"الهشاشة النفسيّة": ست حالات يومياً بحاجة لدعم نفسي في ذي قار 

مرتضى الحدود

07 أيار 2023

رحلة طويلة من اليأس تدفع شباناً إلى الانتحار في محافظة ذي قار. يروي حسين محاولات انتحاره الثلاث التي نجا منها، وقد يُقدِم على المحاولة الرابعة! "هشاشة نفسيّة" تتفشى في الجنوب، ولا مساعدة لمن يطلبها..

نجا حسين من الانتحار ثلاث مرّات، أنقذته رغبة الحياة لديه، على رغبته بالموت، لكنه قد يعود إلى محاولات إنهاء حياته مُجدداً إن تفاقمت عليه الصدمات اليومية.   

تذيّل العراق مؤشر “الصحة النفسية” لمنظمة Sapien Labs البحثية غير الربحية لعام 2022، كواحدٍ من أكثر البلدان التي تشهد تراجعاً مُضطرداً في صحة مواطنيها النفسية والعقلية.  

رغم أن حسين، وهو من ذي قار، المحافظة الأكثر تسجيلاً لمحاولات الانتحار على مدى السنوات الثلاث الماضية، بالكاد بلغ العشرين من عُمره، غير أن طاقة من اليأس نتيجة الإهمال والتفكك العائلي وتردي الوضع العام، تتملكه.  

عماد عبد الرزاق، مستشار الصحة النفسية في وزارة الصحة، علّق في تصريح صحفي على تزايد أعداد المنتحرين في العراق، بأن “البيئة الاجتماعية والطبيعية تسمح ببروز اضطرابات على مستوى الشخصية، إذ تؤدي الأزمات المتلاحقة والحروب إلى ظهور أجيال تعاني من مشاكل نفسية، لها انعكاسات سلوكية، تظهر في كثير من الأحيان بصورة انفعالية”. 

يقول حسين لـ”جُمار”، انه يعاني من اهمال عائلته له، “عَمَدتُ إلى إنهاء حياتي، لمعاقبة أهلي عبر الانتحار، حتى تقع اللائمة عليهم من قبل المجتمع، حين أموت”.  

محافظات وسط وجنوب العراق، ومنها ذي قار، تشهد تصاعداً متسارعاً بمعدلات البطالة وتعاطي المُخدّرات والانتحار أو الموت المجاني، فيما يُخيّم فشل الاحتجاجات العامة، والاضطرابات الأمنية وتداعي النظام البيئي والقتالات العشائرية المُستمرة، على سكانها الذين يعيش نصفهم تحت خط الفقر. 

شرطة ذي قار قالت لـ”جُمار” إنها سجّلت 105 حالات انتحار خلال العام الفائت 2022.  

“متعاطي الكريستال ميث، يدخل في نوبات من الأوهام والهلاوس، تؤدي به إلى الانفصال عن الواقع، وبزوال المؤثر العقلي، يُصاب المتعاطي بمزاج سيئ ونوبات غضب، وغالباً يتجه المدمنون إلى الانتحار”، قال علي العتّابي، المتخصص بعلم الجريمة، مُلقياً لائمة شيوع الانتحار على انتشار المخدّرات. 

في المحاولات التي فشل فيها حسين بالانتحار، تناول سُماً لقتل الفئران مرّتين، وفي الثالثة رمى بنفسه أمام سيارة عسى أن تدهسه.   

تفيد بعض من الأبحاث الاجتماعية بأن مُخدِّر الكريستال ميث، بات واحداً من أسباب تزايد الانتحار عراقياً.  

تؤشر مصفوفة حالات الانتحار لدى شرطة ذي قار، بأن 52 حالة ارتكبت شنقاً، و21 حالة حرقاً، فيما تفرقت الحالات المتبقية بيّن إطلاق النار وغرق وتناول سموم.  

منظمة Sapien Labs في أبحاثها عن الصحة النفسية، توصّلت الى أن “الشُبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، هم الأكثر عرضة للإصابة بمشاكل نفسية بخمس مرات أكثر من الجيل الأكبر سناً”.  

وكما يقول حسين، إن عدم تقبله من قبل أسرته وفقدانه الرعاية العائلية يقوده دوماً الى التفكير في الانتحار، تؤكد منظمة Sapien Labs على أن “عدم الاستقرار الأسري، والمشاكل ونقص الحب والدفء العاطفي أثناء مرحلة الطفولة لدى البالغين الأصغر سناً، هي دوافع مؤكدة إلى تدهور الصحة العقلية”.  

من يُنقذ حسين دائماً من الموت، أصدقاؤه وجيرانه وأناس عابرون، لا عائلته.  

“الانتحار، حالة انكسار وإحباط من مُشكلات الحياة، واتساع الفجوة بين المُنتحر وذويه، فعدم اهتمام الأهل بأبنائهم، وعدم الاستماع لمشكلاتهم يفاقم من أزمات الأولاد النفسية ويؤثر على صحتهم العقلية”، قال إبراهيم الصائغ، وهو طبيب نفسي في ذي قار. 

في عام 2016، شكلت حكومة ذي قار المحلية خلية أزمة لمواجهة الانتحار، وبدلاً من أن يتناقص عديد المنتحرين، تزايدت أعدادهم عاماً تلو آخر.  

علي الناشي، رئيس منظمة التواصل والإخاء الإنسانية في الناصرية، سرد لـ”جُمار” تنامي أعداد المنتحرين عاماً بعد آخر، “في العام 2016، سُجلت 48 حالة، ارتفعت في العام الذي تلاه (2017) إلى 53 حالة، لتنخفض في 2018 الى 51 حالة، وعام 2019 زاد عدد الحالات إلى 55، لتقفز إلى 80 حالة في 2020، ومن ثم 85 حالة في 2021، وصولاً إلى 2022، التي سجلت رقماً قياسياً بنحو 105 حالات”.  

حالات الانتحار في ذي قار، تزايدت خلال سبعة أعوام فائتة، 57 بالمئة، وفقاً للناشي. 

مكتب الصحة النفسية التابع لصحة ذي قار، يؤكد لـ”جُمار” بأنه “يُسجل 180 طلباً لرعاية نفسية شهرياً، بمعدل ست حالات يومياً”.  

تؤكد منظمة الصحة العالمية، أن واحداً من كل أربعة عراقيين يعاني من هشاشة نفسية في بلد يوجد فيه ثلاثة أطباء نفسيين لكل مليون شخص، في مقابل طبيب لكل 209 أشخاص في فرنسا مثلاً. 

تملك الناصرية أربعة أطباء نفسيين فقط.  

يبلغ عديد سُكان ذي قار نحو مليونين و300 ألف نسمة. وكل طبيب من أولئك الأربعة يتعامل مع خمسة أضعاف المعدل العالمي الذي يفترض طبيباً مقابل 100 ألف نسمة.  

حسين، رغم تردي وضعه النفسي، ومحاولاته المُستمرة لإنهاء حياته، إلا أنه لم يحصل على رعاية نفسية، ولم يقابل طبيباً لمساعدته. 

يعزف غالبية العراقيين عن مراجعة الأطباء النفسيين، بسبب “الوصمة الاجتماعية”. 

قال الصائغ إنه وعلى مدى السنوات الماضية، حاول التنسيق بين جامعة ذي قار ومنظمة التواصل والإخاء، لـ”وضع دراسة علمية عن الانتحار في المحافظة، فضلاً عن فتح ردهات إسعاف نفسي لمحاولي الانتحار، والتواصل مع عائلات منتحرين للوقوف على الأسباب”. 

إلا أن الفكرة رفضت اجتماعياً، فتوقف المشروع، بحسب الصائغ.   

ترفض غالبية طبقات المجتمع العراقي اللجوء إلى الطب النفسي، للتعامل مع الأزمات والتوترات اليومية أو للخروج من الصدمات العميقة او لمعالجة اضطراب ما بعد الصدمة الشائع في العراق. بدلاً من ذلك، تلجأ المجتمعات الريفية والفقيرة الى “الكشافين” و”المعالجين الروحانيين” و”السادة” وأصحاب البخت والشارة” و”المشعوذين”…  

“غياب ثقافة الطبيب النفسي أنعش سوق الخرافات والعلاج الروحاني الخزعبلات الشعبية، وهناك مشعوذون يستعينون بآيات قرآنية لتضليل المرضى وذويهم، بأن العلة هي (ريح الجن) و(تابعة) ومتلبسهم فلان وعلان”، وفق الصائغ.   

منظمة الصحة العالمية، تؤكد أن إنفاق العراق على الصحة النفسية لا يتجاوز نسبة اثنين في المئة من ميزانيته للصحة العامة.   

تُشير الدراسات الاقتصادية التنموية، إلى أن مقابل كل دولار يُستثمر في تعزيز علاج الاضطرابات الشائعة مثل الاكتئاب والقلق، يتحقق عائد قدره خمسة دولارات في مجال تحسين الصحة والإنتاجية. 

“الناس تصرف ملايين على المعالجين الروحانيين وجماعة الطب البديل، هناك عائلة انفقت 80 مليون دينار لعلاج أحد أبنائها لدى مشعوذ، والمحصلة حالة المريض تتدهور يوماً بعد آخر”، الصائغ مُعلقاً.  

يحاول حسين، بدلاً من الغرق في مشكلاته مع أهله، وفشل محاولات انتحاره، التركيز على إنهاء دراسته في كلية القانون، فيما وجد في أصدقاء وزملاء له بعض ما يفتقده في اسرته، “هسه أنا ادور على اللي يحاولون ينتحرون حتى اوكف الى جانبهم”.  

ومنكم/ن نستفيد ونتعلم

هل لديكم/ن ملاحظة أو تعليق على محتوى جُمّار؟ هل وجدتم/ن أي معلومة خاطئة أو غير دقيقة تحتاج تصويباً؟ هل تجدون/ن اللغة المستعملة في المقالة مهينة أو مسيئة أو مميزة ضد مجموعة ما على أساس ديني/ طائفي/ جندري/ طبقي/ جغرافي أو غيره؟ الرجاء التواصل معنا عبر - editor@jummar.media

اقرأ ايضاً

نجا حسين من الانتحار ثلاث مرّات، أنقذته رغبة الحياة لديه، على رغبته بالموت، لكنه قد يعود إلى محاولات إنهاء حياته مُجدداً إن تفاقمت عليه الصدمات اليومية.   

تذيّل العراق مؤشر “الصحة النفسية” لمنظمة Sapien Labs البحثية غير الربحية لعام 2022، كواحدٍ من أكثر البلدان التي تشهد تراجعاً مُضطرداً في صحة مواطنيها النفسية والعقلية.  

رغم أن حسين، وهو من ذي قار، المحافظة الأكثر تسجيلاً لمحاولات الانتحار على مدى السنوات الثلاث الماضية، بالكاد بلغ العشرين من عُمره، غير أن طاقة من اليأس نتيجة الإهمال والتفكك العائلي وتردي الوضع العام، تتملكه.  

عماد عبد الرزاق، مستشار الصحة النفسية في وزارة الصحة، علّق في تصريح صحفي على تزايد أعداد المنتحرين في العراق، بأن “البيئة الاجتماعية والطبيعية تسمح ببروز اضطرابات على مستوى الشخصية، إذ تؤدي الأزمات المتلاحقة والحروب إلى ظهور أجيال تعاني من مشاكل نفسية، لها انعكاسات سلوكية، تظهر في كثير من الأحيان بصورة انفعالية”. 

يقول حسين لـ”جُمار”، انه يعاني من اهمال عائلته له، “عَمَدتُ إلى إنهاء حياتي، لمعاقبة أهلي عبر الانتحار، حتى تقع اللائمة عليهم من قبل المجتمع، حين أموت”.  

محافظات وسط وجنوب العراق، ومنها ذي قار، تشهد تصاعداً متسارعاً بمعدلات البطالة وتعاطي المُخدّرات والانتحار أو الموت المجاني، فيما يُخيّم فشل الاحتجاجات العامة، والاضطرابات الأمنية وتداعي النظام البيئي والقتالات العشائرية المُستمرة، على سكانها الذين يعيش نصفهم تحت خط الفقر. 

شرطة ذي قار قالت لـ”جُمار” إنها سجّلت 105 حالات انتحار خلال العام الفائت 2022.  

“متعاطي الكريستال ميث، يدخل في نوبات من الأوهام والهلاوس، تؤدي به إلى الانفصال عن الواقع، وبزوال المؤثر العقلي، يُصاب المتعاطي بمزاج سيئ ونوبات غضب، وغالباً يتجه المدمنون إلى الانتحار”، قال علي العتّابي، المتخصص بعلم الجريمة، مُلقياً لائمة شيوع الانتحار على انتشار المخدّرات. 

في المحاولات التي فشل فيها حسين بالانتحار، تناول سُماً لقتل الفئران مرّتين، وفي الثالثة رمى بنفسه أمام سيارة عسى أن تدهسه.   

تفيد بعض من الأبحاث الاجتماعية بأن مُخدِّر الكريستال ميث، بات واحداً من أسباب تزايد الانتحار عراقياً.  

تؤشر مصفوفة حالات الانتحار لدى شرطة ذي قار، بأن 52 حالة ارتكبت شنقاً، و21 حالة حرقاً، فيما تفرقت الحالات المتبقية بيّن إطلاق النار وغرق وتناول سموم.  

منظمة Sapien Labs في أبحاثها عن الصحة النفسية، توصّلت الى أن “الشُبان الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً، هم الأكثر عرضة للإصابة بمشاكل نفسية بخمس مرات أكثر من الجيل الأكبر سناً”.  

وكما يقول حسين، إن عدم تقبله من قبل أسرته وفقدانه الرعاية العائلية يقوده دوماً الى التفكير في الانتحار، تؤكد منظمة Sapien Labs على أن “عدم الاستقرار الأسري، والمشاكل ونقص الحب والدفء العاطفي أثناء مرحلة الطفولة لدى البالغين الأصغر سناً، هي دوافع مؤكدة إلى تدهور الصحة العقلية”.  

من يُنقذ حسين دائماً من الموت، أصدقاؤه وجيرانه وأناس عابرون، لا عائلته.  

“الانتحار، حالة انكسار وإحباط من مُشكلات الحياة، واتساع الفجوة بين المُنتحر وذويه، فعدم اهتمام الأهل بأبنائهم، وعدم الاستماع لمشكلاتهم يفاقم من أزمات الأولاد النفسية ويؤثر على صحتهم العقلية”، قال إبراهيم الصائغ، وهو طبيب نفسي في ذي قار. 

في عام 2016، شكلت حكومة ذي قار المحلية خلية أزمة لمواجهة الانتحار، وبدلاً من أن يتناقص عديد المنتحرين، تزايدت أعدادهم عاماً تلو آخر.  

علي الناشي، رئيس منظمة التواصل والإخاء الإنسانية في الناصرية، سرد لـ”جُمار” تنامي أعداد المنتحرين عاماً بعد آخر، “في العام 2016، سُجلت 48 حالة، ارتفعت في العام الذي تلاه (2017) إلى 53 حالة، لتنخفض في 2018 الى 51 حالة، وعام 2019 زاد عدد الحالات إلى 55، لتقفز إلى 80 حالة في 2020، ومن ثم 85 حالة في 2021، وصولاً إلى 2022، التي سجلت رقماً قياسياً بنحو 105 حالات”.  

حالات الانتحار في ذي قار، تزايدت خلال سبعة أعوام فائتة، 57 بالمئة، وفقاً للناشي. 

مكتب الصحة النفسية التابع لصحة ذي قار، يؤكد لـ”جُمار” بأنه “يُسجل 180 طلباً لرعاية نفسية شهرياً، بمعدل ست حالات يومياً”.  

تؤكد منظمة الصحة العالمية، أن واحداً من كل أربعة عراقيين يعاني من هشاشة نفسية في بلد يوجد فيه ثلاثة أطباء نفسيين لكل مليون شخص، في مقابل طبيب لكل 209 أشخاص في فرنسا مثلاً. 

تملك الناصرية أربعة أطباء نفسيين فقط.  

يبلغ عديد سُكان ذي قار نحو مليونين و300 ألف نسمة. وكل طبيب من أولئك الأربعة يتعامل مع خمسة أضعاف المعدل العالمي الذي يفترض طبيباً مقابل 100 ألف نسمة.  

حسين، رغم تردي وضعه النفسي، ومحاولاته المُستمرة لإنهاء حياته، إلا أنه لم يحصل على رعاية نفسية، ولم يقابل طبيباً لمساعدته. 

يعزف غالبية العراقيين عن مراجعة الأطباء النفسيين، بسبب “الوصمة الاجتماعية”. 

قال الصائغ إنه وعلى مدى السنوات الماضية، حاول التنسيق بين جامعة ذي قار ومنظمة التواصل والإخاء، لـ”وضع دراسة علمية عن الانتحار في المحافظة، فضلاً عن فتح ردهات إسعاف نفسي لمحاولي الانتحار، والتواصل مع عائلات منتحرين للوقوف على الأسباب”. 

إلا أن الفكرة رفضت اجتماعياً، فتوقف المشروع، بحسب الصائغ.   

ترفض غالبية طبقات المجتمع العراقي اللجوء إلى الطب النفسي، للتعامل مع الأزمات والتوترات اليومية أو للخروج من الصدمات العميقة او لمعالجة اضطراب ما بعد الصدمة الشائع في العراق. بدلاً من ذلك، تلجأ المجتمعات الريفية والفقيرة الى “الكشافين” و”المعالجين الروحانيين” و”السادة” وأصحاب البخت والشارة” و”المشعوذين”…  

“غياب ثقافة الطبيب النفسي أنعش سوق الخرافات والعلاج الروحاني الخزعبلات الشعبية، وهناك مشعوذون يستعينون بآيات قرآنية لتضليل المرضى وذويهم، بأن العلة هي (ريح الجن) و(تابعة) ومتلبسهم فلان وعلان”، وفق الصائغ.   

منظمة الصحة العالمية، تؤكد أن إنفاق العراق على الصحة النفسية لا يتجاوز نسبة اثنين في المئة من ميزانيته للصحة العامة.   

تُشير الدراسات الاقتصادية التنموية، إلى أن مقابل كل دولار يُستثمر في تعزيز علاج الاضطرابات الشائعة مثل الاكتئاب والقلق، يتحقق عائد قدره خمسة دولارات في مجال تحسين الصحة والإنتاجية. 

“الناس تصرف ملايين على المعالجين الروحانيين وجماعة الطب البديل، هناك عائلة انفقت 80 مليون دينار لعلاج أحد أبنائها لدى مشعوذ، والمحصلة حالة المريض تتدهور يوماً بعد آخر”، الصائغ مُعلقاً.  

يحاول حسين، بدلاً من الغرق في مشكلاته مع أهله، وفشل محاولات انتحاره، التركيز على إنهاء دراسته في كلية القانون، فيما وجد في أصدقاء وزملاء له بعض ما يفتقده في اسرته، “هسه أنا ادور على اللي يحاولون ينتحرون حتى اوكف الى جانبهم”.