما إذا كانت تعود لعناصر “داعش” أم لأشخاص نفذ فيهم التنظيم إعداماً جماعياً بسبب رفضهم البقاء أو محاولتهم الهروب إلى جانب القوات الأمنية الحكومية.

نفذ “داعش” إعدامات جماعية في المناطق التي وقعت تحت سيطرته في حزيران عام 2014، وحشر في أكثر من 200 مقبرة جماعية أكثر من 12 ألف ضحية.

تم اكتشاف مقابر عديدة في أحياء داخل الموصل، كان آخرها في الجانب الأيمن، وهي تضم رفات ضحايا يقدر عددهم بـ40 فرداً أعدمهم التنظيم خلال عمليات تحرير المدينة.

وفي إشارة إلى مقابر البيوت، يقول الطب العدلي لـ”جمّار” إن 80 مقبرة مسجلة في نينوى أغلبها في منطقتي سنجار وبادوش، وبقية المقابر تعدّ صغيرة منتشرة في عموم المحافظة.

كانت سرور الحسيني من أوائل الداخلين إلى الموصل القديمة مع فريقها التطوعي المكون من 5 أفراد.

أبلغت الحسيني “جمّار” بأن فريقها تمكن من انتشال أكثر من ألف جثة استطاع الوصول إليها على الرغم من المعوقات التي واجهها من الحكومة المحلية السابقة.

أصرت الحسيني في حينها على انتشال الجثث بسبب مخاوفها، بحكم طبيعة عملها كممرضة، من انتشار الأوبئة والأمراض جراء تفسخها.

الطبيب إيثار العباجي يعدد أمراضاً عدة قد ينقلها الهواء من جراء تفسخ جثث الموتى “تحلل البكتريا في رئتي المتوفي ينقل أمراضاً معدية بالإضافة إلى فيروسات الحمى النزفية وغيرها”.

“لذا تنصح منظمة الصحة العالمية ذوي الاعتلالات المناعية بعدم المكوث إلى جانب متوفي أو التقرب منه”، بحسب العباجي ويؤكد على أهمية الإسراع بدفن الموتى.

رغم ذلك، يجد عبد الطائي، الموظف في صحة نينوى، أن من الصعوبة تحديد أمراض سجلت في بقعة الموصل القديمة بسبب انتشار الجثث.

لا يعود ذلك إلى انعدامها، بل لأن الدائرة المعنية عن إدامة النظام الصحي والحفاظ على صحة السكان لم تجر دراسات عن تأثير الجثث غير المستخرجة على صحة السكان.

“نعرف أنها تسببت وقد تسبب انتشار أمراض فحسب”.

البحث متواصل

في منطقة القليعات، يتلقى الدفاع المدني إخطاراً بين مدة وأخرى عن وجود عديد من الجثث خلال إعادة إعمار المنازل أو عمل المؤسسات الخدمية في البنى التحتية.

يقف مثنى على أطلال منزل لا تتجاوز مساحته 100 متر مربع، ويُبدي عجزه عن إخراج 7 من أهله وجيرانه “اندثروا مع الركام” كما يعبّر.

لا ينفك الطب العدلي يستقبل مراجعين يطلبون معرفة هوية الأشلاء التي يتسلمها من الدفاع المدني.

قال حسن واثق، معاون مدير الطب العدلي في الموصل لـ”جمّار”، إن “الدائرة تستقبل يومياً قرابة 50 عائلة تريد التأكد من الجثث التي يتسلمها الطب العدلي”.

وينتقد واثق أيضاً تعامل الفرق التطوعية مع الضحايا. “لم يكن علمياً وبعثر حقوق البعض منهم”.

تستلزم إجراءات الحصول على حقوق ضحايا الحرب وثيقة تؤكدها دائرة الطب العدلي تثبت أن المتوفى لم يكن ضمن عناصر التنظيم عبر قاعدة بيانات خاصة.

يتفق الحاج شامل وعلي ومثنى على أن استخراج هذه الوثيقة ليس بالأمر السهل في ظل الإجراءات المعقدة والمطولة في مؤسسات الدولة.

ومنكم/ن نستفيد ونتعلم

هل لديكم/ن ملاحظة أو تعليق على محتوى جُمّار؟ هل وجدتم/ن أي معلومة خاطئة أو غير دقيقة تحتاج تصويباً؟ هل تجدون/ن اللغة المستعملة في المقالة مهينة أو مسيئة أو مميزة ضد مجموعة ما على أساس ديني/ طائفي/ جندري/ طبقي/ جغرافي أو غيره؟ الرجاء التواصل معنا عبر - editor@jummar.media

اقرأ ايضاً

قد يتعثر السائر في أزقة الموصل القديمة بأحجار وأنقاض مبان دمرت أثناء الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، لكنه قد يتعثر أيضاً بعظام بشرية متناثرة بين الأنقاض.

منذ إعلان انتهاء الحرب وإنهاء سيطرة التنظيم على المدينة في 10 تموز يوليو 2017 حتى الآن، ما زالت الأنقاض تخبئ مئات وربما آلاف الجثث المتحللة، والتي لم يبق منها سوى العظام.

تعود الجثث لمسلحي التنظيم ولمدنيين سقطت منازلهم على رؤوسهم بفعل القصف الكثيف على الأحياء السكنية حيث كان يقاتل المتشددون.

في منطقة الكوازين بالموصل القديمة، كانت آلة ضخمة بذراع طويلة تدك جداراً هوى على رأس عائلة أصاب منزلها صاروخ طائرة حوله إلى حجارة وركام.

جُلبت الحفارة لاستخراج جثث ثلاثة أشخاص قضوا في المنزل.

يراقب الحاج شامل بحذر عملية تفتيت الحجارة علّه يرى عمه واثنين من بنيه، ثم يصرخ على قائد الآلة “توقف”.

“كل ضربة كانت تخض صدري” يقول الحاج شامل معبراً عن خشيته من أن تطول ضربات الحفر جثة أحد أقربائه.

عملية استخراج الجثث الثلاث كلّفت نحو مليوني دينار (1300 دولار تقريباً)، وقد حدث ذلك بعد وساطات وتوسل للدخول إلى الموصل القديمة في أعقاب انتهاء الأعمال العسكرية في مناطقها وإعلان القضاء على داعش في نينوى وكل العراق، إذ كان الدخول إليها ممنوعاً.

على الرغم من مرور أكثر من خمس سنوات على تحرير المدينة، تواصل فرق الدفاع المدني استخراج بقايا الجثث، ولاسيما في المناطق المحاذية لنهر دجلة، وهي آخر مناطق مشطتها طائرات التحالف الدولي بعد تراجع التنظيم فيها واحتجازه الناس دروعاً بشرية.

تقول مديرية الدفاع المدني في نينوى إنها انتشلت أكثر من 5 آلاف جثة حتى الآن، منها 2600 جثة لقتلى مدنيين تم تسليمها إلى دائرة الطب العدلي.

هناك 2500 جثة مجهولة الهوية يعدها الدفاع المدني تابعة لرجالات التنظيم، بحسب ما اخبرنا العميد حسام الدين خليل مدير الدفاع المدني في نينوى.

“نصل إلى الجثث الظاهرة فقط” أجاب خليل عن سؤال وجهناه إليه بشأن إمكانية استخراج جميع الجثث حتى التي ما يزال تغطيها الأنقاض.

بيوت صارت قبوراً

يتردد علي على داره المتداعية في منطقة خزرج ليقرأ الدعاء على والده الذي ما يزال تحت الأنقاض.

“أزور بيتنا لأنه صار قبراً لوالدي” قال علي.

لا يملك الشاب 5 ملايين دينار (نحو 3300 دولار) لرفع الأنقاض على نفقته الشخصية، ولم يتسلم تعويضاً حكومياً يمكنه من ذلك، فبقي البيت على حاله.

العام الماضي، أعلنت وزارة التخطيط أن المعارك مع التنظيم أسفرت عن تدمير أكثر من 56 ألف منزل وتسجيل أسماء 11 ألف مفقود.

وتشير تقديرات حكومية حالية إلى أن أكثر من 9 آلاف وحدة سكنية ما تزال مدمرة في الموصل القديمة يتأرجح أصحابها بين إجراءات التعويض وترقيع منظمات المجتمع المدني.

ويواصل علي منذ ثلاث سنوات ترويج معاملة تعويض داره المقصوفة، ويخشى عدم الحصول على تقييم يؤهله لاستحقاق التعويض إذا تم رفع الأنقاض، وهذا سبب آخر يدعوه إلى ترك الدار على حالها.

خلال الحصار على المدينة القديمة، دفن المفجوعون موتاهم في حدائق صغيرة أو في باحات منازلهم، وتعذر على بعضهم نقل الرفات إلى المقابر بسبب غلق الأزقة بالركام أو دمار آخر لحق ببيوتهم بعد انتهاء العمليات الحربية وإفراغ المنطقة من ساكنيها.

واحتفظت سراديب البيوت القديمة بجثث مجهولة الهوية جرى إخراجها من قبل فرق تطوعية سعت إلى إعادة الحياة لتلك الأماكن.

متطوعون ومنتقدون

لم يكن سهلاً على فريد، أحد المتطوعين، في الوهلة الأولى دخول سرداب يتكدس فيه الأموات فوق بعضهم.

“لا تغيب الرائحة عن أنفي ولن أنسى ذلك المشهد” قال فريد عن جثث كانت منتفخة ومزرّقة ولا يُعرف ما إذا كانت تعود لعناصر “داعش” أم لأشخاص نفذ فيهم التنظيم إعداماً جماعياً بسبب رفضهم البقاء أو محاولتهم الهروب إلى جانب القوات الأمنية الحكومية.

نفذ “داعش” إعدامات جماعية في المناطق التي وقعت تحت سيطرته في حزيران عام 2014، وحشر في أكثر من 200 مقبرة جماعية أكثر من 12 ألف ضحية.

تم اكتشاف مقابر عديدة في أحياء داخل الموصل، كان آخرها في الجانب الأيمن، وهي تضم رفات ضحايا يقدر عددهم بـ40 فرداً أعدمهم التنظيم خلال عمليات تحرير المدينة.

وفي إشارة إلى مقابر البيوت، يقول الطب العدلي لـ”جمّار” إن 80 مقبرة مسجلة في نينوى أغلبها في منطقتي سنجار وبادوش، وبقية المقابر تعدّ صغيرة منتشرة في عموم المحافظة.

كانت سرور الحسيني من أوائل الداخلين إلى الموصل القديمة مع فريقها التطوعي المكون من 5 أفراد.

أبلغت الحسيني “جمّار” بأن فريقها تمكن من انتشال أكثر من ألف جثة استطاع الوصول إليها على الرغم من المعوقات التي واجهها من الحكومة المحلية السابقة.

أصرت الحسيني في حينها على انتشال الجثث بسبب مخاوفها، بحكم طبيعة عملها كممرضة، من انتشار الأوبئة والأمراض جراء تفسخها.

الطبيب إيثار العباجي يعدد أمراضاً عدة قد ينقلها الهواء من جراء تفسخ جثث الموتى “تحلل البكتريا في رئتي المتوفي ينقل أمراضاً معدية بالإضافة إلى فيروسات الحمى النزفية وغيرها”.

“لذا تنصح منظمة الصحة العالمية ذوي الاعتلالات المناعية بعدم المكوث إلى جانب متوفي أو التقرب منه”، بحسب العباجي ويؤكد على أهمية الإسراع بدفن الموتى.

رغم ذلك، يجد عبد الطائي، الموظف في صحة نينوى، أن من الصعوبة تحديد أمراض سجلت في بقعة الموصل القديمة بسبب انتشار الجثث.

لا يعود ذلك إلى انعدامها، بل لأن الدائرة المعنية عن إدامة النظام الصحي والحفاظ على صحة السكان لم تجر دراسات عن تأثير الجثث غير المستخرجة على صحة السكان.

“نعرف أنها تسببت وقد تسبب انتشار أمراض فحسب”.

البحث متواصل

في منطقة القليعات، يتلقى الدفاع المدني إخطاراً بين مدة وأخرى عن وجود عديد من الجثث خلال إعادة إعمار المنازل أو عمل المؤسسات الخدمية في البنى التحتية.

يقف مثنى على أطلال منزل لا تتجاوز مساحته 100 متر مربع، ويُبدي عجزه عن إخراج 7 من أهله وجيرانه “اندثروا مع الركام” كما يعبّر.

لا ينفك الطب العدلي يستقبل مراجعين يطلبون معرفة هوية الأشلاء التي يتسلمها من الدفاع المدني.

قال حسن واثق، معاون مدير الطب العدلي في الموصل لـ”جمّار”، إن “الدائرة تستقبل يومياً قرابة 50 عائلة تريد التأكد من الجثث التي يتسلمها الطب العدلي”.

وينتقد واثق أيضاً تعامل الفرق التطوعية مع الضحايا. “لم يكن علمياً وبعثر حقوق البعض منهم”.

تستلزم إجراءات الحصول على حقوق ضحايا الحرب وثيقة تؤكدها دائرة الطب العدلي تثبت أن المتوفى لم يكن ضمن عناصر التنظيم عبر قاعدة بيانات خاصة.

يتفق الحاج شامل وعلي ومثنى على أن استخراج هذه الوثيقة ليس بالأمر السهل في ظل الإجراءات المعقدة والمطولة في مؤسسات الدولة.