رأي
«بغداد تثور»: مساحة ثالثة في ساحة التحرير
«بغداد تثور».. فيلم يواجه المشاهد بالصدمة النفسية والإصابات والموت الذي استُحضر في حراك «تشرين» في العراق.. قصة أكبر حدث سياسي اجتماعي في تاريخ البلاد من خلال عيني طيبة ورفاقها..
«بغداد تثور».. فيلم يواجه المشاهد بالصدمة النفسية والإصابات والموت الذي استُحضر في حراك «تشرين» في العراق.. قصة أكبر حدث سياسي اجتماعي في تاريخ البلاد من خلال عيني طيبة ورفاقها..
قمت بجولة قصيرة على متن درّاجة سباق هوائية في شوارع بغداد وأحيائها القريبة من منزلي. تسللت إلى بعض مقار حزب “البعث”، ودخلت مبانيَ حكومية ومقرات لأجهزة الأمن القمعية… جولة طويلة في بغداد أثناء أيام الغزو الأولى..
كان الثامن والعشرون من نيسان يوماً غائماً عندما سافرت مع طاقم بي بي سي لساعات عبر الحدود من الأردن. عندما دخلنا بغداد، كانت رائحة الدخان تنبعث من البنايات المحترقة. لم تكن المدينة في حالة فوضى، وإنما في حالة صدمة.. وعلى مدى ستة أسابيع تجوّلنا معاً في بغداد والنجف وكربلاء والفلوجة وتحدّثنا مع الناس وجمعنا قصصهم…
الجميع في حالة ترقب، يتبادل الكبار الأخبار بسريّة تامة، ولم يكن لنا نحن الصغار نصيباً منها. سمعت هناك للمرة الأولى كلمات مثل “المارينز”، “الاحتلال”، “السقوط”، “حزب البعث”، وغيرها من الكلمات التي أصبحت لاحقاً جزءاً من حياتنا وذاكرتنا.. رحلة مغادرة بغداد أثناء الحرب والعودة إليها بعد سقوط صدام..
تمرّدتُ على كلّ الثوابت المفروضة عليّ وحجزت بطاقة سفري وأعلنت عودتي للعراق من دون فتح المجال لتعليق من أي أحد.. لكن بغداد مدينة قاسية، أشعر فيها بالضياع، أتعثر باختياراتي وقناعاتي.
عن العودة بعد اغتراب، وصعوبة العيش بحريّة، وقططٍ تُشارك في إنقاذ إنسان…
منذ عام 2003 يواجه العراق مختلف الأزمات، لكن كثيراً ما أهملت الظروف البيئية لصالح وضع الدولة الاقتصادي والسياسي. وبعد مضي عشرين عاماً نجد العراق في وضع أكثر هشاشة في ما يخصّ البيئة، بل ربّما أكثر من أيّ وقت مضى.. عن التغيّرات المناخية والنفط وسياسات الدولة..
سانت ليغو ليس وسيلة للصعود الانتخابي فقط، بل فيه تكريس للفهم الجماعاتي التقليدي وإهمال لحقوق العراقيين كأفراد يجب ضمان أصواتهم الانتخابية دون تعديل أو تحويل.. الحقوق التي يصر المجتمع مراراً وتكراراً على تمثيلها.. عن “سانت ليغو” الجماعاتي والفردية الاجتماعية..
لم تعقب عملية تدمير الدولة العراقيّة، بدءاً بالعقوبات المفروضة على النظام عام ١٩٩٠ وانتهاءً بغزو العراق عام ٢٠٠٣، عمليّة بناء دولة متماسكة، وما سُمّي بالعراق الجديد هو عبارة عن أجزاء ملصقة ببعضها من مخلّفات النظام السابق.
عن الاحتجاج المتواصل وفشل الدولة العراقية..
بدأت السلطة منذ 2003 بتعزيز ترسانتها التشريعية بقوانين تحمي بقاءها على الشكل الجديد الذي صممه الاحتلال الأمريكي، وهو استبدال سلطة الفرد الواحد والحزب الواحد، بنظام يقوم على سلطة التمثيل الهرمي للطائفة والقومية. فهنالك شيعة وسُنّة وكرد وأقليات، وهنالك كتلة سياسية تمثل كل طائفة، وهنالك زعماء يمثلون هذه الكتلة، وهم من يتقاسمون النفوذ والموارد، من خلال السيطرة على السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية…
كيف تحوّل الأهل بمرور الوقت إلى ثلةٍ من السجانين يعملون بالمجان لحساب المجتمع وعلى حساب تعاسة وقهر بناتهم؟ هل بتنا نعيش في حالة قطيعة تامة بيننا وبينهم لدرجة عدم القدرة على الجهر برفض الانصياع لتقاليد مجتمع عفا عليها الزمن؟ هل بتنا غرباء عنهم حدّ أنهم قادرون على طرح فلذات أكبادهم تحت الأرض في طقوس قربانية وحشية مرعبة لإرضاء الناس والحصول على نظرة استحسان؟