ملعب الثورة في كركوك.. عن رياضة فوق أنقاض مشروع يشوبه الفساد

علي مال الله

30 تشرين الثاني 2022

ملعب أجريت على أرضه بطولات واستضاف منتخبات وفرق عربيّة. لعب على أرضيته فلاح حسن وحسين سعيد وأحمد راضي، وحتّى رئيس جهاز مكافحة الإرهاب عبد الوهاب الساعدي.. لكنه اليوم ليس أكثر من أنقاض.. فما قصة الملعب الذي يعود تأسيسه إلى عام 1955؟

يُلقي منصور مذري نظرة يتشابك فيها الحزن بالحنين على أرجاء ملعب الثورة في كركوك، أو ما تبقى منه، محاولا ملاحقة كل ذكرى من الذكريات المتزاحمة على الأرض والجدران.

كان مذري بطلاً في رياضة المصارعة، وكان ملعب الثورة موطن تمريناته ونزالاته، لكنه حين يمر بالملعب الآن لا يرى ما يسر.

“زرعت ذكريات هنا خلال أكثر من 20 عاماً” قال لنا وهو يقف على قطع خرسانية مترامية داخل الملعب.

يقع ملعب نادي الثورة الرياضي وسط كركوك، ويعود تأسيسه إلى عام 1955، ويعد واحداً من أقدم الملاعب في المحافظة والعراق.

كان الملعب يعد المعقل الرئيس لأبطال العراق والعرب وآسيا والعالم في بطولات المصارعة والملاكمة وألعاب القوى.

أسس النادي وملعبه الرياضي كمال عبد القادر، وكان يسمى النادي الفيصلي، وقد صممته شركة محلية قبل عام 1954.

بعد تغيير نظام الحكم من الملكي إلى الجمهوري بقيادة عبد الكريم قاسم في 14 تموز 1958، أطلق على النادي اسم نادي الثورة الكركوكلي.

بوابة نادي الثورة الرياضي

وبالطبع، حمل الملعب الاسم الجديد للنادي.

الدخول إلى الملعب يكون عبر بوابتين، الأولى مطلة على الشارع الرئيس، والثانية تقع في الجهة الخلفية من الملعب.

عند الدخول من بوابة الشارع الرئيس، يمكن مشاهدة القاعة الرئيسة لإدارة النادي على اليمين، يقابلها المستطيل الأخضر للملعب.

تتسع المدرجات لآلاف المشجعين، وعلى جانبي الملعب تنتشر قاعات لرياضة المصارعة، وعند أحد أطرافه كان يوجد ملعب صغير للتمرين، بينما يحيط بالمستطيل العشبي مضمار لألعاب القوى والساحة والميدان.

“كنا نتجمع في وسط الملعب للتمرن. يتم تقسيمنا إلى مجموعات لنمارس أكثر من لعبة، لكنني كنت أحب المصارعة” قال مذري.

“في كل مكان من هذا الملعب لي ذكريات. للأسف تحول كل شيء إلى دمار” أضاف لنا.

رياضة بعد الدم

وعلى الرغم من أن الملعب شهد حدثاً دموياً ذات يوم، لكنه بقي موضع اعتزاز لدى أهالي كركوك.

ففي عام 1982، أعدمت السلطات مجموعة من الرجال بتهمة الخيانة والهروب من الخدمة العسكرية أمام جمع من الجمهور، وهي حادثة يتذكرها رياضيو وسكان كركوك ممن عاشوا تلك الحقبة.

لم تمنع تلك الواقعة من استمرار الملعب كميدان للبطولات والمنافسات.

وطأت أرض الملعب أقدام أشهر نجوم العراق بكرة القدم، منهم فلاح حسن وحسين سعيد والراحل أحمد راضي وناظم شاكر وسهيل صابر وغيرهم.

ومن لاعبي كرة السلة مجيد عبد الحميد وعبد الوهاب الساعدي (قائد جهاز مكافحة الإرهاب حالياً)، حيث مثل منتخب سلة نادي الثورة عام 1991.

كما يعد الملعب قلعة لإعداد الأبطال في رياضة المصارعة، منذ المؤسس الراحل مهدي وحيد، مرورا بإبراهيم مجيد وسعد الله أحمد وعمر وهبي ومحمد عزاوي ومنصور مذري ومحمد ناظم وشوقي فرج، الذين نالوا جميعاً أوسمة متقدمة في بطولة العرب، فضلاً عن البطل الدولي الراحل عبد الله ذياب بطل العالم عام 1985.

الانقاض تحيط المكان

“في أغلب البطولات المحلية على مستوى الأندية العراقية، يحصل نادي الثورة دائماً على المركز الأول أو الثاني في بطولات المصارعة للسنوات من 2004 حتى 2022” قال شوقي فرج مدرب المصارعة وعضو الهيئة الإدارية للنادي.

بقي الملعب على حاله بعد 2003، وأضيف له ملعب صغير متعدد الأغراض وملعب خماسي، واستمرت الأنشطة فيه حتى نيسان 2017.

ثم حلت لحظة الخراب.

بني الملعب على مساحة 19 دونماً في شارع بغداد وسط كركوك.

مساحته وموقعه جعلاه فريسة شهية.

جرافات هدّامة

أحالت وزارة الشباب والرياضة، في نيسان 2016، الملعب إلى الاستثمار، على الرغم من أن أرضه غير عائدة لها، فحصلت شركة تدعى “نسيم دوكان” على عقد الاستثمار بقيمة 7 مليارات و789 مليون دينار، وفقاً لوثائق حصل عليها “جمّار”.

خططت الشركة لتحويل واحد من أقدم الملاعب في كركوك والعراق إلى مركز تسوق “مول”، وبعد توقيعها العقد مع وزارة الشباب والرياضة وهيئة الاستثمار الوطنية، أرسلت جرافاتها في نيسان 2017 لهدم مدرجات المشجعين.

حاول “جمّار” التواصل مع هيئة الاستثمار ووزارة الشباب والرياضة والشركة المستثمرة للحصول على تعليق، ولكنه لم يتلق رداً.

لنحو 60 عاماً استضاف الملعب بطولات على مستوى العراق، وأخرى شاركت فيها فرق عربية، فقد استضاف مباريات من بطولة الدوري العراقي الممتاز وبطولة كأس العراق لكرة القدم، كما استضاف بطولة كأس فلسطين التي شاركت فيها فلسطين والسعودية والكويت.

غير أنه الآن ممتلئ بأكوام من الحجارة والقطع الخرسانية المتناثرة في كل مكان نتيجة التهديم. ثمة من يمارسون الرياضة فوق الأنقاض.

“وزارة الشباب والرياضة تتحمل المسؤولية الأولى إزاء تدمير الملعب” قال أحمد مال الله لاعب نادي الثورة بكرة القدم.

ضرر يلاحق العوائل

ينتشر على السياج الخارجي للملعب نحو 72 محلاً، يشغل معظمها بائعو الأدوات الاحتياطية الخاصة بالسيارات، وهم معترضون على هدمه وتحويله إلى مول لأن ذلك سيضر بمصالحهم.

“تظاهرنا أكثر من 7 مرات احتجاجاً على هدم الملعب” قال عدي محمد أحد أصحاب محال بيع الأدوات الاحتياطية.

يعمل عدي (42 عاما) منذ 23 سنة في هذا المكان، ومع أنه يمتلك ذكريات أيضاً عنه منذ طفولته، يشير إلى أن هدم الملعب سيضر بأكثر من 500 عائلة يحصل معيلوها على دخلهم من عملهم في المحال المحيطة به.

صورة من الخارج لملعب الثورة

كانت إدارة النادي تستخدم مردود إيجارات المحال في تمويل الأنشطة الرياضية وأعمال الإدامة.

أرض الملعب كانت تعود للإدارة المحلية في كركوك، ومن ثم انتقلت إلى وزارة المالية، وفي عام 1991 أصدر عدي صدام حسين، رئيس اللجنة الأولمبية في ذلك الحين، قرارا بأن تكون عائدية كل أرض أنشئ عليها ملعب لناد إلى إدارة النادي، وبذلك صارت عائدية الأرض لإدارة نادي الثورة.

لكن ذلك لم يمنع من منحها لـ”نسيم دوكان”.

طيلة السنوات الخمس الماضية لم يُبن أي شيء في موقع الملعب، جاءت الجرافات وهدمت المدرجات وانسحبت، وتوقف الأمر عند هذا الحد.

لا يوجد مول حالياً، ولا أي مؤشر على الشروع ببناءه.

آخر اتفاق

لم تقف إدارة نادي الثورة مكتوفة الأيدي، فتحركت نحو وزارة الشباب والرياضة مراراً، وتوعدت بإحالة الملف إلى هيئة النزاهة.

“وعدنا وزير الشباب والرياضة السابق عدنان درجال بالتدخل للحفاظ على الملعب، لكن تعليماته لم يؤخذ بها حتى من مديرية شباب ورياضة كركوك التابعة للوزارة” قال فاضل أسود رئيس مجلس إدارة النادي.

بعد شد وجذب واجتماعات كثيرة، تم الاتفاق بين وزارة الشباب وإدارة النادي على أن يباشر المستثمر العمل خلال العام الحالي، وإذا كان جاداً في عمله ستكون واجهة الملعب فقط من نصيبه، يبني فيها متاجر ومطاعم، أما مرافق الملعب الرياضية فتبقى للنادي.

لكن أحدّاً لا يملك ضماناً لتنفيذ الاتفاق.

فوق الأنقاض تتدحرج كرة قدم، فيما يلاحقها شبان محاولين إيصالها إلى الهدف.

ومنكم/ن نستفيد ونتعلم

هل لديكم/ن ملاحظة أو تعليق على محتوى جُمّار؟ هل وجدتم/ن أي معلومة خاطئة أو غير دقيقة تحتاج تصويباً؟ هل تجدون/ن اللغة المستعملة في المقالة مهينة أو مسيئة أو مميزة ضد مجموعة ما على أساس ديني/ طائفي/ جندري/ طبقي/ جغرافي أو غيره؟ الرجاء التواصل معنا عبر - editor@jummar.media

اقرأ ايضاً

يُلقي منصور مذري نظرة يتشابك فيها الحزن بالحنين على أرجاء ملعب الثورة في كركوك، أو ما تبقى منه، محاولا ملاحقة كل ذكرى من الذكريات المتزاحمة على الأرض والجدران.

كان مذري بطلاً في رياضة المصارعة، وكان ملعب الثورة موطن تمريناته ونزالاته، لكنه حين يمر بالملعب الآن لا يرى ما يسر.

“زرعت ذكريات هنا خلال أكثر من 20 عاماً” قال لنا وهو يقف على قطع خرسانية مترامية داخل الملعب.

يقع ملعب نادي الثورة الرياضي وسط كركوك، ويعود تأسيسه إلى عام 1955، ويعد واحداً من أقدم الملاعب في المحافظة والعراق.

كان الملعب يعد المعقل الرئيس لأبطال العراق والعرب وآسيا والعالم في بطولات المصارعة والملاكمة وألعاب القوى.

أسس النادي وملعبه الرياضي كمال عبد القادر، وكان يسمى النادي الفيصلي، وقد صممته شركة محلية قبل عام 1954.

بعد تغيير نظام الحكم من الملكي إلى الجمهوري بقيادة عبد الكريم قاسم في 14 تموز 1958، أطلق على النادي اسم نادي الثورة الكركوكلي.

بوابة نادي الثورة الرياضي

وبالطبع، حمل الملعب الاسم الجديد للنادي.

الدخول إلى الملعب يكون عبر بوابتين، الأولى مطلة على الشارع الرئيس، والثانية تقع في الجهة الخلفية من الملعب.

عند الدخول من بوابة الشارع الرئيس، يمكن مشاهدة القاعة الرئيسة لإدارة النادي على اليمين، يقابلها المستطيل الأخضر للملعب.

تتسع المدرجات لآلاف المشجعين، وعلى جانبي الملعب تنتشر قاعات لرياضة المصارعة، وعند أحد أطرافه كان يوجد ملعب صغير للتمرين، بينما يحيط بالمستطيل العشبي مضمار لألعاب القوى والساحة والميدان.

“كنا نتجمع في وسط الملعب للتمرن. يتم تقسيمنا إلى مجموعات لنمارس أكثر من لعبة، لكنني كنت أحب المصارعة” قال مذري.

“في كل مكان من هذا الملعب لي ذكريات. للأسف تحول كل شيء إلى دمار” أضاف لنا.

رياضة بعد الدم

وعلى الرغم من أن الملعب شهد حدثاً دموياً ذات يوم، لكنه بقي موضع اعتزاز لدى أهالي كركوك.

ففي عام 1982، أعدمت السلطات مجموعة من الرجال بتهمة الخيانة والهروب من الخدمة العسكرية أمام جمع من الجمهور، وهي حادثة يتذكرها رياضيو وسكان كركوك ممن عاشوا تلك الحقبة.

لم تمنع تلك الواقعة من استمرار الملعب كميدان للبطولات والمنافسات.

وطأت أرض الملعب أقدام أشهر نجوم العراق بكرة القدم، منهم فلاح حسن وحسين سعيد والراحل أحمد راضي وناظم شاكر وسهيل صابر وغيرهم.

ومن لاعبي كرة السلة مجيد عبد الحميد وعبد الوهاب الساعدي (قائد جهاز مكافحة الإرهاب حالياً)، حيث مثل منتخب سلة نادي الثورة عام 1991.

كما يعد الملعب قلعة لإعداد الأبطال في رياضة المصارعة، منذ المؤسس الراحل مهدي وحيد، مرورا بإبراهيم مجيد وسعد الله أحمد وعمر وهبي ومحمد عزاوي ومنصور مذري ومحمد ناظم وشوقي فرج، الذين نالوا جميعاً أوسمة متقدمة في بطولة العرب، فضلاً عن البطل الدولي الراحل عبد الله ذياب بطل العالم عام 1985.

الانقاض تحيط المكان

“في أغلب البطولات المحلية على مستوى الأندية العراقية، يحصل نادي الثورة دائماً على المركز الأول أو الثاني في بطولات المصارعة للسنوات من 2004 حتى 2022” قال شوقي فرج مدرب المصارعة وعضو الهيئة الإدارية للنادي.

بقي الملعب على حاله بعد 2003، وأضيف له ملعب صغير متعدد الأغراض وملعب خماسي، واستمرت الأنشطة فيه حتى نيسان 2017.

ثم حلت لحظة الخراب.

بني الملعب على مساحة 19 دونماً في شارع بغداد وسط كركوك.

مساحته وموقعه جعلاه فريسة شهية.

جرافات هدّامة

أحالت وزارة الشباب والرياضة، في نيسان 2016، الملعب إلى الاستثمار، على الرغم من أن أرضه غير عائدة لها، فحصلت شركة تدعى “نسيم دوكان” على عقد الاستثمار بقيمة 7 مليارات و789 مليون دينار، وفقاً لوثائق حصل عليها “جمّار”.

خططت الشركة لتحويل واحد من أقدم الملاعب في كركوك والعراق إلى مركز تسوق “مول”، وبعد توقيعها العقد مع وزارة الشباب والرياضة وهيئة الاستثمار الوطنية، أرسلت جرافاتها في نيسان 2017 لهدم مدرجات المشجعين.

حاول “جمّار” التواصل مع هيئة الاستثمار ووزارة الشباب والرياضة والشركة المستثمرة للحصول على تعليق، ولكنه لم يتلق رداً.

لنحو 60 عاماً استضاف الملعب بطولات على مستوى العراق، وأخرى شاركت فيها فرق عربية، فقد استضاف مباريات من بطولة الدوري العراقي الممتاز وبطولة كأس العراق لكرة القدم، كما استضاف بطولة كأس فلسطين التي شاركت فيها فلسطين والسعودية والكويت.

غير أنه الآن ممتلئ بأكوام من الحجارة والقطع الخرسانية المتناثرة في كل مكان نتيجة التهديم. ثمة من يمارسون الرياضة فوق الأنقاض.

“وزارة الشباب والرياضة تتحمل المسؤولية الأولى إزاء تدمير الملعب” قال أحمد مال الله لاعب نادي الثورة بكرة القدم.

ضرر يلاحق العوائل

ينتشر على السياج الخارجي للملعب نحو 72 محلاً، يشغل معظمها بائعو الأدوات الاحتياطية الخاصة بالسيارات، وهم معترضون على هدمه وتحويله إلى مول لأن ذلك سيضر بمصالحهم.

“تظاهرنا أكثر من 7 مرات احتجاجاً على هدم الملعب” قال عدي محمد أحد أصحاب محال بيع الأدوات الاحتياطية.

يعمل عدي (42 عاما) منذ 23 سنة في هذا المكان، ومع أنه يمتلك ذكريات أيضاً عنه منذ طفولته، يشير إلى أن هدم الملعب سيضر بأكثر من 500 عائلة يحصل معيلوها على دخلهم من عملهم في المحال المحيطة به.

صورة من الخارج لملعب الثورة

كانت إدارة النادي تستخدم مردود إيجارات المحال في تمويل الأنشطة الرياضية وأعمال الإدامة.

أرض الملعب كانت تعود للإدارة المحلية في كركوك، ومن ثم انتقلت إلى وزارة المالية، وفي عام 1991 أصدر عدي صدام حسين، رئيس اللجنة الأولمبية في ذلك الحين، قرارا بأن تكون عائدية كل أرض أنشئ عليها ملعب لناد إلى إدارة النادي، وبذلك صارت عائدية الأرض لإدارة نادي الثورة.

لكن ذلك لم يمنع من منحها لـ”نسيم دوكان”.

طيلة السنوات الخمس الماضية لم يُبن أي شيء في موقع الملعب، جاءت الجرافات وهدمت المدرجات وانسحبت، وتوقف الأمر عند هذا الحد.

لا يوجد مول حالياً، ولا أي مؤشر على الشروع ببناءه.

آخر اتفاق

لم تقف إدارة نادي الثورة مكتوفة الأيدي، فتحركت نحو وزارة الشباب والرياضة مراراً، وتوعدت بإحالة الملف إلى هيئة النزاهة.

“وعدنا وزير الشباب والرياضة السابق عدنان درجال بالتدخل للحفاظ على الملعب، لكن تعليماته لم يؤخذ بها حتى من مديرية شباب ورياضة كركوك التابعة للوزارة” قال فاضل أسود رئيس مجلس إدارة النادي.

بعد شد وجذب واجتماعات كثيرة، تم الاتفاق بين وزارة الشباب وإدارة النادي على أن يباشر المستثمر العمل خلال العام الحالي، وإذا كان جاداً في عمله ستكون واجهة الملعب فقط من نصيبه، يبني فيها متاجر ومطاعم، أما مرافق الملعب الرياضية فتبقى للنادي.

لكن أحدّاً لا يملك ضماناً لتنفيذ الاتفاق.

فوق الأنقاض تتدحرج كرة قدم، فيما يلاحقها شبان محاولين إيصالها إلى الهدف.