"كلاشنكوف معقوف".. سلاحٌ شارك في معارك العراق كلها
04 آب 2023
شارك سلاحي في معارك العراق كلها، فالأحاديث التي دارت حوله جعلته مطمعاً لكل المسلحين، فتناقلته أيدٍ كثيرة؛ "السلابة"، أيادي المقاومين للاحتلال، ثم سرعان ما امتدَّ انحرافه نحو أبناء جلدته، وشارك في المعارك الطائفية وغير الطائفية.. "كلاشنكوف معقوف".. عن سلاح شارك في معارك العراق كلها..
لم تكن حرباً عادلة، كنا في خنادقَ من رملٍ وأكياس الخيش، وفوق رؤوسنا أحدث ما ابتكره الإنسان من طائرات نفاثة، كيف لنا أن نواجهها بسلاح الكلاشنكوف؟ آخر مدى ممكن أن تصله رصاصتها 500 متر، وكيف لنا أن نحدد مكان طائر البي 52 في السماء العالية؟ كانت محملة بقذائف اليورانيوم والنابالم ومتفجرات الوقود بكميات هائلة، ففي 16 من شهر كانون الثاني عام 1991 حتى 17 شباط من العام نفسه أسقطت الطائرات الأمريكية على رؤوسنا، ثمانية وثمانين ألف طن من القذائف، أي ما يعادل القوة التفجيرية لسبع قذائف ذرية من قذائف هيروشيما.
وهجُ القذائف وحده يمكنه أن ينتصر على جيشنا كله، يمكن لوهج النابالم أن يذيبك قبل أن تصاب بشظايا القذيفة، حيث تصل درجة حرارة كتلة الهلام المصاحبة للانفجار إلى 800 درجة مئوية.
وبينما كل ذلك يحدث! أسمع المذياع يعلو كأن صوت الرئيس آتٍ من مكان ما تحت الأرض أو ملجأ، يخاطب الجيش والعرب الشرفاء! وينهي خطابه القصير بجملة فيها ثقة جعلتني أضحك بصوت خافت: “يا محلى النصر بعون الله”، أيّ نصر ينتظرنا؟
لقد هربتُ من تلك المعركة الخاسرة، وسرعان ما أنهكني التعب عند منطقة سفوان، ثم اقتربت أكثر حتى وصلت عند مركز المدينة، احتميت عند أصدقاء لي هناك في مدينة الجنينة، كانت بالنسبة إليّ هروباً من الجحيم نحو جنة الجنينة. لم آكل منذ يومين، وقد تغيّر الحال علينا، كنا في بداية الأمر كأننا في نزهة، لم تكن حرباً صعبة، لقد فروا أمامنا، لم نفعل شيئاً سوى السير نحو الكويت بدباباتنا وسلاحنا الوفير، كانت نزهة فعلاً، حرباً مرفهة، كنا نأكل، ونشرب كأننا في فنادق فارهة، والآن ماذا؟
البطاطا المسلوقة مع الخبز “اليابس” التي أكلتها في تلك اللحظة كانت تعادل عندي في قيمتها شاحنة مملوءة بالذهب.
ساعدوني أصدقائي في طريق العودة نحو بيتي، صديقي عادل كان هارباً أيضاً، أنقذته زجاجة العرق المحلي من الموت. سكر فنام في الخندق الذي كان فيه، بينما مات جميع رفاقه في غارة تلك الليلة، نصحني عادل أن نخبئ سلاحي الكلاشنكوف مع ملابسي العسكرية في حقيبة سفر، لن تكون عودتي سهلة بزيي العسكري، سأُتهم بالخيانة العظمى، وأُقتل على فعلتي.
لم تكن الطريق صعبة مثل ما تخيلت، كل أفراد الجيش بدؤوا الهروب، الكل حتى الموالون للرئيس شعروا أنها معركة خاسرة، بين كلاشنكوف وطائرة بي 25، وصلت بيتي في مدينتي البعيدة عن الحرب، وخبأت الكلاشنكوف أول مرّة، بين جدار الطابوق الذي يحيط بسلم البيت، كانت فكرة ذكية حينها، استغلْلت انهيار الجدار القديم، ووضعت الكلاشنكوف في وسطه، وأخفيته بخليط الجص مع الماء.
لكنني سرعان ما شعرت باحتياجي لذلك الصديق، حين اندلعت الانتفاضة الشعبانية، وقد ثبت لي فعلاً أن الدولة انهارت، وسيطر عليها الثوار، أنني سمعت صوت عجلات الدبابة تمر عبر الأسفلت، ويوم مددت رأسي من الشرفة أتفحص الأمر، وجدت أربعة من أصدقائي قد وقفوا فوق ظهر الدبابة بينما كان غيرهم يتولى القيادة، حينها هدمت الجدار، وحملت السلاح، وشاركت في احتفالات النصر، حتى أنني شاركت فرحة الناس برمي الرصاص على يافطة محامٍ كانوا يعتقدون أنه يتبع النظام حينها.
لكن النظام سرعان ما عادة ليرتب صفوفه، ودخل ليستعيد المدن واحدة تلو الأخرى، لقد فتح الجيش النار على كل من وقف بوجهه حتى الذين لم يحملوا السلاح.
لذا سرعان ما احتجت لأن أخبئ الكلاشنكوف من جديد، ولم أجد حلاً أسرع من أن أرميه في بالوعة الصرف الصحي بمنزلنا، لففته بكيس بلاستيكي، ورميته بسرعة، بينما فرق الجيش تفتش عن الثائرين كنت قد غادرت البيت مع أخوتي لستة أشهر.
وبعدها عشت لسنوات منزوع السلاح، لست وحدي، فلقد نُزع سلاح العراق كله، بقرار من مجلس الأمن.
لم نكن لا أنا، ولا العراق نشعر بالأمان حينها، كنا ضعفاء مخذولين ومنزوعي السلاح أيضاً.
لكننا، أنا والعراق، سرعان ما استعدنا رغبتنا في القتال والمواجهة، يوم انحلت الدولة في عام 2003، صرنا نملك أسواقاً للسلاح تفترش الأرصفة، قذائف وأعتدة، صرنا سوقاً حرة لكل سلاح العالم.
لذا قمت باستعادة سلاحي من بين تلك المياه العفنة، وتركته يغرق في الجازولين ليومين، لقد نفذت عبر الكيس البلاستك سوائل كثيرة، وأصابت سلاحي بالتلف.
لكنني أعدته للحياة من جديد، وفي أول يوم من أيام العراق الديمقراطي الجديد، أجبرت على إطلاق رصاصة من فوهة سلاحي العفن، سددتها نحو سارق اخترق بيتي، لكن الرصاصة انحرفت قبل أن تخرج من فوهة السلاح، وانفلقت نهاية الفوهة، كانت هناك انحرافة في مسار الرصاصة، صارت هذه الانحرافة ميزة تلك الكلاشنكوف، صار لسلاحي المعقوف حكايات وأساطير يتغنى فيها الناس، غير أن توازناً حدث يوم سقط جزء الفوهة الأخير، وصار السلاح يرمي الرصاص في الهواء، ويصيب الأهداف غير المباشرة، لقد أصبت السارق في كتفه من زاوية حرجة جداً، لذا ما ناله سلاحي من شهرة لم يكن عبثاً، كان عن جدارة واستحقاق، صار الناس يقولون عن سلاحي أنه يصيب الأهداف اعتماداً على نية الرامي، وليس على دقة توجيه السلاح نحو الهدف.
دخل جيش التحالف إلى العراق، وكان مدججاً بأسلحة جديدة تبدو للوهلة الأولى أنها أسلحة خارقة، فسلاح الـM16 والـM4 يتميزان بقدرتيهما الهجومية العالية، ورصاصهما الحارق، وخفة وزنيهما بمقارنتهما معAK47، لكن السلاح في النهاية ليس إلا أنبوب طويل يمتد بين إصبع القاتل وصدر المقتول، والنيات تفتك بالبشر أكثر من الأسلحة، لذا صار سلاحي مشهوراً، بسبب نيتي الواضحة في قتل أعدائي، لكن المفارقة، ومع تبدل النيات يوم انتقل السلاح من يد إلى يد أخرى، لم تقل كفاءتهُ، على العكس تماماً، فكلما زادت رغبة القاتل بالقتل زادت جودة تصويبه، لقد أخذ بنيّات القتلة على أنها نيّات إصلاحية، في النهاية ليس للسلاح قلب، ولا عقل هو أنبوب يستجيب لأوامرك.
شارك سلاحي في معارك العراق كلها، فالأحاديث التي دارت حوله جعلته مطمعاً لكل المسلحين، لذا تناقلته أيدٍ كثيرة، مرّة وقع في يد “السلابة”، وأخرى في يد مقاومين للاحتلال، ثم سرعان ما امتد انحراف السلاح نحو أبناء جلدته، وشارك في المعارك الطائفية، والمعارك غير الطائفية، لقد شارك في اغتيال حظوظ العراقيين كلها.
وما زال هذا السلاح المعقوف يتجه نحو الأهداف غير المباشرة، ويقتل الناس على نيّاتهم، ومع اختلاف النيات في العراق الجديد، صارت محنتي ومحنة الناس من حولي أكبر، وصرت في حيرة من أمري هل عليّ أن أعود لحمل السلاح، أم أصر على مد يد السلام لكل من حولي؟
لكني دائماً ما يراودني إحساس أن تلك الفوهة تقترب من رأسي الآن، كان عليّ منذ البداية أن أتخلص من ذلك الكلاشنكوف..
ومنكم/ن نستفيد ونتعلم
هل لديكم/ن ملاحظة أو تعليق على محتوى جُمّار؟ هل وجدتم/ن أي معلومة خاطئة أو غير دقيقة تحتاج تصويباً؟ هل تجدون/ن اللغة المستعملة في المقالة مهينة أو مسيئة أو مميزة ضد مجموعة ما على أساس ديني/ طائفي/ جندري/ طبقي/ جغرافي أو غيره؟ الرجاء التواصل معنا عبر - editor@jummar.media
اقرأ ايضاً
لم تكن حرباً عادلة، كنا في خنادقَ من رملٍ وأكياس الخيش، وفوق رؤوسنا أحدث ما ابتكره الإنسان من طائرات نفاثة، كيف لنا أن نواجهها بسلاح الكلاشنكوف؟ آخر مدى ممكن أن تصله رصاصتها 500 متر، وكيف لنا أن نحدد مكان طائر البي 52 في السماء العالية؟ كانت محملة بقذائف اليورانيوم والنابالم ومتفجرات الوقود بكميات هائلة، ففي 16 من شهر كانون الثاني عام 1991 حتى 17 شباط من العام نفسه أسقطت الطائرات الأمريكية على رؤوسنا، ثمانية وثمانين ألف طن من القذائف، أي ما يعادل القوة التفجيرية لسبع قذائف ذرية من قذائف هيروشيما.
وهجُ القذائف وحده يمكنه أن ينتصر على جيشنا كله، يمكن لوهج النابالم أن يذيبك قبل أن تصاب بشظايا القذيفة، حيث تصل درجة حرارة كتلة الهلام المصاحبة للانفجار إلى 800 درجة مئوية.
وبينما كل ذلك يحدث! أسمع المذياع يعلو كأن صوت الرئيس آتٍ من مكان ما تحت الأرض أو ملجأ، يخاطب الجيش والعرب الشرفاء! وينهي خطابه القصير بجملة فيها ثقة جعلتني أضحك بصوت خافت: “يا محلى النصر بعون الله”، أيّ نصر ينتظرنا؟
لقد هربتُ من تلك المعركة الخاسرة، وسرعان ما أنهكني التعب عند منطقة سفوان، ثم اقتربت أكثر حتى وصلت عند مركز المدينة، احتميت عند أصدقاء لي هناك في مدينة الجنينة، كانت بالنسبة إليّ هروباً من الجحيم نحو جنة الجنينة. لم آكل منذ يومين، وقد تغيّر الحال علينا، كنا في بداية الأمر كأننا في نزهة، لم تكن حرباً صعبة، لقد فروا أمامنا، لم نفعل شيئاً سوى السير نحو الكويت بدباباتنا وسلاحنا الوفير، كانت نزهة فعلاً، حرباً مرفهة، كنا نأكل، ونشرب كأننا في فنادق فارهة، والآن ماذا؟
البطاطا المسلوقة مع الخبز “اليابس” التي أكلتها في تلك اللحظة كانت تعادل عندي في قيمتها شاحنة مملوءة بالذهب.
ساعدوني أصدقائي في طريق العودة نحو بيتي، صديقي عادل كان هارباً أيضاً، أنقذته زجاجة العرق المحلي من الموت. سكر فنام في الخندق الذي كان فيه، بينما مات جميع رفاقه في غارة تلك الليلة، نصحني عادل أن نخبئ سلاحي الكلاشنكوف مع ملابسي العسكرية في حقيبة سفر، لن تكون عودتي سهلة بزيي العسكري، سأُتهم بالخيانة العظمى، وأُقتل على فعلتي.
لم تكن الطريق صعبة مثل ما تخيلت، كل أفراد الجيش بدؤوا الهروب، الكل حتى الموالون للرئيس شعروا أنها معركة خاسرة، بين كلاشنكوف وطائرة بي 25، وصلت بيتي في مدينتي البعيدة عن الحرب، وخبأت الكلاشنكوف أول مرّة، بين جدار الطابوق الذي يحيط بسلم البيت، كانت فكرة ذكية حينها، استغلْلت انهيار الجدار القديم، ووضعت الكلاشنكوف في وسطه، وأخفيته بخليط الجص مع الماء.
لكنني سرعان ما شعرت باحتياجي لذلك الصديق، حين اندلعت الانتفاضة الشعبانية، وقد ثبت لي فعلاً أن الدولة انهارت، وسيطر عليها الثوار، أنني سمعت صوت عجلات الدبابة تمر عبر الأسفلت، ويوم مددت رأسي من الشرفة أتفحص الأمر، وجدت أربعة من أصدقائي قد وقفوا فوق ظهر الدبابة بينما كان غيرهم يتولى القيادة، حينها هدمت الجدار، وحملت السلاح، وشاركت في احتفالات النصر، حتى أنني شاركت فرحة الناس برمي الرصاص على يافطة محامٍ كانوا يعتقدون أنه يتبع النظام حينها.
لكن النظام سرعان ما عادة ليرتب صفوفه، ودخل ليستعيد المدن واحدة تلو الأخرى، لقد فتح الجيش النار على كل من وقف بوجهه حتى الذين لم يحملوا السلاح.
لذا سرعان ما احتجت لأن أخبئ الكلاشنكوف من جديد، ولم أجد حلاً أسرع من أن أرميه في بالوعة الصرف الصحي بمنزلنا، لففته بكيس بلاستيكي، ورميته بسرعة، بينما فرق الجيش تفتش عن الثائرين كنت قد غادرت البيت مع أخوتي لستة أشهر.
وبعدها عشت لسنوات منزوع السلاح، لست وحدي، فلقد نُزع سلاح العراق كله، بقرار من مجلس الأمن.
لم نكن لا أنا، ولا العراق نشعر بالأمان حينها، كنا ضعفاء مخذولين ومنزوعي السلاح أيضاً.
لكننا، أنا والعراق، سرعان ما استعدنا رغبتنا في القتال والمواجهة، يوم انحلت الدولة في عام 2003، صرنا نملك أسواقاً للسلاح تفترش الأرصفة، قذائف وأعتدة، صرنا سوقاً حرة لكل سلاح العالم.
لذا قمت باستعادة سلاحي من بين تلك المياه العفنة، وتركته يغرق في الجازولين ليومين، لقد نفذت عبر الكيس البلاستك سوائل كثيرة، وأصابت سلاحي بالتلف.
لكنني أعدته للحياة من جديد، وفي أول يوم من أيام العراق الديمقراطي الجديد، أجبرت على إطلاق رصاصة من فوهة سلاحي العفن، سددتها نحو سارق اخترق بيتي، لكن الرصاصة انحرفت قبل أن تخرج من فوهة السلاح، وانفلقت نهاية الفوهة، كانت هناك انحرافة في مسار الرصاصة، صارت هذه الانحرافة ميزة تلك الكلاشنكوف، صار لسلاحي المعقوف حكايات وأساطير يتغنى فيها الناس، غير أن توازناً حدث يوم سقط جزء الفوهة الأخير، وصار السلاح يرمي الرصاص في الهواء، ويصيب الأهداف غير المباشرة، لقد أصبت السارق في كتفه من زاوية حرجة جداً، لذا ما ناله سلاحي من شهرة لم يكن عبثاً، كان عن جدارة واستحقاق، صار الناس يقولون عن سلاحي أنه يصيب الأهداف اعتماداً على نية الرامي، وليس على دقة توجيه السلاح نحو الهدف.
دخل جيش التحالف إلى العراق، وكان مدججاً بأسلحة جديدة تبدو للوهلة الأولى أنها أسلحة خارقة، فسلاح الـM16 والـM4 يتميزان بقدرتيهما الهجومية العالية، ورصاصهما الحارق، وخفة وزنيهما بمقارنتهما معAK47، لكن السلاح في النهاية ليس إلا أنبوب طويل يمتد بين إصبع القاتل وصدر المقتول، والنيات تفتك بالبشر أكثر من الأسلحة، لذا صار سلاحي مشهوراً، بسبب نيتي الواضحة في قتل أعدائي، لكن المفارقة، ومع تبدل النيات يوم انتقل السلاح من يد إلى يد أخرى، لم تقل كفاءتهُ، على العكس تماماً، فكلما زادت رغبة القاتل بالقتل زادت جودة تصويبه، لقد أخذ بنيّات القتلة على أنها نيّات إصلاحية، في النهاية ليس للسلاح قلب، ولا عقل هو أنبوب يستجيب لأوامرك.
شارك سلاحي في معارك العراق كلها، فالأحاديث التي دارت حوله جعلته مطمعاً لكل المسلحين، لذا تناقلته أيدٍ كثيرة، مرّة وقع في يد “السلابة”، وأخرى في يد مقاومين للاحتلال، ثم سرعان ما امتد انحراف السلاح نحو أبناء جلدته، وشارك في المعارك الطائفية، والمعارك غير الطائفية، لقد شارك في اغتيال حظوظ العراقيين كلها.
وما زال هذا السلاح المعقوف يتجه نحو الأهداف غير المباشرة، ويقتل الناس على نيّاتهم، ومع اختلاف النيات في العراق الجديد، صارت محنتي ومحنة الناس من حولي أكبر، وصرت في حيرة من أمري هل عليّ أن أعود لحمل السلاح، أم أصر على مد يد السلام لكل من حولي؟
لكني دائماً ما يراودني إحساس أن تلك الفوهة تقترب من رأسي الآن، كان عليّ منذ البداية أن أتخلص من ذلك الكلاشنكوف..