كأس السوبر.. الشرطة يسأل اتحاد الكرة: أين نضع "الشكردان!"

عامر مؤيد

05 تشرين الأول 2022

كأس السوبر العراقي أثارت سخرية جمهور كرة القدم، لأن الكأس "مزهرية"، والميداليات غير كافية، وهواتف لاعبين سُرقت، بينما يستمر اتحاد كرة القدم بالدفاع عن نفسه، ويستخدم التراث ذريعة لتبرير الفضيحة..

كان الأحد الماضي 2 تشرين الأول 2022 يوماً سيئاً لمحترف نادي “الشرطة” عبد المجيد أبو بكر، رغم فوزه بكأس السوبر العراقي.

فقد سجل أبو بكر، وهو محترف من دولة النيجر، هدفاً توّج فريقه بالكأس، بيد أن ما حصل بعدها أمات فرحته. 

فبعد أن حقق الفوز لفريقه، لم يجد اللاعب هاتفه عندما عاد لغرفة تبديل الملابس بعد نهاية المباراة مع فريق الكرخ. 

والكأس التي حصل عليها مع النادي لم تكن كأساً، بل علبة بلاستيكية، سخر منها الجميع.

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالحادثتين، الكأس “المضحكة” وسرقة هاتف أبو بكر، ولم يتلق فريق نادي “الشرطة” التهاني أو يحتفل جمهوره كما العادة. 

وجه جمهور كأس السوبر انتقادات لاتحاد كرة القدم لاختياره علبة تشبه “الشكردان” البلاستيكية التي يُحفظ فيها السكر، مثلما وصفوه. لكن المتحدث باسم الاتحاد، أحمد الموسوي، برر ردّاً على الانتقادات بأنه “يجب أن يأخذ كأس السوبر شكلاً مختلفاً عن دروع الدوري والبطولات الأخرى”. 

كما أن اختيار شكل الكأس “كان مقصوداً”، وفقاً للموسوي، إذ اختاره الاتحاد لأن “شكله يرمز إلى التحف العراقية التراثية ذات الرمزية المهمة لكن الجمهور انتقده لأن كل ما هو جديد يكون غريباً (للمرة الأولى).. الكثير من دول العالم وخاصة أوروبا تقدم كؤوساً مختلفة الأشكال والأهم هو الرمزية التي تمثلها”. 

وفق مصادر خاصة تحدثت لُجمّار، لم يشكل اتحاد الكرة لجنة لاختيار هذه الكأس بل تكفل بالموضوع موظف في وزارة الشباب والرياضة (وزيرها عدنان درجال هو رئيس الاتحاد أيضاً)، بناءً على تكليف من الموسوي نفسه، الذي يشغل منصبي المتحدث باسم الاتحاد ومنصب مدير عام في الوزارة في الآن ذاته. 

ويتضح أن الكأس لم تُصمم حصراً لمباراة السوبر التي تقام سنوياً منذ عام 1986، وتجمع بين الفائز بلقب الدوري والفائز بلقب الكأس. إذ من يبحث على الانترنت يجدها معروضة على موقع إلكتروني مصري مختص بالأثاث والتحف المقلدة اسمه “إنارات”، ومن بين معروضاته نجد “كأس السوبر العراقي”. لكن هذه غير معروضة بطبيعة الحال ككأس لبطولات كرة القدم، بل كأثاث مطبخي تحت عنوان “فازة كلاسيك نحاس – كريستال”، بسعر يصل إلى 250ألف دينار عراقي (أقل من 200 دولار). للمقارنة، فإن أجود أنواع الكؤوس السابقة التي كان اتحاد كرة القدم يشتريها من سوق حافظ القاضي وسط بغداد والمختص بالتجهيزات الرياضية، بلغ سعرها نحو 100 ألف دينار. 

بالعودة لمباراة النهائي، ليس المحترف عبد المجيد أبو بكر الوحيد الذي تمت سرقة أغراضه، فمدرب فريق “الشرطة” مؤمن سليمان، مصري الجنسية، اختفى هاتفه أيضاً.

“فوجئنا بتعرض وفد فريقنا للسرقة رغم أن المباراة أقيمت في ملعب المدينة الرياضي، وهو ملعب مهم ومؤمّن”، قال مدير إعلام نادي “الشرطة” حسين الخرساني لـ”جمّار”، وكشف أيضاً عن وجود تحقيقات لا تخلو من غرابة هي الأخرى. 

بحسبه، لم تسجل كاميرات المراقبة في الملعب حركة مريبة أو دخول أشخاص غير مخولين إلى غرفة تبديل الملابس، حيث “كانت الحركات طبيعية، ومع ذلك التحقيقات مستمرة”. 

 لكن إلى جانب ذلك، فثمة تقصير آخر عانى منه الملعب، إذ أن منازع اللاعبين ليس لها أبواب لأن الملعب لم يكتمل إعماره بشكل كامل!  

أين نضع الكأس؟! 

كان فريق نادي “الشرطة” يأمل بالحصول على كأس “جميلة”، تشبه تلك التي صممها النحات العراقي أحمد البحراني لنهائي كأس العراق لكرة القدم. 

بيد أن “التوقعات هذه ذهبت أدراج الرياح”، كما يقول الخرساني.

والآن، إدارة نادي الشرطة في حَيرة. 

“إذا وضعنا كأس السوبر في متحف النادي فمن سيعرفه وهو لا يحتوي على قطعة تشير إلى تاريخ المباراة واسم الفريق الفائز وخصمه الخسران.. إنه مجرد تحفة ستوضع دون أي دلالة رمزية”. 

“كان بالإمكان حسم الأمر وجلب كأس طبيعية مثل السابق.. أفضل مما حصل من انتقادات”، يقول المسؤول الإعلامي لنادي الشرطة. 

ميداليات ناقصة 

لا يحضر اللاعبون إلى المباريات النهائية مثل حضورهم إلى مباراة عادية. 

على الأقل، ينتظر الفائزون حصولهم على ميداليات يضعونها ضمن ذكرياتهم وتاريخ مسيرتهم الرياضية. 

غير أن بعض لاعبي فريق “الشرطة” عندما يعتزلون لن يجدوا أثراً لفوزهم بكأس السوبر العراقي لموسم 2021 – 2022، لأن الميداليات لم تكف الجميع. 

كان عدد الوفد 43 شخصاً، والميداليات التي جلبها اتحاد الكرة 35 ميدالية فقط، ولحظة التتويج بدا الاحراج جلياً على محيا أعضاء الفريق وكذلك رئيس الاتحاد ووزير الشباب والرياضة عدنان درجال، كما أظهرت مقاطع مصوّرة. 

“إداريو الفرق يطمحون للحصول على ميدالية تبقى ذكرى لديهم وهذا معمول به في جميع بطولات العالم، لكننا فوجئنا (بنقص 8 ميداليات).. سعر الميدالية الواحدة لا يشكل رقماً كبيراً على أي ميزانية، وكان الأجدر بالاتحاد تلافي هذه المشكلة”، قال الخرساني.

ومنكم/ن نستفيد ونتعلم

هل لديكم/ن ملاحظة أو تعليق على محتوى جُمّار؟ هل وجدتم/ن أي معلومة خاطئة أو غير دقيقة تحتاج تصويباً؟ هل تجدون/ن اللغة المستعملة في المقالة مهينة أو مسيئة أو مميزة ضد مجموعة ما على أساس ديني/ طائفي/ جندري/ طبقي/ جغرافي أو غيره؟ الرجاء التواصل معنا عبر - editor@jummar.media

اقرأ ايضاً

كان الأحد الماضي 2 تشرين الأول 2022 يوماً سيئاً لمحترف نادي “الشرطة” عبد المجيد أبو بكر، رغم فوزه بكأس السوبر العراقي.

فقد سجل أبو بكر، وهو محترف من دولة النيجر، هدفاً توّج فريقه بالكأس، بيد أن ما حصل بعدها أمات فرحته. 

فبعد أن حقق الفوز لفريقه، لم يجد اللاعب هاتفه عندما عاد لغرفة تبديل الملابس بعد نهاية المباراة مع فريق الكرخ. 

والكأس التي حصل عليها مع النادي لم تكن كأساً، بل علبة بلاستيكية، سخر منها الجميع.

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالحادثتين، الكأس “المضحكة” وسرقة هاتف أبو بكر، ولم يتلق فريق نادي “الشرطة” التهاني أو يحتفل جمهوره كما العادة. 

وجه جمهور كأس السوبر انتقادات لاتحاد كرة القدم لاختياره علبة تشبه “الشكردان” البلاستيكية التي يُحفظ فيها السكر، مثلما وصفوه. لكن المتحدث باسم الاتحاد، أحمد الموسوي، برر ردّاً على الانتقادات بأنه “يجب أن يأخذ كأس السوبر شكلاً مختلفاً عن دروع الدوري والبطولات الأخرى”. 

كما أن اختيار شكل الكأس “كان مقصوداً”، وفقاً للموسوي، إذ اختاره الاتحاد لأن “شكله يرمز إلى التحف العراقية التراثية ذات الرمزية المهمة لكن الجمهور انتقده لأن كل ما هو جديد يكون غريباً (للمرة الأولى).. الكثير من دول العالم وخاصة أوروبا تقدم كؤوساً مختلفة الأشكال والأهم هو الرمزية التي تمثلها”. 

وفق مصادر خاصة تحدثت لُجمّار، لم يشكل اتحاد الكرة لجنة لاختيار هذه الكأس بل تكفل بالموضوع موظف في وزارة الشباب والرياضة (وزيرها عدنان درجال هو رئيس الاتحاد أيضاً)، بناءً على تكليف من الموسوي نفسه، الذي يشغل منصبي المتحدث باسم الاتحاد ومنصب مدير عام في الوزارة في الآن ذاته. 

ويتضح أن الكأس لم تُصمم حصراً لمباراة السوبر التي تقام سنوياً منذ عام 1986، وتجمع بين الفائز بلقب الدوري والفائز بلقب الكأس. إذ من يبحث على الانترنت يجدها معروضة على موقع إلكتروني مصري مختص بالأثاث والتحف المقلدة اسمه “إنارات”، ومن بين معروضاته نجد “كأس السوبر العراقي”. لكن هذه غير معروضة بطبيعة الحال ككأس لبطولات كرة القدم، بل كأثاث مطبخي تحت عنوان “فازة كلاسيك نحاس – كريستال”، بسعر يصل إلى 250ألف دينار عراقي (أقل من 200 دولار). للمقارنة، فإن أجود أنواع الكؤوس السابقة التي كان اتحاد كرة القدم يشتريها من سوق حافظ القاضي وسط بغداد والمختص بالتجهيزات الرياضية، بلغ سعرها نحو 100 ألف دينار. 

بالعودة لمباراة النهائي، ليس المحترف عبد المجيد أبو بكر الوحيد الذي تمت سرقة أغراضه، فمدرب فريق “الشرطة” مؤمن سليمان، مصري الجنسية، اختفى هاتفه أيضاً.

“فوجئنا بتعرض وفد فريقنا للسرقة رغم أن المباراة أقيمت في ملعب المدينة الرياضي، وهو ملعب مهم ومؤمّن”، قال مدير إعلام نادي “الشرطة” حسين الخرساني لـ”جمّار”، وكشف أيضاً عن وجود تحقيقات لا تخلو من غرابة هي الأخرى. 

بحسبه، لم تسجل كاميرات المراقبة في الملعب حركة مريبة أو دخول أشخاص غير مخولين إلى غرفة تبديل الملابس، حيث “كانت الحركات طبيعية، ومع ذلك التحقيقات مستمرة”. 

 لكن إلى جانب ذلك، فثمة تقصير آخر عانى منه الملعب، إذ أن منازع اللاعبين ليس لها أبواب لأن الملعب لم يكتمل إعماره بشكل كامل!  

أين نضع الكأس؟! 

كان فريق نادي “الشرطة” يأمل بالحصول على كأس “جميلة”، تشبه تلك التي صممها النحات العراقي أحمد البحراني لنهائي كأس العراق لكرة القدم. 

بيد أن “التوقعات هذه ذهبت أدراج الرياح”، كما يقول الخرساني.

والآن، إدارة نادي الشرطة في حَيرة. 

“إذا وضعنا كأس السوبر في متحف النادي فمن سيعرفه وهو لا يحتوي على قطعة تشير إلى تاريخ المباراة واسم الفريق الفائز وخصمه الخسران.. إنه مجرد تحفة ستوضع دون أي دلالة رمزية”. 

“كان بالإمكان حسم الأمر وجلب كأس طبيعية مثل السابق.. أفضل مما حصل من انتقادات”، يقول المسؤول الإعلامي لنادي الشرطة. 

ميداليات ناقصة 

لا يحضر اللاعبون إلى المباريات النهائية مثل حضورهم إلى مباراة عادية. 

على الأقل، ينتظر الفائزون حصولهم على ميداليات يضعونها ضمن ذكرياتهم وتاريخ مسيرتهم الرياضية. 

غير أن بعض لاعبي فريق “الشرطة” عندما يعتزلون لن يجدوا أثراً لفوزهم بكأس السوبر العراقي لموسم 2021 – 2022، لأن الميداليات لم تكف الجميع. 

كان عدد الوفد 43 شخصاً، والميداليات التي جلبها اتحاد الكرة 35 ميدالية فقط، ولحظة التتويج بدا الاحراج جلياً على محيا أعضاء الفريق وكذلك رئيس الاتحاد ووزير الشباب والرياضة عدنان درجال، كما أظهرت مقاطع مصوّرة. 

“إداريو الفرق يطمحون للحصول على ميدالية تبقى ذكرى لديهم وهذا معمول به في جميع بطولات العالم، لكننا فوجئنا (بنقص 8 ميداليات).. سعر الميدالية الواحدة لا يشكل رقماً كبيراً على أي ميزانية، وكان الأجدر بالاتحاد تلافي هذه المشكلة”، قال الخرساني.