من نبوريانس إلى شيماء.. هواية الفلك من سطح البيت
05 أيلول 2024
يعتزل بعض الشباب العراقيين فوق سطوح منازلهم، لمراقبة القمر والنجوم والكواكب، يساعدهم النظر إلى السماء في تحسين حالتهم النفسية، وتوسيع مداركهم، والتأمل بعظمة الكون، وتخفيف الضغط النفسي الذي يتعرّضون له في الحياة، عن هواية الفلك والمُخيّمات والتجارب المثيرة...
عالمٌ لا نهاية له، وخيالٌ يدفع للتأمل في عظمته، إنه الكون، بنجومه البعيدة، وكواكبه التي تشاركنا الدوران حول الشمس، لا نشعر بها، لكنها قريبة منا، نعرف ذلك عندما ننظر إليها من خلال التليسكوب، ونتخيّل أن المسافة بيننا وبينها هي نظرة واحدة.
هواية الفلك، ومراقبة الأجرام السماوية، تلقى إقبالاً عند العراقيين في السنوات الأخيرة، حباً بالسماء، وفضولاً لاكتشاف العالم الشاسع، حيث نمثّل جزءاً صغيراً منه، لكنّه الجزء الأهم، الجزء الذي تنبض فيه الحياة.
يلجأ عمّار الفهداوي (28 عاماً) إلى الكون هرباً من صخب الحياة، فالعزلة عن محيطه تقابلها حياة كاملة مع النجوم، وهكذا بدأ شغف عمّار بالفلك، واشترى تليسكوباً صغيراً خاصاً به ينتظر من خلاله إلى الكون الكبير.
“جان عبالي بس آني مهتم بهالمجال، بس هم بالصدفة اكتشفت هواية من أصدقائي عدهم هيج هوايات”.
يذهب عمّار، الذي يعيش في محافظة الأنبار، رفقة أصدقائه للتخييم خارج المدن، بين الحين والآخر لمراقبة الفلك، ولكنّه يستدرك أن هذه المخيمات لا تُقام كثيراً بسبب المخاوف الأمنية، وخاصة داخل صحراء الأنبار التي تعد من المناطق الأمثل لمراقبة الفلك، ولكنّها الأخطر بسبب وجود عناصر تنظيم داعش هناك.
يؤكد عمّار أن تمرُّسه على استخدام التلسكوب أغناه عن انتظار مواعيد الإعلان عن الأهلة في رمضان والمناسبات، وأصبح بإمكانه رصدها شخصياً.
كثيرون مثل عمّار، وجدوا شغفهم في النظر إلى السماء، وشيماء الموسوي، من بغداد (29 عاماً)، واحدة منهم، وقد بدأت هوايتها للفلك مع بداية تفشي فيروس كورونا، وخلال فترة الحجر الصحي عام 2020.
“حسيت بملل جبير، وصدفة صعدت للسطح حتى أشم هوا وعجبني منظر السما”. اشترت شيماء تلسكوباً ونصبته على سطح المنزل، وهي منذ تلك الأيام تراقب الفضاء.
تؤشر شيماء عدم مشاركتها في المخيمات الفلكية، بسبب قلة مشاركة النساء في هذه الفعاليات، رغم تأكيدها من أنها تمكنت بالفعل من حث الكثير من صديقاتها على اقتناء التليسكوب، من أجل تمضية الوقت في النظر إلى الكواكب.
“كدرت أقنعهم بعد أن شوفتهم الأقمار بالتلسكوب مالتي، وشرحتلهم شلون تغيّرت نفسيتي”، وتقول لجمّار، إنّها ومنذ بداية مراقبة الفلك، أصبحت هادئةً وتتعمّق بالتفكير في أي مسألة قبل اتخاذ قرارها الأخير، وباعتقادها فإنّ مراقبة الكون تدفع إلى ذلك.
المسافة بين السماء والأرض مليئة بالحكايات، والنوادر، وشيماء نالت نصيبها منها، تقول إنها في أحد أيام مراقبتها للقمر، مرَّت طائرة تجاريّة فجأة، وأخافتها حيث ظنت أنّها مركبة فضائية، أو شيء غير بشري، “صح عرفتها طيارة، لكن الفزة خلتني أسبوع ما أصعد للسطح”.
مخيّمات الهواة
الاهتمام بعلوم الفلك والفضاء في العراق، دفع حيدر ستار المصور الفلكي إلى إنشاء صفحة تلسكوب العراق، وهي أكبر الصفحات المختصة بعلم الفلك في العراق.
ودشّن ستار فريقاً خاصاً لمراقبة ورصد الأحداث الفلكية، ويتجه غالباً إلى مناطق بعيدة عن ضوضاء المدن لممارسة هوايته، ولكن هذه الرحلات لا تستمر لأكثر من يوم واحد، وتُدشن غالباً للإحاطة بهدف معين، مثل تغطية أحد الأحداث الفلكية كتحديد موعد طلوع الهلال، وبمشاركة وتمويل من الأصدقاء والهواة.
ويقصد بالتمويل هو توفير الأفرشة والطعام والخيم، إضافة إلى وسائل نقلهم من المدن إلى المخيم، ولا تزيد تكاليف هذه الرحلات على ذلك.
تتمركز مخيمات ستار في بحيرة الرزازة، في محافظة الأنبار، بسبب سهولة الوصول إلى هناك، إضافة إلى ظلام المنطقة وبُعدِها عن المدن والتلوّث الضوئي، وتستخدم فيها المعدات الخاصة للمشاركين، أو استخدام المعدات الموجودة داخل المخيم، وتمول غالباً بجهود ذاتية بين مجموعة من الأصدقاء والهواة، إضافة الى الخدمة التي يقدمها الأصدقاء القاطنون بالقرب من المخيم، وهي التزوّد بالطعام والماء وغيرها، فيما تموّل بعض الشركات أنشطتهم، عبر دعوتهم للمساهمة في أحد مهرجاناتها لغاية الترويج لها.
“هذه المخيمات الفلكية فقدت ضرورتها، بعد توفر الفلاتر والمرشحات الفلكية”، يقول ذلك ستار، ويرى أن الإمكانية متاحة الآن لحجب التلوث الضوئي، ورصد الكواكب بصورة واضحة داخل المدن، وهو يمتلك صفحة أخرى خاصة ببيع المعدات الفلكية، كما يقوم بتعليم الكثير من الهواة كيفية استخدامها، ومبادئ رصد الأجرام السماوية، وإثراء معلوماتهم بهذا الجانب.
التأمل والتفكّر
عالم الفضاء شاسعٌ، يدفع للتأمل والتفكير، ويخفف من ضغوط الحياة، كما يقول أحمد لؤي (26 عاماً) من بغداد، وهو أحد هواة الفلك.
سبق أن عانى لؤي من ضغوط نفسية، نصحه أحد الأصدقاء أن يشتري تلسكوباً ويتجه لمراقبة الكواكب والقمر، من أجل التخفيف عنه، وفعلاً اشترى أحمد تلسكوبه الأول بحوالي 150 ألف دينار (110 دولارات تقريباً) كان لهذه الممارسة دورٌ كبير في تحسين صحته النفسية.
“كل ما أحس بضغط نفسي، أصعد للسطح وأراقب فجوات القمر، بجو هادئ يجرُّني للتفكير بعظمة الكون وجمال مشاهده، بعيداً عن صخب الحياة وهمومها”، ويشير لجمار، إلى لجوئه مؤخراً للمشاركة مع أصدقائه في رحلات التخييم الفلكية التي يدشنونها في مزرعة أحد أصدقائه بالقرب من منطقة الراشدية شرقي بغداد.
“إنّها هوايةٌ تساعد على الاسترخاء”، كما يصفها سعد الراوي (38 عاماً).
بدأ سعد هوايته الفلكية عام 2016، بعد أن نصحه طبيبه بالابتعاد عن الإرهاق النفسي بسبب اختلال في ضربات القلب، واستمر بالبحث عن وسيلة ليشغل نفسه حتى وجد ضالته في مراقبة الفضاء.
“جانت الدنيا صيف وحارة وصعدت للسطح، أشوف القمر وحسيت براحة جبيرة”، قرر سعد اقتناء تلسكوبه الأول من ماركة Celestron وبمبلغ 250 دولاراً، في وقتها، ومع مرور الوقت تمكن من اقتناء تلسكوب أكبر، ومن الشركة نفسها، بمبلغ 500 دولار تقريباً، “مكنني من النظر بوضوح إلى الفلك البعيدة وكوكب زحل وغيرها”.
يقول سعد لجمّار، “هذي الهواية تنقلني لعوالم ثانية، وتخليني أتساءل هل إحنا وحدنا بهالعالم الجبير، ومو بس هيج لكن تنقلني الى ذيج العوالم القديمة الي عاشها أجدادنا وهم يكتشفون الفضاء الواسع”.
التأمل هو أحد أهم الرغبات التي تجذب الهواة إلى الفلك، سبر أغوار الفضاء بأعينهم كناية عن سبر الكون لأفكارهم، ومساحة الفضاء الواسعة وألغازها دفعت القدماء لعبادة أجرامها، فيما حفز التأمل الذي يحيط بألغازها إبداع علماء القرون اللاحقة.
علوم وطقوس
عُرِّف “الفلك” لغوياً، بالمدار الذي يسبح فيه الجرم السماوي، الجمع أفلاك أو فُلْك، بحسب القاموس المحيط، لفيروز الآبادي، ولأهمية هذا العلم، حددت الأمم المتحدة عام 2009 لتكون السنة الدولية لعلم الفلك، وتقديم هذا العلم باعتباره أحد العلوم الممتعة والمهمة في حياة الناس.
حضارة بلاد ما بين النهرين، هي أول من وضع أسسه قبل حوالي 4000 عام قبل الميلاد، حاجتهم لتحديد مواسم الزراعة وفصولها، كانت الدافع الرئيسي لبحوثهم الفلكية، بحسب مصطفى الغزي، الباحث المختص في الحضارات القديمة والمدرس المساعد في جامعة واسط.
بحسب الغزي كان البابليون أوّل من اعتقد بمركزية الشمس، وعلاقة القمر بحركة المد البحري والنهري، وعنوا في تحديد أوقات رؤية الكواكب وبدايات الأشهر القمرية وتَشكُّل الهلال، ويقتبس في تصريحه، قول العلامة طه باقر، “إنّهم أول من أوجد النظرية الكوكبية أو القمرية”.
اخترع البابليون النظام القمري، وعينوا في السنة القمرية الشهور الكبيسة، بـ7 أشهر خلال دورة مقدارها 19 سنة، وهو النموذج المعتمد لاحقاً في التقاويم العبرية واليونانية والرومانية.
وهم أول من قسم النجوم إلى 12 قسماً من النجوم الثابتة، وصنفوها في أبراج منفصلة، سميت بأسماء الحيوانات والأشكال الوهمية، وحددوا الفترة الزمنية لكل برج بـ30 يوماً، ولا يزال هذا التصنيف معتمداً إلى يومنا الحالي، كما يقول الغزي لجمّار.
يُرجع الفضل للبابليين في اكتشاف الإسطرلاب ووضع مبادئه، إضافة إلى الساعات المائية والشمسية، كما ساعدت معرفتهم بالرياضيات في تقنين مكتشفاتهم داخل علم منظم، استخدمت فيه المتواليات الحسابية المتصاعدة والمتناقصة في معرفة أزمنة طلوع القمر وغروبه، ورصد الكواكب والمتواليات الهندسية والحسابية في تعيين طول الليل والنهار، بحسب فصول السنة المختلفة.
يعتقد الغزّي أن البابليين هم أول من وضع أسس المنهج العلمي في الفلك، ونقلوها إلى الأمم والشعوب الأخرى، حيث ساعدت أرصادهم، التي تعدّ من أطول الأرصاد في الحضارات القديمة وترجع إلى مطلع الألف الثالث قبل الميلاد حتى آخر عهود حضارة بلاد الرافدين، في تغيير الكثير من الآراء الخاصة بالظواهر الكونية، التي كانت شائعة عند اليونانيين، بعد أن وظفها العالم اليوناني طاليس في القرن السادس قبل الميلاد في دراسته، ويحدد أسماء بعض علماء الفلك البابليين مثل نبوريانس، وكيدينو أو كيدناس، في القرن الرابع قبل الميلاد، وقد سبقهم وأعقبهم الكثير مِمّن دونوا نصوصهم الفلكية وتفاصيلها على الألواح والرقم الطينية.
لم تكن الأجرام السماوية تستهوي شعوب العراق القديم لأغراض العلم فقط، بل بدأت من الطقوس والعبادة، فقد كانت لهم ممارساتهم الدينية التي سبقت الممارسة العلمية. قدسوا النجوم والكواكب وعبدوها، واختص كل جرم سماوي باسم أحد آلهتهم، الإله سين يمثله القمر، وإلهة الشمس، أوتو، كذلك بالنسبة لباقي كواكب مجموعتنا الشمسية.
وقدم السومريون قرابينهم لهذه الآلهة، سعياً لرضاها، مثل تقديمهم الطعام والمجوهرات قرابين للإله نرغال “المريخ”.
العراق والفلك الآن
لا يمتلك العراق سوى قسم واحد لدراسة علوم الفلك والفضاء، افتتحته كلية العلوم في جامعة بغداد منذ عام 1998، وتخرّج منه العديد من الطلبة منذ ذلك الحين.
يشير محمد ناجي عبد الحسين، الأستاذ في قسم الفلك وعلوم الفضاء، إلى دأبهم في تطوير مسارات الطلبة وتقديم الثقافة الفلكية الصحيحة لهم بعيداً عن الخرافات الشائعة، وتقديم شهادات أكاديمية في علوم الفلك والفضاء، وتحليل الصور الرقمية، ومهارات الاستشعار عن بعد، إضافة لتهيئتهم للعمل، ضمن البيئة التدريسية أو المؤسسات البحثية والعلمية المختصة ببحوث الجو وطبقاته والمراصد الفلكية وغيرها.
ويذكر لجمّار أن علم الفلك واسع، يبدأ من بحوث الذرة وصولاً الى أكبر مجرة في الكون، ويرتبط بتخصصات أخرى مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء والإحصاء والبايولوجي.
العراق أطلق عام 1989، صاروخ العابد، وهو مخصص لحمل الأقمار الصناعية وأجهزة الاتصالات، صنعته هيئة التصنيع العسكري وقتها، واعتبر من فئة الصواريخ الاستراتيجية، ذات المدى الطويل، البالغ 2000 كيلومتر.
يقول عبد الحسين، إنّ القسم يسعى لإعادة إحياء المراصد الفلكية الموجودة في البلاد، رغبة منه باستعادة أمجاد الماضي، مثل مرصد البستاني في الطارمية، ومرصد كورك في أربيل، إضافة إلى مرصد الشماسية، والقبة الفلكية في حديقة الزوراء ببغداد، والتي أهملت بعد عام 2003.
هذه المراصد طالتها يد التخريب والنهب بعد عمليات السرقة التي سادت مُدن البلاد وقتها، بما يعرف بالحواسم، كما طالتها يد الإهمال بعد ذلك، حتى أصبحت مباني مهجورة ومتهالكة.
يحفز قسم الفلك والفضاء طلبته والهواة على المشاركة في نشاطاته وإقامة دورات والمشاركة في الأمسيات الفلكية التي تقيمها الجامعة، ويدعو إلى تطوير هذا العلم عبر زرع الاهتمام في الأجيال القادمة.
يؤشر عبد الحسين في حديثه لجمّار؛ سعي القسم إلى تحديد مسمى وظيفي مناسب لخريجيه، من أجل تسهيل تعيينهم في دوائر الدولة، وغالباً ما يتم ضمهم إلى ملاك قسم الرصد الجوي والزلزالي في وزارة النقل.
فعاليات “تلسكوب العراق” الفلكية. المصدر: حيدر ستار.
الهواية والأكاديمية
يقيم قسم الفلك والفضاء العديد من الفعاليات والمحافل الفلكية داخل محيط الجامعة وخارجها، مثل رصد الأهلة ومراقبة الخسوف والكسوف واقتراب الأجرام الفضائية من الأرض أو القمر. ويعتمد القسم على معداته الخاصة في هذه الفعاليات، وخاصة التلسكوب بنوعيه العاكس والكاسر.
التلسكوب الكاسر، يقوم على استخدام بعض أنواع العدسات من أجل ثني أشعة الضوء داخل الأنبوب الضوئي وتركيزه في البؤرة، ويعمل على زيادة نور الجرم الذي تتم مراقبته إضافة إلى حجمه.
أما العاكس، فيستخدم المرايا بدلاً من العدسات، وهو الجيل الثاني من المقاربات الفلكية وأكثر تطوراً من سابقه، بسبب قدرته على عزل التلوث الضوئي.
يمتلك قسم علوم الفلك والفضاء، ثلاثة تلسكوبات تعليمية حديثة، من شركة Meade الأمريكية، وتلسكوبات قديمة أخرى، يتراوح سعر الأجهزة التي يمتلكها القسم ما بين 400 دولار إلى 30 ألف دولار.
يستخدم القسم أيضاً الإسطرلاب، وهي آلة فلكية مدورة تستخدم لتسهيل إيجاد المواضع السماوية، والساعة الفلكية، ومقياس الإشعاع الحراري وحاسوب تحليل البيانات والخرائط الفلكية، بحسب محمد ناجي عبد الحسين، الأستاذ في قسم الفلك.
ولقلتها يضطر الطلبة إلى استخدام هذه التلسكوبات والأدوات بالتناوب، ولكن هذا الأمر لم يكن مشكلة نظراً إلى عدد الطلبة القليل، الذي يتراوح ما بين 20 و40 طالباً فقط.
يتولى أساتذة القسم تدريب الطلبة على هذه المعدات، وتبيان نوعيتها، كما يتخلل فعالياتهم العديد من الدورات الفلكية لتعليم كيفية استخدام الأجهزة الفلكية، إضافة إلى المهرجانات، وعرض نتاجات الطلبة والهواة، حيث يسعى القسم لجذب الهواة والتواصل معهم، مثل فريق الهواة الفلكيين وفريق الفلك الفضائي العراقي.
يلفت عبد الحسين إلى أن الهواة أكثر اهتماماً بهذا التخصص من الطلبة، بحكم اهتمام الطالب بالدرجة العلمية والتعيين، فيما يركز الهاوي اهتمامه على هذا العلم حباً به، ويمتلك معظمهم أجهزة ومعدات متطورة، ويؤكد على ضرورة التفريق بين علمي الفلك والفضاء وعلم التنجيم الذي لا يمت للعلوم بصلة.
علي الربيعي، أحد خريجي القسم في دفعة عام 2012، يقول لجمّار إنّ دراسته في القسم كانت رغبة بتطوير مستقبله، لأنّ العراق يفتقر إلى هذا التخصص بشكل كبير، “ولكن إهمال الدولة في تشغيلنا واستغلال شهادتنا الجامعية حطم هذه الأحلام”.
يعمل علي حالياً في أحد أسواق المواد الغذائية، كما يعطي دروساً خاصة في الفيزياء والرياضيات لطلبة الثانوية.
ومنكم/ن نستفيد ونتعلم
هل لديكم/ن ملاحظة أو تعليق على محتوى جُمّار؟ هل وجدتم/ن أي معلومة خاطئة أو غير دقيقة تحتاج تصويباً؟ هل تجدون/ن اللغة المستعملة في المقالة مهينة أو مسيئة أو مميزة ضد مجموعة ما على أساس ديني/ طائفي/ جندري/ طبقي/ جغرافي أو غيره؟ الرجاء التواصل معنا عبر - editor@jummar.media
اقرأ ايضاً
عالمٌ لا نهاية له، وخيالٌ يدفع للتأمل في عظمته، إنه الكون، بنجومه البعيدة، وكواكبه التي تشاركنا الدوران حول الشمس، لا نشعر بها، لكنها قريبة منا، نعرف ذلك عندما ننظر إليها من خلال التليسكوب، ونتخيّل أن المسافة بيننا وبينها هي نظرة واحدة.
هواية الفلك، ومراقبة الأجرام السماوية، تلقى إقبالاً عند العراقيين في السنوات الأخيرة، حباً بالسماء، وفضولاً لاكتشاف العالم الشاسع، حيث نمثّل جزءاً صغيراً منه، لكنّه الجزء الأهم، الجزء الذي تنبض فيه الحياة.
يلجأ عمّار الفهداوي (28 عاماً) إلى الكون هرباً من صخب الحياة، فالعزلة عن محيطه تقابلها حياة كاملة مع النجوم، وهكذا بدأ شغف عمّار بالفلك، واشترى تليسكوباً صغيراً خاصاً به ينتظر من خلاله إلى الكون الكبير.
“جان عبالي بس آني مهتم بهالمجال، بس هم بالصدفة اكتشفت هواية من أصدقائي عدهم هيج هوايات”.
يذهب عمّار، الذي يعيش في محافظة الأنبار، رفقة أصدقائه للتخييم خارج المدن، بين الحين والآخر لمراقبة الفلك، ولكنّه يستدرك أن هذه المخيمات لا تُقام كثيراً بسبب المخاوف الأمنية، وخاصة داخل صحراء الأنبار التي تعد من المناطق الأمثل لمراقبة الفلك، ولكنّها الأخطر بسبب وجود عناصر تنظيم داعش هناك.
يؤكد عمّار أن تمرُّسه على استخدام التلسكوب أغناه عن انتظار مواعيد الإعلان عن الأهلة في رمضان والمناسبات، وأصبح بإمكانه رصدها شخصياً.
كثيرون مثل عمّار، وجدوا شغفهم في النظر إلى السماء، وشيماء الموسوي، من بغداد (29 عاماً)، واحدة منهم، وقد بدأت هوايتها للفلك مع بداية تفشي فيروس كورونا، وخلال فترة الحجر الصحي عام 2020.
“حسيت بملل جبير، وصدفة صعدت للسطح حتى أشم هوا وعجبني منظر السما”. اشترت شيماء تلسكوباً ونصبته على سطح المنزل، وهي منذ تلك الأيام تراقب الفضاء.
تؤشر شيماء عدم مشاركتها في المخيمات الفلكية، بسبب قلة مشاركة النساء في هذه الفعاليات، رغم تأكيدها من أنها تمكنت بالفعل من حث الكثير من صديقاتها على اقتناء التليسكوب، من أجل تمضية الوقت في النظر إلى الكواكب.
“كدرت أقنعهم بعد أن شوفتهم الأقمار بالتلسكوب مالتي، وشرحتلهم شلون تغيّرت نفسيتي”، وتقول لجمّار، إنّها ومنذ بداية مراقبة الفلك، أصبحت هادئةً وتتعمّق بالتفكير في أي مسألة قبل اتخاذ قرارها الأخير، وباعتقادها فإنّ مراقبة الكون تدفع إلى ذلك.
المسافة بين السماء والأرض مليئة بالحكايات، والنوادر، وشيماء نالت نصيبها منها، تقول إنها في أحد أيام مراقبتها للقمر، مرَّت طائرة تجاريّة فجأة، وأخافتها حيث ظنت أنّها مركبة فضائية، أو شيء غير بشري، “صح عرفتها طيارة، لكن الفزة خلتني أسبوع ما أصعد للسطح”.
مخيّمات الهواة
الاهتمام بعلوم الفلك والفضاء في العراق، دفع حيدر ستار المصور الفلكي إلى إنشاء صفحة تلسكوب العراق، وهي أكبر الصفحات المختصة بعلم الفلك في العراق.
ودشّن ستار فريقاً خاصاً لمراقبة ورصد الأحداث الفلكية، ويتجه غالباً إلى مناطق بعيدة عن ضوضاء المدن لممارسة هوايته، ولكن هذه الرحلات لا تستمر لأكثر من يوم واحد، وتُدشن غالباً للإحاطة بهدف معين، مثل تغطية أحد الأحداث الفلكية كتحديد موعد طلوع الهلال، وبمشاركة وتمويل من الأصدقاء والهواة.
ويقصد بالتمويل هو توفير الأفرشة والطعام والخيم، إضافة إلى وسائل نقلهم من المدن إلى المخيم، ولا تزيد تكاليف هذه الرحلات على ذلك.
تتمركز مخيمات ستار في بحيرة الرزازة، في محافظة الأنبار، بسبب سهولة الوصول إلى هناك، إضافة إلى ظلام المنطقة وبُعدِها عن المدن والتلوّث الضوئي، وتستخدم فيها المعدات الخاصة للمشاركين، أو استخدام المعدات الموجودة داخل المخيم، وتمول غالباً بجهود ذاتية بين مجموعة من الأصدقاء والهواة، إضافة الى الخدمة التي يقدمها الأصدقاء القاطنون بالقرب من المخيم، وهي التزوّد بالطعام والماء وغيرها، فيما تموّل بعض الشركات أنشطتهم، عبر دعوتهم للمساهمة في أحد مهرجاناتها لغاية الترويج لها.
“هذه المخيمات الفلكية فقدت ضرورتها، بعد توفر الفلاتر والمرشحات الفلكية”، يقول ذلك ستار، ويرى أن الإمكانية متاحة الآن لحجب التلوث الضوئي، ورصد الكواكب بصورة واضحة داخل المدن، وهو يمتلك صفحة أخرى خاصة ببيع المعدات الفلكية، كما يقوم بتعليم الكثير من الهواة كيفية استخدامها، ومبادئ رصد الأجرام السماوية، وإثراء معلوماتهم بهذا الجانب.
التأمل والتفكّر
عالم الفضاء شاسعٌ، يدفع للتأمل والتفكير، ويخفف من ضغوط الحياة، كما يقول أحمد لؤي (26 عاماً) من بغداد، وهو أحد هواة الفلك.
سبق أن عانى لؤي من ضغوط نفسية، نصحه أحد الأصدقاء أن يشتري تلسكوباً ويتجه لمراقبة الكواكب والقمر، من أجل التخفيف عنه، وفعلاً اشترى أحمد تلسكوبه الأول بحوالي 150 ألف دينار (110 دولارات تقريباً) كان لهذه الممارسة دورٌ كبير في تحسين صحته النفسية.
“كل ما أحس بضغط نفسي، أصعد للسطح وأراقب فجوات القمر، بجو هادئ يجرُّني للتفكير بعظمة الكون وجمال مشاهده، بعيداً عن صخب الحياة وهمومها”، ويشير لجمار، إلى لجوئه مؤخراً للمشاركة مع أصدقائه في رحلات التخييم الفلكية التي يدشنونها في مزرعة أحد أصدقائه بالقرب من منطقة الراشدية شرقي بغداد.
“إنّها هوايةٌ تساعد على الاسترخاء”، كما يصفها سعد الراوي (38 عاماً).
بدأ سعد هوايته الفلكية عام 2016، بعد أن نصحه طبيبه بالابتعاد عن الإرهاق النفسي بسبب اختلال في ضربات القلب، واستمر بالبحث عن وسيلة ليشغل نفسه حتى وجد ضالته في مراقبة الفضاء.
“جانت الدنيا صيف وحارة وصعدت للسطح، أشوف القمر وحسيت براحة جبيرة”، قرر سعد اقتناء تلسكوبه الأول من ماركة Celestron وبمبلغ 250 دولاراً، في وقتها، ومع مرور الوقت تمكن من اقتناء تلسكوب أكبر، ومن الشركة نفسها، بمبلغ 500 دولار تقريباً، “مكنني من النظر بوضوح إلى الفلك البعيدة وكوكب زحل وغيرها”.
يقول سعد لجمّار، “هذي الهواية تنقلني لعوالم ثانية، وتخليني أتساءل هل إحنا وحدنا بهالعالم الجبير، ومو بس هيج لكن تنقلني الى ذيج العوالم القديمة الي عاشها أجدادنا وهم يكتشفون الفضاء الواسع”.
التأمل هو أحد أهم الرغبات التي تجذب الهواة إلى الفلك، سبر أغوار الفضاء بأعينهم كناية عن سبر الكون لأفكارهم، ومساحة الفضاء الواسعة وألغازها دفعت القدماء لعبادة أجرامها، فيما حفز التأمل الذي يحيط بألغازها إبداع علماء القرون اللاحقة.
علوم وطقوس
عُرِّف “الفلك” لغوياً، بالمدار الذي يسبح فيه الجرم السماوي، الجمع أفلاك أو فُلْك، بحسب القاموس المحيط، لفيروز الآبادي، ولأهمية هذا العلم، حددت الأمم المتحدة عام 2009 لتكون السنة الدولية لعلم الفلك، وتقديم هذا العلم باعتباره أحد العلوم الممتعة والمهمة في حياة الناس.
حضارة بلاد ما بين النهرين، هي أول من وضع أسسه قبل حوالي 4000 عام قبل الميلاد، حاجتهم لتحديد مواسم الزراعة وفصولها، كانت الدافع الرئيسي لبحوثهم الفلكية، بحسب مصطفى الغزي، الباحث المختص في الحضارات القديمة والمدرس المساعد في جامعة واسط.
بحسب الغزي كان البابليون أوّل من اعتقد بمركزية الشمس، وعلاقة القمر بحركة المد البحري والنهري، وعنوا في تحديد أوقات رؤية الكواكب وبدايات الأشهر القمرية وتَشكُّل الهلال، ويقتبس في تصريحه، قول العلامة طه باقر، “إنّهم أول من أوجد النظرية الكوكبية أو القمرية”.
اخترع البابليون النظام القمري، وعينوا في السنة القمرية الشهور الكبيسة، بـ7 أشهر خلال دورة مقدارها 19 سنة، وهو النموذج المعتمد لاحقاً في التقاويم العبرية واليونانية والرومانية.
وهم أول من قسم النجوم إلى 12 قسماً من النجوم الثابتة، وصنفوها في أبراج منفصلة، سميت بأسماء الحيوانات والأشكال الوهمية، وحددوا الفترة الزمنية لكل برج بـ30 يوماً، ولا يزال هذا التصنيف معتمداً إلى يومنا الحالي، كما يقول الغزي لجمّار.
يُرجع الفضل للبابليين في اكتشاف الإسطرلاب ووضع مبادئه، إضافة إلى الساعات المائية والشمسية، كما ساعدت معرفتهم بالرياضيات في تقنين مكتشفاتهم داخل علم منظم، استخدمت فيه المتواليات الحسابية المتصاعدة والمتناقصة في معرفة أزمنة طلوع القمر وغروبه، ورصد الكواكب والمتواليات الهندسية والحسابية في تعيين طول الليل والنهار، بحسب فصول السنة المختلفة.
يعتقد الغزّي أن البابليين هم أول من وضع أسس المنهج العلمي في الفلك، ونقلوها إلى الأمم والشعوب الأخرى، حيث ساعدت أرصادهم، التي تعدّ من أطول الأرصاد في الحضارات القديمة وترجع إلى مطلع الألف الثالث قبل الميلاد حتى آخر عهود حضارة بلاد الرافدين، في تغيير الكثير من الآراء الخاصة بالظواهر الكونية، التي كانت شائعة عند اليونانيين، بعد أن وظفها العالم اليوناني طاليس في القرن السادس قبل الميلاد في دراسته، ويحدد أسماء بعض علماء الفلك البابليين مثل نبوريانس، وكيدينو أو كيدناس، في القرن الرابع قبل الميلاد، وقد سبقهم وأعقبهم الكثير مِمّن دونوا نصوصهم الفلكية وتفاصيلها على الألواح والرقم الطينية.
لم تكن الأجرام السماوية تستهوي شعوب العراق القديم لأغراض العلم فقط، بل بدأت من الطقوس والعبادة، فقد كانت لهم ممارساتهم الدينية التي سبقت الممارسة العلمية. قدسوا النجوم والكواكب وعبدوها، واختص كل جرم سماوي باسم أحد آلهتهم، الإله سين يمثله القمر، وإلهة الشمس، أوتو، كذلك بالنسبة لباقي كواكب مجموعتنا الشمسية.
وقدم السومريون قرابينهم لهذه الآلهة، سعياً لرضاها، مثل تقديمهم الطعام والمجوهرات قرابين للإله نرغال “المريخ”.
العراق والفلك الآن
لا يمتلك العراق سوى قسم واحد لدراسة علوم الفلك والفضاء، افتتحته كلية العلوم في جامعة بغداد منذ عام 1998، وتخرّج منه العديد من الطلبة منذ ذلك الحين.
يشير محمد ناجي عبد الحسين، الأستاذ في قسم الفلك وعلوم الفضاء، إلى دأبهم في تطوير مسارات الطلبة وتقديم الثقافة الفلكية الصحيحة لهم بعيداً عن الخرافات الشائعة، وتقديم شهادات أكاديمية في علوم الفلك والفضاء، وتحليل الصور الرقمية، ومهارات الاستشعار عن بعد، إضافة لتهيئتهم للعمل، ضمن البيئة التدريسية أو المؤسسات البحثية والعلمية المختصة ببحوث الجو وطبقاته والمراصد الفلكية وغيرها.
ويذكر لجمّار أن علم الفلك واسع، يبدأ من بحوث الذرة وصولاً الى أكبر مجرة في الكون، ويرتبط بتخصصات أخرى مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء والإحصاء والبايولوجي.
العراق أطلق عام 1989، صاروخ العابد، وهو مخصص لحمل الأقمار الصناعية وأجهزة الاتصالات، صنعته هيئة التصنيع العسكري وقتها، واعتبر من فئة الصواريخ الاستراتيجية، ذات المدى الطويل، البالغ 2000 كيلومتر.
يقول عبد الحسين، إنّ القسم يسعى لإعادة إحياء المراصد الفلكية الموجودة في البلاد، رغبة منه باستعادة أمجاد الماضي، مثل مرصد البستاني في الطارمية، ومرصد كورك في أربيل، إضافة إلى مرصد الشماسية، والقبة الفلكية في حديقة الزوراء ببغداد، والتي أهملت بعد عام 2003.
هذه المراصد طالتها يد التخريب والنهب بعد عمليات السرقة التي سادت مُدن البلاد وقتها، بما يعرف بالحواسم، كما طالتها يد الإهمال بعد ذلك، حتى أصبحت مباني مهجورة ومتهالكة.
يحفز قسم الفلك والفضاء طلبته والهواة على المشاركة في نشاطاته وإقامة دورات والمشاركة في الأمسيات الفلكية التي تقيمها الجامعة، ويدعو إلى تطوير هذا العلم عبر زرع الاهتمام في الأجيال القادمة.
يؤشر عبد الحسين في حديثه لجمّار؛ سعي القسم إلى تحديد مسمى وظيفي مناسب لخريجيه، من أجل تسهيل تعيينهم في دوائر الدولة، وغالباً ما يتم ضمهم إلى ملاك قسم الرصد الجوي والزلزالي في وزارة النقل.
فعاليات “تلسكوب العراق” الفلكية. المصدر: حيدر ستار.
الهواية والأكاديمية
يقيم قسم الفلك والفضاء العديد من الفعاليات والمحافل الفلكية داخل محيط الجامعة وخارجها، مثل رصد الأهلة ومراقبة الخسوف والكسوف واقتراب الأجرام الفضائية من الأرض أو القمر. ويعتمد القسم على معداته الخاصة في هذه الفعاليات، وخاصة التلسكوب بنوعيه العاكس والكاسر.
التلسكوب الكاسر، يقوم على استخدام بعض أنواع العدسات من أجل ثني أشعة الضوء داخل الأنبوب الضوئي وتركيزه في البؤرة، ويعمل على زيادة نور الجرم الذي تتم مراقبته إضافة إلى حجمه.
أما العاكس، فيستخدم المرايا بدلاً من العدسات، وهو الجيل الثاني من المقاربات الفلكية وأكثر تطوراً من سابقه، بسبب قدرته على عزل التلوث الضوئي.
يمتلك قسم علوم الفلك والفضاء، ثلاثة تلسكوبات تعليمية حديثة، من شركة Meade الأمريكية، وتلسكوبات قديمة أخرى، يتراوح سعر الأجهزة التي يمتلكها القسم ما بين 400 دولار إلى 30 ألف دولار.
يستخدم القسم أيضاً الإسطرلاب، وهي آلة فلكية مدورة تستخدم لتسهيل إيجاد المواضع السماوية، والساعة الفلكية، ومقياس الإشعاع الحراري وحاسوب تحليل البيانات والخرائط الفلكية، بحسب محمد ناجي عبد الحسين، الأستاذ في قسم الفلك.
ولقلتها يضطر الطلبة إلى استخدام هذه التلسكوبات والأدوات بالتناوب، ولكن هذا الأمر لم يكن مشكلة نظراً إلى عدد الطلبة القليل، الذي يتراوح ما بين 20 و40 طالباً فقط.
يتولى أساتذة القسم تدريب الطلبة على هذه المعدات، وتبيان نوعيتها، كما يتخلل فعالياتهم العديد من الدورات الفلكية لتعليم كيفية استخدام الأجهزة الفلكية، إضافة إلى المهرجانات، وعرض نتاجات الطلبة والهواة، حيث يسعى القسم لجذب الهواة والتواصل معهم، مثل فريق الهواة الفلكيين وفريق الفلك الفضائي العراقي.
يلفت عبد الحسين إلى أن الهواة أكثر اهتماماً بهذا التخصص من الطلبة، بحكم اهتمام الطالب بالدرجة العلمية والتعيين، فيما يركز الهاوي اهتمامه على هذا العلم حباً به، ويمتلك معظمهم أجهزة ومعدات متطورة، ويؤكد على ضرورة التفريق بين علمي الفلك والفضاء وعلم التنجيم الذي لا يمت للعلوم بصلة.
علي الربيعي، أحد خريجي القسم في دفعة عام 2012، يقول لجمّار إنّ دراسته في القسم كانت رغبة بتطوير مستقبله، لأنّ العراق يفتقر إلى هذا التخصص بشكل كبير، “ولكن إهمال الدولة في تشغيلنا واستغلال شهادتنا الجامعية حطم هذه الأحلام”.
يعمل علي حالياً في أحد أسواق المواد الغذائية، كما يعطي دروساً خاصة في الفيزياء والرياضيات لطلبة الثانوية.