"بفضل أنثاه يسحق الخصم".. معارك "الحجل" في كردستان 

رشيد صوفي

22 آب 2024

طائر من فصيلة الدجاجيات، لكنه مقاتل شرس في الحلبات، ولاسيما إذا كانت وراءه أنثى تمده بالقوة والإقدام.. رحلة مع الحجل أو القبج في الأقفاص والحلبات والبراري والتاريخ..

عينا صلاح لا تفارقان الحلبة في أحد مقاهي زاخو، فثمة صراع سيعود عليه بمردود مالي وسمعة حسنة إذا كان صوت الأنثى الواقفة قرب الحلبة كافياً لصناعة النصر لصالحه. 

بدأ الصراع، وأصوات التشجيع الصادرة عن المتفرجين تتعالى كلما حمي الوطيس، فيما تهيئ الأنثى قلبها ليهيم بالطرف الأقوى. 

هذا مشهد من مشاهد حلبات صراع طيور الحجل، والتي تسمى “القبج” باللهجة العراقية و”كاو” باللغة الكردية. 

ویمارس صلاح هواية تربية وتدريب طيور الحجل على المصارعة منذ أكثر من 40 عاماً، ويقضي معظم أوقاته مع طيوره داخل منزله في مدينة زاخو التابعة لمحافظة دهوك. 

يشارك صلاح (58 عاماً) بطيوره في منافسات مصارعة الحجل المنتشرة في معظم مدن وبلدات إقليم كردستان، والتي من خلالها حقق شهرة جيدة في أوساط مربي الحجل داخل مدينته، كما أنها تدر له بعضاً من المال يعزز راتبه التقاعدي. 

وتقام معظم النزالات في يوم الجمعة من كل أسبوع. 

ويعدّ صلاح طيوره رقماً صعباً في حلبات الصراع داخل زاخو والمناطق المحيطة بها. 

ويسعد الفوز صلاح لأنه يحسّن سمعته بين مربي الحجل ويرفع قيمة طيوره. 

“كلما فاز الحجل أمام منافسه في النزال يرتفع سعره، وبالعكس” يقول صلاح لـ”جمّار”. 

وقد ترتفع قيمة الحجل الفائز من 50 إلى 500 دولار، وقد تهبط من 700 إلى 20 دولاراً عند الهزيمة. 

وفي أحد النزالات، ارتفع سعر طائر منتصر إلى أربعة آلاف دولار. 

ولدى صلاح ثلاثة ذكور لم تُمن بالهزيمة في الحلبات منذ سبع سنوات. 

ويدرب صلاح طيوره مع أصدقائه من مربي الحجل على القتال والمصارعة بين حين وآخر استعداداً للنزالات. 

جمهور من المتفرجين على نزال لطائر الحجل في إقليم كردستان. من الفيسبوك. 

وتصاحب التدريب عناية جيدة تتضمن توفير كل أنواع النباتات والحبوب المفضلة لدى طيور الحجل، مثل الكرفس والجرجير ونبات مر يسمى باللغة الكردية “تحليشك”، فضلاً عن خلطات حبوب القمح الناعم والماش والكتان وحب الشمس والقرع والفيتامينات والعلاج البيطري اللازم في حالات المرض أو الإصابة. 

“هذه الخلطات الغذائية تمنح الطائر قوة إضافية” يقول صلاح. 

ويبدأ التدريب في بداية تشرين الثاني من كل سنة، حيث يوضع الحجل الذكر داخل غرفة من غرف المنزل وتُسلط عليه أضواء مصابيح كهربائية قوية لكي تؤدي حرارتها إلى هيجانه وإثارته جنسياً. 

ثم يوضع داخل قفص مقابل قفص آخر توضع أنثى بداخله لمدة أسبوعين، والغرض من ذلك دفعهما إلى تبادل النظر والتآلف. 

وبعد الأسبوعين يتم إدخال الذكر إلى قفص الأنثى في ظلمة الليل من أجل التزاوج. 

يؤدي التزاوج إلى اعتياد الذكر على معاشرة أنثاه، فيثار كلما يراها ويصبح أكثر هيجاناً، وهذا النوع من الذكور هو الذي يعول عليه في الحلبات. 

“أما الذكر الذي لا يثار عندما يرى أنثاه فلا يستطيع المشاركة في النزالات، وغالباً ما تكون الهزيمة مصيره” يبين صلاح. 

ومن سمات الذكر القادر على الفوز في النزالات أن يكون كبير الحجم وذا منقار مقوّس. 

وعندما يتهيأ الحجل للقتال يقوم ببعض الحركات، كأن يشحذ منقاره بالأرض وينفض جناحيه ويرفع صدره ويمشي جيئة وذهاباً ويدور حول أنثاه. 

وعندما يبدأ القتال، تأخذ الأنثى على عاتقها تشجيع ذكرها عبر إطلاق التغريدات. 

وتوضع أنثى الحجل في محيط الحلبة لتمده بالقوة والتحفيز عندما ينهكه القتال. 

وإذا أخفق تشجيعها وتغريداتها في إنقاذ ذكرها من الهزيمة، فإن قلبها سيميل في النهاية إلى الذكر الآخر المنتصر. 

المشاهدة بألف 

في أيام الجمع، يتدفق على مقهى فتاح في مدينة زاخو مئات من المتفرجين لمشاهدة مصارعة طيور الحجل. 

ومع استمرار القتال، ينقسم الجمهور أيضاً إلى فريقين يشجع كل منهما طائره المفضل. 

ويدفع كل شخص مبلغ 1000 دينار (نحو 67 سنتاً) مقابل مشاهدة المصارعات التي تستمر أكثر من أربع ساعات. 

وتبدأ المباريات من الساعة الثامنة صباحاً وتستمر حتى الثانية عشرة ظهراً، وتشارك فيها طيور عديدة. 

“المكان يزدحم في أيام الجمع بسبب مصارعات الحجل” يقول فتاح محمد رشيد صاحب المقهى لـ”جمّار”. 

ولا تمنع السلطات في كردستان هذا النوع من المصارعات. 

وينشر فتاح على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوهات للمصارعات ليجذب مزيداً من الزبائن. 

بعض الزبائن، ومنهم محمد حاجي، يواظبون على الحضور إلى المقهى لمشاهدة المصارعات منذ سنين. 

“منذ 15 سنة أحضر إلى المقهى أيام الجمع لمشاهدة النزالات. الحماس هنا رائع” يقول حاجي لـ”جمّار”. 

وينشغل الرجال عندما يحضرون إلى المقهى لمشاهدة النزالات بأحاديث تخص الحجل وصراعاته تبعدهم عن هموم الحياة اليومية. 

ويعمل فتاح منذ أكثر من 20 سنة على تنظيم نزالات الحجول في مقهاه. 

ويقصد المقهى أصحاب طيور من خارج زاخو، وبعضهم من خارج إقليم كردستان، والبعض الآخر من تركيا وإيران للمشاركة في النزالات. 

ولا توجد شروط وأحكام للمبارزات، إذ أن بالإمكان خوض طائرين قتالاً على الرغم من فرق الحجم والعمر والقوة، فقد أثبتت التجارب أن طائراً صغيراً بالعمر والحجم قد يمتلك مهارات تؤهله لهزيمة طائر أكبر منه حجماً وعمراً. 

ولا يوجد وقت محدد للنزال، فهو يستمر حتى هزيمة أحد الطائرين. 

“بعض النزالات تستمر أكثر من ساعة، وبعضها لا يدوم سوى دقائق قليلة” يقول فتاح. 

حوار في مقهى في كردستان عن طيور الحجل. من الفيسبوك. 

قهرمان المقاتل 

تحلى محمود داود (50 عاماً) بصبر كبير وشعر بحماسة بالغة وهو ينتظر دوره لإخراج طائره الحجل من القفص وإنزاله إلى حلبة المصارعة لمواجهة طير يقاتله. 

لدى محمود ثمانية أزواج من طائر الحجل يشارك بها في المصارعة في أغلب أيام الجمع، وعندما يفوز طائره المتصارع يكاد يطير فرحاً. 

وهو مولع بهذه النزالات إلى درجة أنه سافر إلى أربيل والسليمانية وكركوك والموصل ومدن أخرى ليشارك فيها بطيوره. 

“لدي طيور أحتفظ بها منذ عشر سنوات” يقول لـ”جمّار”. 

وعلى الرغم من أن المال ليس على رأس أولوياته عند ممارسة مشاهدة الحيوانات وهي تتصارع، إلا أنه يكسب أموالاً في بعض الأحيان لما يفوز طائره. 

ففي إحدى المرات اشترى طائراً بـ700 دولار ودرّبه على القتال أكثر من شهرين، وبعد ذلك باعه بـ900 دولار عقب فوزه في نزال أمام حجل آخر. 

“الحجل الجيد هو الطائر الضخم والقوي والنشيط والشجاع الذي لا يهزم في المصارعة” يضيف. 

ولشدة تعلقه بطيوره، أطلق عليها أسماء مثل “قهرمان” وتعني البطل باللغة الكردية، و”كالو” وتعني العجوز. 

ويصف محمود النقاشات في مقهى فتاح بأنها ساخنة وتتمحور حول مصارعة الحجل والفوز والخسارة وتربية الطائر وتدريبه وتغذيته وموسم صيده. 

ويتفادى مرتادو المقهى الخوض في الأحاديث السياسية وصداعاتها. 

وتبلغ النزالات ذروتها من تشرين الثاني حتى أواسط أيار حيث تتوقف المنافسات تمهيداً لوضع الإناث بيوضها. 

وينشغل المربون بمتابعة الإناث والتفقيس والتكاثر، وهذا ما يدفعهم إلى تعليق النزالات، علاوة على أن الأنثى لا غنى عنها في خوض القتال، فهي المشجعة والمحفزة الأساسية. 

لكن المقهى يبقى مكتظاً بزبائنه في فترة تعليق النزالات، إذ يحرصون على التجمع فيه ومواصلة تبادل الأحاديث بشأن الحجل. 

تهديدات المناخ و”المدمنين” 

الحجل طائر من فصيلة الدجاجيات، ینتشر في المناطق العشبية بإقليم كردستان، كما أنه يعيش في مناطق عدة بآسيا وأمريكا وأوروبا، بحسب كوروش أرارات، الخبير البيولوجي والناشط البيئي. 

وبإمكان الحجل العيش في المناطق التي ترتفع من 900 إلى 3600 متر فوق مستوى سطح البحر، وهو متوسط الحجم يتراوح طوله بين 24 و34 سم. 

تبيض أنثى الحجل نحو 20 بيضة في أيار وتفقس البيوض في أوائل حزيران. 

يبني هذا الطائر عشه على الأرض بين الأحراش والشجيرات، وهو يعيش فوق الأرض في المناطق الصخرية الجبلية. 

لونه رمادي وأسود من الأعلى، وجوانبه بيضاء وكستنائية مخططة، ووجهه أبيض محاط بطوق أسود، ويعرف بصوته المميز الشبيه بصوت نقنقة الدجاج وزقزقة العصافير. 

ويتغذى الطائر على الحشرات الضارة في المحاصيل الزراعية. 

وعلى الرغم من أن الحجل يتواجد بكثرة في كردستان، إلا أن استمرار عمليات الصيد الجائر والاتجار به يهدد وجوده. 

“يصل سعر هذا الطائر إلى ما دون عشرة دولارات في موسم التكاثر بسبب الاتجار به على نطاق واسع” يقول سليمان تمر رئيس منظمة حماية حقوق الحيوان في كردستان. 

طائر الحجل وهو يحرس انثاه، من الفيسبوك. 

“التغيرات المناخية والصيد المكثف يشكلان خطراً وجودياً على الحجل” يضيف لـ”جمّار”. 

ويرى تمر أن النزالات تشجع على اصطياد الحجل، لكن التهديد الأكبر لوجوده يأتي من التغيرات المناخية والجفاف والحروب. 

ولا تملك السلطات في كردستان إحصائيات ولو تقريبية تظهر ما إذا كان هنالك تناقص في أعداد الحجل. 

ويقول صلاح إنه يشتري العديد من طيور الحجل بأسعار زهيدة تتراوح بين 15 و25 ألف دينار (الدولار يساوي 1490 ديناراً) من صيادين في منطقة جبل سنجار. 

ويتضمن قانون حماية وتحسين البيئة في إقليم كردستان رقم 8 لسنة 2008 فرض عقوبات على المتجاوزين والمخالفين تشمل الحبس وغرامات مالية تتراوح بين 150 ألفاً و200 مليون دينار. 

وتطول مواد هذا القانون الصيادين فقط وليس المربين، كما يقول هيمن كمرخان المتحدث باسم شرطة البيئة في محافظة السليمانية. 

غير أن القانون يحظر كذلك صيد أو قتل أو أو حيازة أو نقل الطيور والحيوانات المهددة بالانقراض أو التجول بها أو عرضها للبيع أو إتلاف بيضها أو أوكارها. 

ويضيف كمرخان لـ”جمّار” أن الصيادين الملقى القبض عليهم -وبينهم صيادو طيور الحجل- يحالون إلى القضاء ليخضعوا لإجراءات قانونية تشمل الحبس وفرض غرامات وحجز مسلتزمات الصيد التي بحوزتهم كالأسلحة والشباك وغيرها. 

وتفيد قوات حماية البيئة في محافظة دهوك بالقبض على 243 متجاوزاً على البيئة العام الماضي، بينهم 29 صياد طيور برية. 

وإلى جانب شرطة البيئة، تعمل الأجهزة المعنية على نشر الوعي البيئي بين السكان للحفاظ على التنوع الأحيائي والحد من صيد الحيوانات البرية والاتجار بها. 

وتطالب منظمات بيئية بمنع النزالات بين الطيور وإيقاف الاتجار بها، وتعمل كلما استطاعت على إطلاق سراح الطيور البرية من الأقفاص إلى الطبيعة، وهو ما تفعله أيضاً قوات حماية البيئة. 

لكن كل ذلك غير كاف على ما يبدو لحماية الحجل وغيره من الطيور والحيوانات البرية، إذ يشير تمر إلى وجود آلاف في كردستان ممن يمتهنون صيدها. 

ويلفت أيضاً إلى صعوبة حمل الصيادين في الإقليم على التخلي عن الصيد، ولاسيما أن البعض منهم مدمن على هذه الهواية ولا يستطيع تركها مهما كان الثمن والإجراءات المشددة. 

“أعرف صياداً ترك زوجته في المستشفى وهي على وشك الولادة وذهب يتجول أياماً في الغابات لصيد الحجل” يقول تمر. 

ولعل سردار ياسين (42 عاماً) يمثل أنموذجاً لصيادي الحجل الذين يجدون في هوايتهم لذة يصعب التخلي عنها. 

يقول سردار لـ”جمّار” إن أسعد اللحظات في حياته هي التي يقضيها في الصيد. 

يبحث عن هذا الطائر أياماً وليالي وسط الطبيعة على الرغم من الصعوبات وقسوة الأجواء، ويستخدم الفخاخ المصنوعة من الخيوط للإيقاع بالطيور. 

ومع أن عديداً من صيادي الحجل غايتهم بيع صيدهم فقط، لكن آخرين -ومنهم سردار- يربون ما يصيدون ويشاركون بطيورهم في النزالات. 

وجه طائر الحجر. من الفيسبوك. 

كتاب وRBG 

يشغل طائر الحجل مكانة بين أهالي كردستان إلى درجة أن الكاتب فاضل شاورو قام بتأليف كتاب عنه عنوانه “الحجل في الحياة الكردية”. 

ويقول شاورو لـ”جمّار” إنه لحد الآن لم يتم إجراء دراسات اجتماعیة ونفسية لمعرفة أسلوب حياة مربي طيور الحجل. 

“بعد إجراء عشرات المقابلات مع مربي وصيادي الحجل تأكد لي أن حياة هؤلاء مليئة بالعشق لهذا الطائر” يضيف. 

ويجتمع على حب هذا الطائر مختلف الفئات والمستويات الاجتماعية والثقافية في مدن وقرى كردستان. 

ويوضح شاورو أن عشق هذا الطائر صار إدماناً لكثير من مربيه الذين لا يهتمون بالحياة العامة وأعمالهم الخاصة بالشكل المطلوب لانشغالهم بمتابعة طيورهم، لكنهم يتمتعون بصحة جيدة ونادراً ما يكون أحدهم بديناً بسبب حركتهم المستمرة وسط الطبيعة. 

ولطائر الحجل مكانة بارزة في السرديات الأدبية والتراثية والغنائية الكردية، ويعده البعض دلالة رمزية على جمال وطبيعة كردستان. 

ويعبر شاورو عن أسفه لعدم احترام هذا الرمز بالشكل الصحيح، حيث استخدمت أسوأ الوسائل للإيقاع به، حتى وصل الأمر إلى أن صياداً استخدم قاذفة RBG لقتله. 

“هناك تناقض بین الأقوال والأفعال بشأن رمزية هذا الطائر المسكين الذي تجري مطاردته طيلة أيام السنة للإيقاع به وأكل لحمه أو استخدامه في المصارعة” يقول شاورو. 

ويشير إلى أن علاقة الإنسان الكردستاني بالصيد وتربية الحيوانات والطيور قديمة جداً، وقد كان ذلك في السابق يمارس بشكل بدائي لا یؤثر على الطبيعة، لكن الأساليب تغيرت الآن وأصبحت جائرة. 

خائن قومه 

لا ينازع طائر الحجل في كردستان أي طائر آخر في لقب الطائر القومي الوارد ذكره كثيراً في التراث الغنائي والشعري الكردي. 

وتحمل فتيات كرديات كثيرات اسم “كاوا” وهي أنثى الحجل، تشبهاً بجمالها ورشاقتها ومشيتها المتبخترة. 

ويقول سمير زاخوي، فنان وملحن كردي، لـ”جمّار” إن طائر الحجل احتل موقعاً مميزاً في الغناء والشعر الكردي القديم والمعاصر، باعتباره رمزاً للجمال وطبيعة كردستان. 

“أنا شخصياً أعددت خلال مسيرتي الفنية ثلاثة أعمال تتغنى بهذا الطائر الجميل ذي الصوت العذب” يضيف. 

ويتذكر زاخوي أيام شبابه حينما كان يحضر نزالات طيور الحجل في المقاهي في ستينيات القرن الماضي، مبينا أنها جزء من التراث المجتمعي منذ القدم. 

لكنه يتحدث عن صفة ذميمة في هذا الطائر. 

“الحجل معروف في المجتمع الكردي بصفة الخيانة” يقول زاخوي. 

وهناك مقولة كردية مشهورة مضمونها “الكل أعداء الحجل والحجل عدو نفسه” لأنه يساعد على الإيقاع بأقرانه لصالح أعدائه من الصيادين. 

إلا أن هذه الصفة تبدو غير ذات أهمية لدى صلاح الذي يعبر عن استعداده لفقدان كل شيء مقابل عدم انقطاع صوت تغريدات الحجل عن منزله. 

ومنكم/ن نستفيد ونتعلم

هل لديكم/ن ملاحظة أو تعليق على محتوى جُمّار؟ هل وجدتم/ن أي معلومة خاطئة أو غير دقيقة تحتاج تصويباً؟ هل تجدون/ن اللغة المستعملة في المقالة مهينة أو مسيئة أو مميزة ضد مجموعة ما على أساس ديني/ طائفي/ جندري/ طبقي/ جغرافي أو غيره؟ الرجاء التواصل معنا عبر - editor@jummar.media

اقرأ ايضاً

عينا صلاح لا تفارقان الحلبة في أحد مقاهي زاخو، فثمة صراع سيعود عليه بمردود مالي وسمعة حسنة إذا كان صوت الأنثى الواقفة قرب الحلبة كافياً لصناعة النصر لصالحه. 

بدأ الصراع، وأصوات التشجيع الصادرة عن المتفرجين تتعالى كلما حمي الوطيس، فيما تهيئ الأنثى قلبها ليهيم بالطرف الأقوى. 

هذا مشهد من مشاهد حلبات صراع طيور الحجل، والتي تسمى “القبج” باللهجة العراقية و”كاو” باللغة الكردية. 

ویمارس صلاح هواية تربية وتدريب طيور الحجل على المصارعة منذ أكثر من 40 عاماً، ويقضي معظم أوقاته مع طيوره داخل منزله في مدينة زاخو التابعة لمحافظة دهوك. 

يشارك صلاح (58 عاماً) بطيوره في منافسات مصارعة الحجل المنتشرة في معظم مدن وبلدات إقليم كردستان، والتي من خلالها حقق شهرة جيدة في أوساط مربي الحجل داخل مدينته، كما أنها تدر له بعضاً من المال يعزز راتبه التقاعدي. 

وتقام معظم النزالات في يوم الجمعة من كل أسبوع. 

ويعدّ صلاح طيوره رقماً صعباً في حلبات الصراع داخل زاخو والمناطق المحيطة بها. 

ويسعد الفوز صلاح لأنه يحسّن سمعته بين مربي الحجل ويرفع قيمة طيوره. 

“كلما فاز الحجل أمام منافسه في النزال يرتفع سعره، وبالعكس” يقول صلاح لـ”جمّار”. 

وقد ترتفع قيمة الحجل الفائز من 50 إلى 500 دولار، وقد تهبط من 700 إلى 20 دولاراً عند الهزيمة. 

وفي أحد النزالات، ارتفع سعر طائر منتصر إلى أربعة آلاف دولار. 

ولدى صلاح ثلاثة ذكور لم تُمن بالهزيمة في الحلبات منذ سبع سنوات. 

ويدرب صلاح طيوره مع أصدقائه من مربي الحجل على القتال والمصارعة بين حين وآخر استعداداً للنزالات. 

جمهور من المتفرجين على نزال لطائر الحجل في إقليم كردستان. من الفيسبوك. 

وتصاحب التدريب عناية جيدة تتضمن توفير كل أنواع النباتات والحبوب المفضلة لدى طيور الحجل، مثل الكرفس والجرجير ونبات مر يسمى باللغة الكردية “تحليشك”، فضلاً عن خلطات حبوب القمح الناعم والماش والكتان وحب الشمس والقرع والفيتامينات والعلاج البيطري اللازم في حالات المرض أو الإصابة. 

“هذه الخلطات الغذائية تمنح الطائر قوة إضافية” يقول صلاح. 

ويبدأ التدريب في بداية تشرين الثاني من كل سنة، حيث يوضع الحجل الذكر داخل غرفة من غرف المنزل وتُسلط عليه أضواء مصابيح كهربائية قوية لكي تؤدي حرارتها إلى هيجانه وإثارته جنسياً. 

ثم يوضع داخل قفص مقابل قفص آخر توضع أنثى بداخله لمدة أسبوعين، والغرض من ذلك دفعهما إلى تبادل النظر والتآلف. 

وبعد الأسبوعين يتم إدخال الذكر إلى قفص الأنثى في ظلمة الليل من أجل التزاوج. 

يؤدي التزاوج إلى اعتياد الذكر على معاشرة أنثاه، فيثار كلما يراها ويصبح أكثر هيجاناً، وهذا النوع من الذكور هو الذي يعول عليه في الحلبات. 

“أما الذكر الذي لا يثار عندما يرى أنثاه فلا يستطيع المشاركة في النزالات، وغالباً ما تكون الهزيمة مصيره” يبين صلاح. 

ومن سمات الذكر القادر على الفوز في النزالات أن يكون كبير الحجم وذا منقار مقوّس. 

وعندما يتهيأ الحجل للقتال يقوم ببعض الحركات، كأن يشحذ منقاره بالأرض وينفض جناحيه ويرفع صدره ويمشي جيئة وذهاباً ويدور حول أنثاه. 

وعندما يبدأ القتال، تأخذ الأنثى على عاتقها تشجيع ذكرها عبر إطلاق التغريدات. 

وتوضع أنثى الحجل في محيط الحلبة لتمده بالقوة والتحفيز عندما ينهكه القتال. 

وإذا أخفق تشجيعها وتغريداتها في إنقاذ ذكرها من الهزيمة، فإن قلبها سيميل في النهاية إلى الذكر الآخر المنتصر. 

المشاهدة بألف 

في أيام الجمع، يتدفق على مقهى فتاح في مدينة زاخو مئات من المتفرجين لمشاهدة مصارعة طيور الحجل. 

ومع استمرار القتال، ينقسم الجمهور أيضاً إلى فريقين يشجع كل منهما طائره المفضل. 

ويدفع كل شخص مبلغ 1000 دينار (نحو 67 سنتاً) مقابل مشاهدة المصارعات التي تستمر أكثر من أربع ساعات. 

وتبدأ المباريات من الساعة الثامنة صباحاً وتستمر حتى الثانية عشرة ظهراً، وتشارك فيها طيور عديدة. 

“المكان يزدحم في أيام الجمع بسبب مصارعات الحجل” يقول فتاح محمد رشيد صاحب المقهى لـ”جمّار”. 

ولا تمنع السلطات في كردستان هذا النوع من المصارعات. 

وينشر فتاح على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوهات للمصارعات ليجذب مزيداً من الزبائن. 

بعض الزبائن، ومنهم محمد حاجي، يواظبون على الحضور إلى المقهى لمشاهدة المصارعات منذ سنين. 

“منذ 15 سنة أحضر إلى المقهى أيام الجمع لمشاهدة النزالات. الحماس هنا رائع” يقول حاجي لـ”جمّار”. 

وينشغل الرجال عندما يحضرون إلى المقهى لمشاهدة النزالات بأحاديث تخص الحجل وصراعاته تبعدهم عن هموم الحياة اليومية. 

ويعمل فتاح منذ أكثر من 20 سنة على تنظيم نزالات الحجول في مقهاه. 

ويقصد المقهى أصحاب طيور من خارج زاخو، وبعضهم من خارج إقليم كردستان، والبعض الآخر من تركيا وإيران للمشاركة في النزالات. 

ولا توجد شروط وأحكام للمبارزات، إذ أن بالإمكان خوض طائرين قتالاً على الرغم من فرق الحجم والعمر والقوة، فقد أثبتت التجارب أن طائراً صغيراً بالعمر والحجم قد يمتلك مهارات تؤهله لهزيمة طائر أكبر منه حجماً وعمراً. 

ولا يوجد وقت محدد للنزال، فهو يستمر حتى هزيمة أحد الطائرين. 

“بعض النزالات تستمر أكثر من ساعة، وبعضها لا يدوم سوى دقائق قليلة” يقول فتاح. 

حوار في مقهى في كردستان عن طيور الحجل. من الفيسبوك. 

قهرمان المقاتل 

تحلى محمود داود (50 عاماً) بصبر كبير وشعر بحماسة بالغة وهو ينتظر دوره لإخراج طائره الحجل من القفص وإنزاله إلى حلبة المصارعة لمواجهة طير يقاتله. 

لدى محمود ثمانية أزواج من طائر الحجل يشارك بها في المصارعة في أغلب أيام الجمع، وعندما يفوز طائره المتصارع يكاد يطير فرحاً. 

وهو مولع بهذه النزالات إلى درجة أنه سافر إلى أربيل والسليمانية وكركوك والموصل ومدن أخرى ليشارك فيها بطيوره. 

“لدي طيور أحتفظ بها منذ عشر سنوات” يقول لـ”جمّار”. 

وعلى الرغم من أن المال ليس على رأس أولوياته عند ممارسة مشاهدة الحيوانات وهي تتصارع، إلا أنه يكسب أموالاً في بعض الأحيان لما يفوز طائره. 

ففي إحدى المرات اشترى طائراً بـ700 دولار ودرّبه على القتال أكثر من شهرين، وبعد ذلك باعه بـ900 دولار عقب فوزه في نزال أمام حجل آخر. 

“الحجل الجيد هو الطائر الضخم والقوي والنشيط والشجاع الذي لا يهزم في المصارعة” يضيف. 

ولشدة تعلقه بطيوره، أطلق عليها أسماء مثل “قهرمان” وتعني البطل باللغة الكردية، و”كالو” وتعني العجوز. 

ويصف محمود النقاشات في مقهى فتاح بأنها ساخنة وتتمحور حول مصارعة الحجل والفوز والخسارة وتربية الطائر وتدريبه وتغذيته وموسم صيده. 

ويتفادى مرتادو المقهى الخوض في الأحاديث السياسية وصداعاتها. 

وتبلغ النزالات ذروتها من تشرين الثاني حتى أواسط أيار حيث تتوقف المنافسات تمهيداً لوضع الإناث بيوضها. 

وينشغل المربون بمتابعة الإناث والتفقيس والتكاثر، وهذا ما يدفعهم إلى تعليق النزالات، علاوة على أن الأنثى لا غنى عنها في خوض القتال، فهي المشجعة والمحفزة الأساسية. 

لكن المقهى يبقى مكتظاً بزبائنه في فترة تعليق النزالات، إذ يحرصون على التجمع فيه ومواصلة تبادل الأحاديث بشأن الحجل. 

تهديدات المناخ و”المدمنين” 

الحجل طائر من فصيلة الدجاجيات، ینتشر في المناطق العشبية بإقليم كردستان، كما أنه يعيش في مناطق عدة بآسيا وأمريكا وأوروبا، بحسب كوروش أرارات، الخبير البيولوجي والناشط البيئي. 

وبإمكان الحجل العيش في المناطق التي ترتفع من 900 إلى 3600 متر فوق مستوى سطح البحر، وهو متوسط الحجم يتراوح طوله بين 24 و34 سم. 

تبيض أنثى الحجل نحو 20 بيضة في أيار وتفقس البيوض في أوائل حزيران. 

يبني هذا الطائر عشه على الأرض بين الأحراش والشجيرات، وهو يعيش فوق الأرض في المناطق الصخرية الجبلية. 

لونه رمادي وأسود من الأعلى، وجوانبه بيضاء وكستنائية مخططة، ووجهه أبيض محاط بطوق أسود، ويعرف بصوته المميز الشبيه بصوت نقنقة الدجاج وزقزقة العصافير. 

ويتغذى الطائر على الحشرات الضارة في المحاصيل الزراعية. 

وعلى الرغم من أن الحجل يتواجد بكثرة في كردستان، إلا أن استمرار عمليات الصيد الجائر والاتجار به يهدد وجوده. 

“يصل سعر هذا الطائر إلى ما دون عشرة دولارات في موسم التكاثر بسبب الاتجار به على نطاق واسع” يقول سليمان تمر رئيس منظمة حماية حقوق الحيوان في كردستان. 

طائر الحجل وهو يحرس انثاه، من الفيسبوك. 

“التغيرات المناخية والصيد المكثف يشكلان خطراً وجودياً على الحجل” يضيف لـ”جمّار”. 

ويرى تمر أن النزالات تشجع على اصطياد الحجل، لكن التهديد الأكبر لوجوده يأتي من التغيرات المناخية والجفاف والحروب. 

ولا تملك السلطات في كردستان إحصائيات ولو تقريبية تظهر ما إذا كان هنالك تناقص في أعداد الحجل. 

ويقول صلاح إنه يشتري العديد من طيور الحجل بأسعار زهيدة تتراوح بين 15 و25 ألف دينار (الدولار يساوي 1490 ديناراً) من صيادين في منطقة جبل سنجار. 

ويتضمن قانون حماية وتحسين البيئة في إقليم كردستان رقم 8 لسنة 2008 فرض عقوبات على المتجاوزين والمخالفين تشمل الحبس وغرامات مالية تتراوح بين 150 ألفاً و200 مليون دينار. 

وتطول مواد هذا القانون الصيادين فقط وليس المربين، كما يقول هيمن كمرخان المتحدث باسم شرطة البيئة في محافظة السليمانية. 

غير أن القانون يحظر كذلك صيد أو قتل أو أو حيازة أو نقل الطيور والحيوانات المهددة بالانقراض أو التجول بها أو عرضها للبيع أو إتلاف بيضها أو أوكارها. 

ويضيف كمرخان لـ”جمّار” أن الصيادين الملقى القبض عليهم -وبينهم صيادو طيور الحجل- يحالون إلى القضاء ليخضعوا لإجراءات قانونية تشمل الحبس وفرض غرامات وحجز مسلتزمات الصيد التي بحوزتهم كالأسلحة والشباك وغيرها. 

وتفيد قوات حماية البيئة في محافظة دهوك بالقبض على 243 متجاوزاً على البيئة العام الماضي، بينهم 29 صياد طيور برية. 

وإلى جانب شرطة البيئة، تعمل الأجهزة المعنية على نشر الوعي البيئي بين السكان للحفاظ على التنوع الأحيائي والحد من صيد الحيوانات البرية والاتجار بها. 

وتطالب منظمات بيئية بمنع النزالات بين الطيور وإيقاف الاتجار بها، وتعمل كلما استطاعت على إطلاق سراح الطيور البرية من الأقفاص إلى الطبيعة، وهو ما تفعله أيضاً قوات حماية البيئة. 

لكن كل ذلك غير كاف على ما يبدو لحماية الحجل وغيره من الطيور والحيوانات البرية، إذ يشير تمر إلى وجود آلاف في كردستان ممن يمتهنون صيدها. 

ويلفت أيضاً إلى صعوبة حمل الصيادين في الإقليم على التخلي عن الصيد، ولاسيما أن البعض منهم مدمن على هذه الهواية ولا يستطيع تركها مهما كان الثمن والإجراءات المشددة. 

“أعرف صياداً ترك زوجته في المستشفى وهي على وشك الولادة وذهب يتجول أياماً في الغابات لصيد الحجل” يقول تمر. 

ولعل سردار ياسين (42 عاماً) يمثل أنموذجاً لصيادي الحجل الذين يجدون في هوايتهم لذة يصعب التخلي عنها. 

يقول سردار لـ”جمّار” إن أسعد اللحظات في حياته هي التي يقضيها في الصيد. 

يبحث عن هذا الطائر أياماً وليالي وسط الطبيعة على الرغم من الصعوبات وقسوة الأجواء، ويستخدم الفخاخ المصنوعة من الخيوط للإيقاع بالطيور. 

ومع أن عديداً من صيادي الحجل غايتهم بيع صيدهم فقط، لكن آخرين -ومنهم سردار- يربون ما يصيدون ويشاركون بطيورهم في النزالات. 

وجه طائر الحجر. من الفيسبوك. 

كتاب وRBG 

يشغل طائر الحجل مكانة بين أهالي كردستان إلى درجة أن الكاتب فاضل شاورو قام بتأليف كتاب عنه عنوانه “الحجل في الحياة الكردية”. 

ويقول شاورو لـ”جمّار” إنه لحد الآن لم يتم إجراء دراسات اجتماعیة ونفسية لمعرفة أسلوب حياة مربي طيور الحجل. 

“بعد إجراء عشرات المقابلات مع مربي وصيادي الحجل تأكد لي أن حياة هؤلاء مليئة بالعشق لهذا الطائر” يضيف. 

ويجتمع على حب هذا الطائر مختلف الفئات والمستويات الاجتماعية والثقافية في مدن وقرى كردستان. 

ويوضح شاورو أن عشق هذا الطائر صار إدماناً لكثير من مربيه الذين لا يهتمون بالحياة العامة وأعمالهم الخاصة بالشكل المطلوب لانشغالهم بمتابعة طيورهم، لكنهم يتمتعون بصحة جيدة ونادراً ما يكون أحدهم بديناً بسبب حركتهم المستمرة وسط الطبيعة. 

ولطائر الحجل مكانة بارزة في السرديات الأدبية والتراثية والغنائية الكردية، ويعده البعض دلالة رمزية على جمال وطبيعة كردستان. 

ويعبر شاورو عن أسفه لعدم احترام هذا الرمز بالشكل الصحيح، حيث استخدمت أسوأ الوسائل للإيقاع به، حتى وصل الأمر إلى أن صياداً استخدم قاذفة RBG لقتله. 

“هناك تناقض بین الأقوال والأفعال بشأن رمزية هذا الطائر المسكين الذي تجري مطاردته طيلة أيام السنة للإيقاع به وأكل لحمه أو استخدامه في المصارعة” يقول شاورو. 

ويشير إلى أن علاقة الإنسان الكردستاني بالصيد وتربية الحيوانات والطيور قديمة جداً، وقد كان ذلك في السابق يمارس بشكل بدائي لا یؤثر على الطبيعة، لكن الأساليب تغيرت الآن وأصبحت جائرة. 

خائن قومه 

لا ينازع طائر الحجل في كردستان أي طائر آخر في لقب الطائر القومي الوارد ذكره كثيراً في التراث الغنائي والشعري الكردي. 

وتحمل فتيات كرديات كثيرات اسم “كاوا” وهي أنثى الحجل، تشبهاً بجمالها ورشاقتها ومشيتها المتبخترة. 

ويقول سمير زاخوي، فنان وملحن كردي، لـ”جمّار” إن طائر الحجل احتل موقعاً مميزاً في الغناء والشعر الكردي القديم والمعاصر، باعتباره رمزاً للجمال وطبيعة كردستان. 

“أنا شخصياً أعددت خلال مسيرتي الفنية ثلاثة أعمال تتغنى بهذا الطائر الجميل ذي الصوت العذب” يضيف. 

ويتذكر زاخوي أيام شبابه حينما كان يحضر نزالات طيور الحجل في المقاهي في ستينيات القرن الماضي، مبينا أنها جزء من التراث المجتمعي منذ القدم. 

لكنه يتحدث عن صفة ذميمة في هذا الطائر. 

“الحجل معروف في المجتمع الكردي بصفة الخيانة” يقول زاخوي. 

وهناك مقولة كردية مشهورة مضمونها “الكل أعداء الحجل والحجل عدو نفسه” لأنه يساعد على الإيقاع بأقرانه لصالح أعدائه من الصيادين. 

إلا أن هذه الصفة تبدو غير ذات أهمية لدى صلاح الذي يعبر عن استعداده لفقدان كل شيء مقابل عدم انقطاع صوت تغريدات الحجل عن منزله.