أبٌ جديد
20 حزيران 2024
تنتظر عندما تكون أباً أن يحتمي ابنك بك من أي أمر يخيفه، وذلك يحصل بالفعل، لكن هناك ما سيفاجئك!
تسمع كثيراً عن شعور الأبوّة قبل أن تنجب، تسمع كلاماً عن أنه شعور لا يوصف، لكنه رائع جداً على أي حال، وبعد مضي السنوات، تقف في أحد الأيام خلف زجاج غرفة الخدّج، تنظر إلى ابنك الأول، كائن صغير مغمض العينين تتصل بضعة أنابيب بجسده العاري، وهو بالكاد يقوى على الحركة.
في تلك اللحظة تستعيد ما كنت سمعته وتحاول اختبار الشعور الذي يتحدث عنه الآباء منذ الأزل، لكنه لا يراودك. كل ما يجول في بالك هو أنك أصبحت أمام مسؤولية جديدة، وأن هذا الإنسان الصغير بحاجة إلى رعايتك المستفيضة، وقد تدرك أو لا تدرك لحظتها أن حياتك منذ الآن لا يمكن أن تكون كما هي قبل ساعات.
يسألك من سبقوك في الإنجاب عن شعورك، فتخبرهم بما جرى خلف زجاج الخدج، فيقولون لك إن الشعور العارم الجديد سيزورك بعد أشهر وليس الآن، وتكتشف لاحقاً أنهم كانوا محقين.
أما الآن، فإن عليك زيارة طبيب الأطفال في أيام متقاربة لتطمئن على صغيرك مع كل فعل يبدر عنه، نومه وبكاؤه ولونه ورضاعته وشكل غائطه وكل شيء، وتملأ حقل البحث في اليوتيوب بكلمات لم يخطر في بالك يوماً أنك ستستخدمها، كالبحث عن صوت الرحم، وتُفاجأ بوجود مقاطع كثيرة تمنحك هذا الصوت، إذ أن آلافاً قبلك بحثوا عنه وهم يحاولون تنويم أطفالهم ليتمكنوا من النوم، فخبراء الأطفال ينصحون باستخدامه وسيلة لتنويم الرضّع الخارجين تواً من أرحام أمهاتهم.
تقضي ساعات مستلقياً إلى جانب طفلك ومضطراً لسماع صوت الرحم الكئيب المخيف المؤلف من نبض قلب وبقبقة سوائل وهدير رياح، وهو ينبعث من يوتيوب هاتفك المحمول الموضوع قرب الرضيع أملاً في مساعدته على النوم، لتحظى أنت وامرأتك بغفوة أيضاً تنقذكما من التعب والقلق والسهر.
اكتشاف المرح
يتحوّل جلّ اهتمامك إلى مراقبة مراحل سلوك طفلك، فتبتهج عندما يفتح عينيه وتطير فرحاً عندما يبتسم أوّل مرة وتغمرك سعادة هائلة حين ينجح في الانقلاب على بطنه، ثم تقضي أياماً تراقب محاولاته للاندفاع إلى الأمام على يديه ورجليه، وأخيراً وبعد أن يبذل جهداً جهيداً ينتقل إلى مرحلة الزحف ثم الحبو والجلوس، فتقول لنفسك: “سيتعلم المجيء إليّ عمّا قريب”.
في هذه المرحلة يبدأ طفلك بالانتباه إلى ما حوله، فيعرف التلفاز وأغاني الأطفال والرسوم المتحركة، ويستولي على شاشة البيت ويحتكرها لرغباته ومتعته، وتروح أنت صاغراً تبحث له عما تعرفه من أغانٍ ورسوم متحركة، ومن كثرة التكرار تحفظ أغاني لم تتمكن من حفظها في طفولتك، بل لم تكن تفهم بعضها، وتكتشف أنك كنت تستمع إلى كثير من المرح والفكاهة حين كنت صغيراً، لكنك لم تدرك ذلك في وقتها، فمثلاً في أغنية “ذهب الليل” تزعل “فيفي” من شقيقها “سوسو” وترفض مبادلته القبلة عندما يذهب إليها ويقبّلها من أجل مصالحتها، ثم تشاكسه بأن تدخل يدها في المحبرة وتلطخها بالحبر وتذهب إليه خلسة وتمسح الحبر بوجهه، فيغضب سوسو ويضربها ويأخذ المحبرة ومنها ويصب الحبر على فستانها، وفي هذه الأثناء يدخل الأب صدفة ويشاهد شغبهما، فيحصل كل منهما على صفعة منه.
ستحفظ أيضاً أغنية “الصيصان” و”أنثى السنجاب” و”دبدوبة التخينة” وشيئاً من أغاني “بايبي شارك” و”كوكو ميلون” باللغة الإنجليزية، وقد تدندن بها أحياناً حتى عندما تكون وحدك في الشارع أو العمل، إذ أن عليك الحرص على عدم الابتعاد عن عالم ابنك لتتمكن من فهم ما يسعده ويسليه وما يحزنه ويضجره، بعد أن غادرت هذا العالم منذ سنوات طويلة ونسيت قواعده وطريقة العيش فيه.
في هذه المرحلة يبدأ الشعور الذي يتحدث الآباء دائماً عنه بالتدفق نحو قلبك، ملامح طفلك تكتسب وضوحاً أكبر، ويبدأ من يرونه يخبرونك بأنه يشبهك كثيراً، وبعضهم يقول لك إنه نسخة مصغرة منك، فتحمله وتقف أمام المرآة مرات عدة وكأنك تمارس لعبة “الفرق بين الصورتين” التي كانت تنشرها الصحف اليومية، تمعن النظر في عينيه وأنفه وفمه وأذنيه، قد لا تكتشف أوجه التشابه، لكن دهشة الناس إزاء تشابهكما تساعد في تثبيت يقينك من أنك ولدت مرة أخرى.
الانشطار
أنت الآن أمام شعور الانشطار، أن ينشطر جزء منك وتراه يتحرّك ويعيش أمامك، كل حركة جديدة يتعلمها تشعرك بأن حرفاً أضيف إلى أبجدية حياتك، وكل يوم يمر هو مناسبة مهمة لمراقبة نمو صغيرك، أو نمو قلبك الممتلئ به، تقضي معظم وقتك معه مبتسماً أو غارقاً في الضحك، فهو لا يكف عن تقديم الكوميديا العفوية على مسرح أيامك المزدحمة بالمتاعب والدموع، يجمع السعادة بطريقة لا يجيدها غيره ويرشقك بها شئت أم أبيت، ويحرص على تحويل حلاوته إلى مكنسة تنظف ذاكرتك من أي إزعاج يسببه هو لك، فعندما تتذكره وتفكر فيه وأنت بعيد عنه لا تتبادر إلى ذهنك متاعب وجهود تربيته وبعض سلوكياته المزعجة والمملة، بل تفكر فقط في أفعاله التي تغمرك بالحب والسرور.
أفعاله المحبوبة تتزايد يوماً بعد يوم، ويتزايد معها الشعور الذي يتحدث عنه الآباء القدماء، حتى تختبره كلياً عندما يتقن السير والركض نحوك، ويبدأ التلفظ وإطلاق التسميات على الأشياء بطريقته ومصطلحاته الخاصة، وعندما يناديك “بابا”.
منذ الآن بات يعرفك جيداً، يعرف أنك أبوه، فيمنحك حباً بلا حدود وشروط، ويعبّر عن هذا الحب بطرق لا يستطيع ابتكارها حتى أبرع الشعراء والكتّاب الرومانسيين، يلتصق بك طالما أنت أمام عينيه، وينتظرك بلهفة عاشق إذا غبت بضع دقائق في أحد أرجاء البيت، وحين تظهر يهرع إليك صارخاً كأنه عثر على عشبة الخلود، فتمنحه ممتناً آخر قطرة مما تملك من حب وعاطفة.
وهو لا يفعل ذلك لأنك أبوه فقط، بل لأنه يراك مصدر أمان وحب كبير، وعليك أن تكون كذلك لكي تنال المبتغى من الإنجاب، عليك أن تُغرم برائحته وملمس جلده وتضمه إليك وتقبله كثيراً، أن تمرح معه كأنك في عمره، وتتحدث إليه بلغته، ليشعر بأنك صديقه الأول والأقرب، وأنك مصدر سعادته ورفاهيته وطمأنينته، فيكون هو في المقابل مصدر سعادتك وطمأنينتك.
تنتظر عندما تكون أباً أن يحتمي ابنك بك من أي أمر يخيفه، وذلك يحصل بالفعل، لكن ما يفاجئك هو أنك ستحتمي به أيضاً حين تتكاثر حولك المتاعب والمصاعب ولؤم البشر، تلجأ إليه للتخلص من الضغوط والحصول على قسط من البهجة والحب، تجلس إلى جانبه لمشاهدة التلفاز معاً وتفتعل حماساً أشد من حماسه تجاه مشهد من مشاهد JJ وأسرته، وفي نهاية كل يوم، بعد لعب ومرح وضحك وبكاء ومشاكسات ومشاغبات، تأخذه إلى فراشه وتساعده على النوم، ينظر إليك بعين ناعسة قبل أن يغفو، وعندما يغمض عينيه ويغط في نوم عميق، ترتسم على وجهك ابتسامة لا تعرف أسبابها، ثم تقول لنفسك قبل أن تغفو: “يا للذة هذا الحبيب”.
ومنكم/ن نستفيد ونتعلم
هل لديكم/ن ملاحظة أو تعليق على محتوى جُمّار؟ هل وجدتم/ن أي معلومة خاطئة أو غير دقيقة تحتاج تصويباً؟ هل تجدون/ن اللغة المستعملة في المقالة مهينة أو مسيئة أو مميزة ضد مجموعة ما على أساس ديني/ طائفي/ جندري/ طبقي/ جغرافي أو غيره؟ الرجاء التواصل معنا عبر - editor@jummar.media
اقرأ ايضاً
تسمع كثيراً عن شعور الأبوّة قبل أن تنجب، تسمع كلاماً عن أنه شعور لا يوصف، لكنه رائع جداً على أي حال، وبعد مضي السنوات، تقف في أحد الأيام خلف زجاج غرفة الخدّج، تنظر إلى ابنك الأول، كائن صغير مغمض العينين تتصل بضعة أنابيب بجسده العاري، وهو بالكاد يقوى على الحركة.
في تلك اللحظة تستعيد ما كنت سمعته وتحاول اختبار الشعور الذي يتحدث عنه الآباء منذ الأزل، لكنه لا يراودك. كل ما يجول في بالك هو أنك أصبحت أمام مسؤولية جديدة، وأن هذا الإنسان الصغير بحاجة إلى رعايتك المستفيضة، وقد تدرك أو لا تدرك لحظتها أن حياتك منذ الآن لا يمكن أن تكون كما هي قبل ساعات.
يسألك من سبقوك في الإنجاب عن شعورك، فتخبرهم بما جرى خلف زجاج الخدج، فيقولون لك إن الشعور العارم الجديد سيزورك بعد أشهر وليس الآن، وتكتشف لاحقاً أنهم كانوا محقين.
أما الآن، فإن عليك زيارة طبيب الأطفال في أيام متقاربة لتطمئن على صغيرك مع كل فعل يبدر عنه، نومه وبكاؤه ولونه ورضاعته وشكل غائطه وكل شيء، وتملأ حقل البحث في اليوتيوب بكلمات لم يخطر في بالك يوماً أنك ستستخدمها، كالبحث عن صوت الرحم، وتُفاجأ بوجود مقاطع كثيرة تمنحك هذا الصوت، إذ أن آلافاً قبلك بحثوا عنه وهم يحاولون تنويم أطفالهم ليتمكنوا من النوم، فخبراء الأطفال ينصحون باستخدامه وسيلة لتنويم الرضّع الخارجين تواً من أرحام أمهاتهم.
تقضي ساعات مستلقياً إلى جانب طفلك ومضطراً لسماع صوت الرحم الكئيب المخيف المؤلف من نبض قلب وبقبقة سوائل وهدير رياح، وهو ينبعث من يوتيوب هاتفك المحمول الموضوع قرب الرضيع أملاً في مساعدته على النوم، لتحظى أنت وامرأتك بغفوة أيضاً تنقذكما من التعب والقلق والسهر.
اكتشاف المرح
يتحوّل جلّ اهتمامك إلى مراقبة مراحل سلوك طفلك، فتبتهج عندما يفتح عينيه وتطير فرحاً عندما يبتسم أوّل مرة وتغمرك سعادة هائلة حين ينجح في الانقلاب على بطنه، ثم تقضي أياماً تراقب محاولاته للاندفاع إلى الأمام على يديه ورجليه، وأخيراً وبعد أن يبذل جهداً جهيداً ينتقل إلى مرحلة الزحف ثم الحبو والجلوس، فتقول لنفسك: “سيتعلم المجيء إليّ عمّا قريب”.
في هذه المرحلة يبدأ طفلك بالانتباه إلى ما حوله، فيعرف التلفاز وأغاني الأطفال والرسوم المتحركة، ويستولي على شاشة البيت ويحتكرها لرغباته ومتعته، وتروح أنت صاغراً تبحث له عما تعرفه من أغانٍ ورسوم متحركة، ومن كثرة التكرار تحفظ أغاني لم تتمكن من حفظها في طفولتك، بل لم تكن تفهم بعضها، وتكتشف أنك كنت تستمع إلى كثير من المرح والفكاهة حين كنت صغيراً، لكنك لم تدرك ذلك في وقتها، فمثلاً في أغنية “ذهب الليل” تزعل “فيفي” من شقيقها “سوسو” وترفض مبادلته القبلة عندما يذهب إليها ويقبّلها من أجل مصالحتها، ثم تشاكسه بأن تدخل يدها في المحبرة وتلطخها بالحبر وتذهب إليه خلسة وتمسح الحبر بوجهه، فيغضب سوسو ويضربها ويأخذ المحبرة ومنها ويصب الحبر على فستانها، وفي هذه الأثناء يدخل الأب صدفة ويشاهد شغبهما، فيحصل كل منهما على صفعة منه.
ستحفظ أيضاً أغنية “الصيصان” و”أنثى السنجاب” و”دبدوبة التخينة” وشيئاً من أغاني “بايبي شارك” و”كوكو ميلون” باللغة الإنجليزية، وقد تدندن بها أحياناً حتى عندما تكون وحدك في الشارع أو العمل، إذ أن عليك الحرص على عدم الابتعاد عن عالم ابنك لتتمكن من فهم ما يسعده ويسليه وما يحزنه ويضجره، بعد أن غادرت هذا العالم منذ سنوات طويلة ونسيت قواعده وطريقة العيش فيه.
في هذه المرحلة يبدأ الشعور الذي يتحدث الآباء دائماً عنه بالتدفق نحو قلبك، ملامح طفلك تكتسب وضوحاً أكبر، ويبدأ من يرونه يخبرونك بأنه يشبهك كثيراً، وبعضهم يقول لك إنه نسخة مصغرة منك، فتحمله وتقف أمام المرآة مرات عدة وكأنك تمارس لعبة “الفرق بين الصورتين” التي كانت تنشرها الصحف اليومية، تمعن النظر في عينيه وأنفه وفمه وأذنيه، قد لا تكتشف أوجه التشابه، لكن دهشة الناس إزاء تشابهكما تساعد في تثبيت يقينك من أنك ولدت مرة أخرى.
الانشطار
أنت الآن أمام شعور الانشطار، أن ينشطر جزء منك وتراه يتحرّك ويعيش أمامك، كل حركة جديدة يتعلمها تشعرك بأن حرفاً أضيف إلى أبجدية حياتك، وكل يوم يمر هو مناسبة مهمة لمراقبة نمو صغيرك، أو نمو قلبك الممتلئ به، تقضي معظم وقتك معه مبتسماً أو غارقاً في الضحك، فهو لا يكف عن تقديم الكوميديا العفوية على مسرح أيامك المزدحمة بالمتاعب والدموع، يجمع السعادة بطريقة لا يجيدها غيره ويرشقك بها شئت أم أبيت، ويحرص على تحويل حلاوته إلى مكنسة تنظف ذاكرتك من أي إزعاج يسببه هو لك، فعندما تتذكره وتفكر فيه وأنت بعيد عنه لا تتبادر إلى ذهنك متاعب وجهود تربيته وبعض سلوكياته المزعجة والمملة، بل تفكر فقط في أفعاله التي تغمرك بالحب والسرور.
أفعاله المحبوبة تتزايد يوماً بعد يوم، ويتزايد معها الشعور الذي يتحدث عنه الآباء القدماء، حتى تختبره كلياً عندما يتقن السير والركض نحوك، ويبدأ التلفظ وإطلاق التسميات على الأشياء بطريقته ومصطلحاته الخاصة، وعندما يناديك “بابا”.
منذ الآن بات يعرفك جيداً، يعرف أنك أبوه، فيمنحك حباً بلا حدود وشروط، ويعبّر عن هذا الحب بطرق لا يستطيع ابتكارها حتى أبرع الشعراء والكتّاب الرومانسيين، يلتصق بك طالما أنت أمام عينيه، وينتظرك بلهفة عاشق إذا غبت بضع دقائق في أحد أرجاء البيت، وحين تظهر يهرع إليك صارخاً كأنه عثر على عشبة الخلود، فتمنحه ممتناً آخر قطرة مما تملك من حب وعاطفة.
وهو لا يفعل ذلك لأنك أبوه فقط، بل لأنه يراك مصدر أمان وحب كبير، وعليك أن تكون كذلك لكي تنال المبتغى من الإنجاب، عليك أن تُغرم برائحته وملمس جلده وتضمه إليك وتقبله كثيراً، أن تمرح معه كأنك في عمره، وتتحدث إليه بلغته، ليشعر بأنك صديقه الأول والأقرب، وأنك مصدر سعادته ورفاهيته وطمأنينته، فيكون هو في المقابل مصدر سعادتك وطمأنينتك.
تنتظر عندما تكون أباً أن يحتمي ابنك بك من أي أمر يخيفه، وذلك يحصل بالفعل، لكن ما يفاجئك هو أنك ستحتمي به أيضاً حين تتكاثر حولك المتاعب والمصاعب ولؤم البشر، تلجأ إليه للتخلص من الضغوط والحصول على قسط من البهجة والحب، تجلس إلى جانبه لمشاهدة التلفاز معاً وتفتعل حماساً أشد من حماسه تجاه مشهد من مشاهد JJ وأسرته، وفي نهاية كل يوم، بعد لعب ومرح وضحك وبكاء ومشاكسات ومشاغبات، تأخذه إلى فراشه وتساعده على النوم، ينظر إليك بعين ناعسة قبل أن يغفو، وعندما يغمض عينيه ويغط في نوم عميق، ترتسم على وجهك ابتسامة لا تعرف أسبابها، ثم تقول لنفسك قبل أن تغفو: “يا للذة هذا الحبيب”.