الموت يسافر مع الناس بين تكريت وكركوك
21 تشرين الثاني 2023
"في سنة 2022 كانت الحوادث شبه يومية على طريق تكريت-كركوك، أما في 2023 بدأت تقل لكنها موجودة ومستمرة، ففي الأسبوع الواحد تصلنا 4-5 حالات".. عن موت يعبث بأريحية على طريق رئيسي بين صلاح الدين وكركوك..
لم يتوقع ماهر أن سفرته السياحية من صلاح الدين إلى السليمانية بسيارته الشخصية ستقتضي إقامة مجلس عزاء على روح طفلته.
انطلق ماهر بسيارته من تكريت مصطحباً عائلته ونسيبه، ووصل في الساعة السادسة صباحاً إلى سلسلة جبال حمرين ضمن محافظة كركوك، وهناك اقتربت منه سيارة حمل نوع “لوري” على مسافة أربعة أمتار، وما هي إلا ثوان حتى حلت الكارثة.
دخل اللوري في حفرة من حفر الطريق الرديء، فانحرف باتجاه سيارة ماهر وضربها بقوة من الجانب الأيسر، ما أدى إلى انقلابها وتدحرجها على جانب الطريق.
توفيت ابنة ماهر ونسيبه على الفور، بينما فقد هو الوعي لمدة 15 يوماً ولم يكن يعلم ما الذي جرى قبل أن يفيق من غيبوبته.
وعندما أنجزت دوريات شرطة المرور مخطط الحادث، وضعت 75 بالمئة من الخطأ على سائق اللوري و25 بالمئة على الحفرة في الشارع.
ونتيجة لذلك أودع سائق اللوري التوقيف، ولم تتخذ عائلة ماهر أي إجراء وتنازلت عن حقها تجاه السائق بعد أن خرج ابنها من المشفى لأن الموضوع “قضاء وقدر”.
لكن أهل زوجة ماهر اتخذوا إجراءً عشائرياً بحق سائق اللوري عن وفاة ابنهم وتسلموا دية من عشيرة السائق عبارة عن مبلغ مالي إضافة إلى التكفل بعلاج المصابين
ومنذ ذلك الحين قرر ماهر عدم سلوك هذا الطريق مرة أخرى، كما قرر إنجاب طفل في محاولة منه لسد الفراغ الذي خلفته طفلته الراحلة رهف.
“لا يمكن وصف ألم فقدانها، ولكن يجب مواصلة حياتنا”، يقول ماهر لـ”جمّار”.
أما الموقف الحكومي، فيصفه بالمخجل، إذ لم يبادر مسؤول إلى زيارة المنكوبين أو السؤال عن أحوالهم ولو باتصال هاتفي.
تبليط “صدّامي”
مثل ماهر، يشكو أبو نور من طريق تكريت-كركوك الذي يسلكه باستمرار منذ عام 2006، فهو يعمل سائقاً يقل المسافرين من صلاح الدين نحو الشمال.
ويقول لـ”جمّار” إن الطريق مهمل وذو مسلك واحد وضيق، وازداد سوءاً بعد أحداث تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” عام 2014 جراء العمليات العسكرية وما تعرض له الشارع من قصف وتفخيخ.
وتتقاسم إدارتا محافظتي صلاح الدين وكركوك المسؤولية عن هذا الطريق، إذ أن جزءاً منه يقع في الأولى والآخر يقع في الثانية.
وبحسب أبي نور، يعاني جانب كركوك من الضرر الأكبر، مع أن جانب صلاح الدين رديء هو الآخر ولكن بنسبة أقل.
“محافظة صلاح الدين تعاني من إهمال مرير في الواقع الخدمي. جنة ومكروهة وجابت ولد” يقول أبو نور، مشيراً إلى أن محافظة كركوك تعمّر وتهتم بشوارعها من جانب كردستان بينما تهمل جانب صلاح الدين.
ويفيد سوّاق بأن هذا الطريق الذي يطلقون عليه “طريق الموت”، لا يمر يوم عليه من دون حادث بسبب رداءته، فهو لم يشهد تبليطاً منذ عهد النظام السابق، أما عمليات الإدامة التي تجرى له فهي ترقيعية ليس إلا.
ونتيجة لذلك، يصيب الضرر دائماً السيارات السالكة لهذا الطريق، ويضطر مالكوها لتحمل تكاليف باهظة لإصلاحها.
كما أن سواق سيارات نقل المسافرين يشعرون بقلق بالغ عندما يسلكون هذا الطريق خشية انحراف سيارات السواق الذين لا يحفظون مطباته باتجاههم هرباً منها، أو الاجتياز الخاطئ المؤدي إلى الموت.
وعود رنّانة
يقول راكان سعيد الجبوري محافظ كركوك إن “الطريق مدرج في الموازنة منذ سنة 2021، وحدثت بعض المشكلات بسبب الإحالات والموافقات، وأحيل الآن إلى ست شركات بواقع ستة مقاطع لـ64 كم من كركوك إلى الحدود الإدارية لمحافظة صلاح الدين”.
ومن المفترض أن يكون الطريق ذا اتجاهين وخالياً من الحفر والأخاديد بعد إنجاز العمل فيه.
ولم يتطرق المحافظ إلى موعد محدد لإنجاز الطريق، لكنه عبّر عن أمله في أن يكون وقت الإنجاز “قياسياً”.
أما من جانب صلاح الدين، فإن مشروع تطوير الطريق كان مقرّاً قبل أحداث “داعش” عام 2014، لكن الانهيار الأمني الذي حصل في ذلك العام وبعده تسبب بإيقاف العمل فيه، وفق ما يذكر خالد حسن مهدي محافظ صلاح الدين الأسبق.
“عدد الحوادث في هذا الطريق هائل” يقول مهدي لـ”جمّار”، غير أنه لا يمتلك إحصائية دقيقة بتلك الحوادث.
ويفيد محمد يونس صالح، مدير طرق وجسور صلاح الدين، بأن شركة التطوير والإسكان باشرت بالفعل بأعمال التعلية الترابية التي تمثل المرحلة الأولى من تطوير الطريق، والتي بلغت نسبة الإنجاز فيها 90 في المئة باستخدام الحساسات الإلكترونية.
وكانت الحكومة المحلية في صلاح الدين باشرت العمل بالطريق عام 2013، لكنها توقفت مع وقوع أحداث 2014 ولم تستأنفه حتى عام 2022 لعدم توفر الأموال طيلة سبع سنوات، بحسب وائل وليد، رئيس مهندسين في مديرية طرق وجسور صلاح الدين.
ويبلغ عرض الطريق سبعة أمتار وهو ذو اتجاه واحد ذهاباً وإياباً.
ويوضح وليد أن إدارة المحافظة باشرت المرحلة الثانية من العمل في نيسان 2023 بواقع 39 كم لإنجاز ممرٍ ثانٍ.
ويتحدث عن نسبة تختلف عن تلك التي ذكرها صالح.
“نسبة الإنجاز في المرحلة الأولى بلغت 72 بالمئة، وقد توقف العمل لمدة لحين إعادة تصميم الخلطات الإسفلتية”، يقول وليد لـ”جمّار”.
ويعاد تصميم الخلطات الإسفلتية لأن الخلطات السابقة أثبتت فشلها وتعرض الشارع إلى تشققات قبل تدشينه.
وسُجل آخر حادث على هذا الطريق في 12 تشرين الثاني 2023.
لا عدّاد للضحايا
لدى توجه “جمّار” إلى معاون مدير عام دائرة صحة صلاح الدين ومدير عام التخطيط في المحافظة ومدير مستشفى العلم -أقرب مستشفى للطريق- للسؤال عما إذا كانت هناك إحصائية بعدد الحوادث في الطريق أجابوا بأنهم لا يملكون هكذا إحصائية.
لكن مدير مستشفى العلم يتحدث عن معدلات تقريبية.
“في سنة 2022 كانت الحوادث شبه يومية على طريق تكريت-كركوك، أما في 2023 بدأت تقل لكنها موجودة ومستمرة، ففي الأسبوع الواحد تصلنا 4-5 حالات، أما في السنة التي سبقتها كانت الحوادث يومية”، يقول لـ”جمّار”.
ويشير إلى أن أغلب ضحايا الحوادث يصلون بحالة خطيرة، حيث أن عدد الوفيات يبلغ من 2-3 في الحادث الواحد.
ولا توجد إمكانية لإيقاف سيارات إسعاف على الطريق “لأنه طويل ومفتوح” بحسب مدير المستشفى.
ولم ترد مديرية مرور صلاح الدين على اتصالات من “جمّار” للتعليق على مشكلات الطريق.
ويصف مصطفى عبد الواحد، رئيس منظمة تدارك لحقوق الإنسان، الطريق بـ”السيئ” وبأنه محفوف بالمخاطر لضيقه وكثرة التخسفات والمطبات فيه.
“العمل في إنجاز الممر الثاني للطريق بطيء. من الأفضل إنجازه بواسطة شركة رصينة من خلال اتفاق بين الحكومتين المحليتين في صلاح الدين وكركوك” يقول عبد الواحد لـ”جمّار”، ويشدد على ضرورة اتخاذ الدولة تدابير حماية ووقاية عند إنشاء البنى التحتية، لأن عدم توفيرها يعد انتهاكاً من الدولة لمسؤولياتها.
ويضيف عبد الواحد أن على الدولة مراعاة المعايير العالمية للسلامة عند إنشاء الطرق مثل محطات الاستراحة والمستوصفات الصحية، وتطبيق العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وليست أمنيات الناس بوجود طرق صالحة للسير بين مختلف مدن العراق بجديدة، فهي موجودة منذ سنوات، غير أن الإهمال والفساد سبّبا إخفاقاً ذريعاً في تحقيق تلك الأمنيات البسيطة، وإنقاذ روح الطفلة رهف ومئات غيرها من موت يمكن تفاديه بسهولة.
ومنكم/ن نستفيد ونتعلم
هل لديكم/ن ملاحظة أو تعليق على محتوى جُمّار؟ هل وجدتم/ن أي معلومة خاطئة أو غير دقيقة تحتاج تصويباً؟ هل تجدون/ن اللغة المستعملة في المقالة مهينة أو مسيئة أو مميزة ضد مجموعة ما على أساس ديني/ طائفي/ جندري/ طبقي/ جغرافي أو غيره؟ الرجاء التواصل معنا عبر - editor@jummar.media
اقرأ ايضاً
لم يتوقع ماهر أن سفرته السياحية من صلاح الدين إلى السليمانية بسيارته الشخصية ستقتضي إقامة مجلس عزاء على روح طفلته.
انطلق ماهر بسيارته من تكريت مصطحباً عائلته ونسيبه، ووصل في الساعة السادسة صباحاً إلى سلسلة جبال حمرين ضمن محافظة كركوك، وهناك اقتربت منه سيارة حمل نوع “لوري” على مسافة أربعة أمتار، وما هي إلا ثوان حتى حلت الكارثة.
دخل اللوري في حفرة من حفر الطريق الرديء، فانحرف باتجاه سيارة ماهر وضربها بقوة من الجانب الأيسر، ما أدى إلى انقلابها وتدحرجها على جانب الطريق.
توفيت ابنة ماهر ونسيبه على الفور، بينما فقد هو الوعي لمدة 15 يوماً ولم يكن يعلم ما الذي جرى قبل أن يفيق من غيبوبته.
وعندما أنجزت دوريات شرطة المرور مخطط الحادث، وضعت 75 بالمئة من الخطأ على سائق اللوري و25 بالمئة على الحفرة في الشارع.
ونتيجة لذلك أودع سائق اللوري التوقيف، ولم تتخذ عائلة ماهر أي إجراء وتنازلت عن حقها تجاه السائق بعد أن خرج ابنها من المشفى لأن الموضوع “قضاء وقدر”.
لكن أهل زوجة ماهر اتخذوا إجراءً عشائرياً بحق سائق اللوري عن وفاة ابنهم وتسلموا دية من عشيرة السائق عبارة عن مبلغ مالي إضافة إلى التكفل بعلاج المصابين
ومنذ ذلك الحين قرر ماهر عدم سلوك هذا الطريق مرة أخرى، كما قرر إنجاب طفل في محاولة منه لسد الفراغ الذي خلفته طفلته الراحلة رهف.
“لا يمكن وصف ألم فقدانها، ولكن يجب مواصلة حياتنا”، يقول ماهر لـ”جمّار”.
أما الموقف الحكومي، فيصفه بالمخجل، إذ لم يبادر مسؤول إلى زيارة المنكوبين أو السؤال عن أحوالهم ولو باتصال هاتفي.
تبليط “صدّامي”
مثل ماهر، يشكو أبو نور من طريق تكريت-كركوك الذي يسلكه باستمرار منذ عام 2006، فهو يعمل سائقاً يقل المسافرين من صلاح الدين نحو الشمال.
ويقول لـ”جمّار” إن الطريق مهمل وذو مسلك واحد وضيق، وازداد سوءاً بعد أحداث تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” عام 2014 جراء العمليات العسكرية وما تعرض له الشارع من قصف وتفخيخ.
وتتقاسم إدارتا محافظتي صلاح الدين وكركوك المسؤولية عن هذا الطريق، إذ أن جزءاً منه يقع في الأولى والآخر يقع في الثانية.
وبحسب أبي نور، يعاني جانب كركوك من الضرر الأكبر، مع أن جانب صلاح الدين رديء هو الآخر ولكن بنسبة أقل.
“محافظة صلاح الدين تعاني من إهمال مرير في الواقع الخدمي. جنة ومكروهة وجابت ولد” يقول أبو نور، مشيراً إلى أن محافظة كركوك تعمّر وتهتم بشوارعها من جانب كردستان بينما تهمل جانب صلاح الدين.
ويفيد سوّاق بأن هذا الطريق الذي يطلقون عليه “طريق الموت”، لا يمر يوم عليه من دون حادث بسبب رداءته، فهو لم يشهد تبليطاً منذ عهد النظام السابق، أما عمليات الإدامة التي تجرى له فهي ترقيعية ليس إلا.
ونتيجة لذلك، يصيب الضرر دائماً السيارات السالكة لهذا الطريق، ويضطر مالكوها لتحمل تكاليف باهظة لإصلاحها.
كما أن سواق سيارات نقل المسافرين يشعرون بقلق بالغ عندما يسلكون هذا الطريق خشية انحراف سيارات السواق الذين لا يحفظون مطباته باتجاههم هرباً منها، أو الاجتياز الخاطئ المؤدي إلى الموت.
وعود رنّانة
يقول راكان سعيد الجبوري محافظ كركوك إن “الطريق مدرج في الموازنة منذ سنة 2021، وحدثت بعض المشكلات بسبب الإحالات والموافقات، وأحيل الآن إلى ست شركات بواقع ستة مقاطع لـ64 كم من كركوك إلى الحدود الإدارية لمحافظة صلاح الدين”.
ومن المفترض أن يكون الطريق ذا اتجاهين وخالياً من الحفر والأخاديد بعد إنجاز العمل فيه.
ولم يتطرق المحافظ إلى موعد محدد لإنجاز الطريق، لكنه عبّر عن أمله في أن يكون وقت الإنجاز “قياسياً”.
أما من جانب صلاح الدين، فإن مشروع تطوير الطريق كان مقرّاً قبل أحداث “داعش” عام 2014، لكن الانهيار الأمني الذي حصل في ذلك العام وبعده تسبب بإيقاف العمل فيه، وفق ما يذكر خالد حسن مهدي محافظ صلاح الدين الأسبق.
“عدد الحوادث في هذا الطريق هائل” يقول مهدي لـ”جمّار”، غير أنه لا يمتلك إحصائية دقيقة بتلك الحوادث.
ويفيد محمد يونس صالح، مدير طرق وجسور صلاح الدين، بأن شركة التطوير والإسكان باشرت بالفعل بأعمال التعلية الترابية التي تمثل المرحلة الأولى من تطوير الطريق، والتي بلغت نسبة الإنجاز فيها 90 في المئة باستخدام الحساسات الإلكترونية.
وكانت الحكومة المحلية في صلاح الدين باشرت العمل بالطريق عام 2013، لكنها توقفت مع وقوع أحداث 2014 ولم تستأنفه حتى عام 2022 لعدم توفر الأموال طيلة سبع سنوات، بحسب وائل وليد، رئيس مهندسين في مديرية طرق وجسور صلاح الدين.
ويبلغ عرض الطريق سبعة أمتار وهو ذو اتجاه واحد ذهاباً وإياباً.
ويوضح وليد أن إدارة المحافظة باشرت المرحلة الثانية من العمل في نيسان 2023 بواقع 39 كم لإنجاز ممرٍ ثانٍ.
ويتحدث عن نسبة تختلف عن تلك التي ذكرها صالح.
“نسبة الإنجاز في المرحلة الأولى بلغت 72 بالمئة، وقد توقف العمل لمدة لحين إعادة تصميم الخلطات الإسفلتية”، يقول وليد لـ”جمّار”.
ويعاد تصميم الخلطات الإسفلتية لأن الخلطات السابقة أثبتت فشلها وتعرض الشارع إلى تشققات قبل تدشينه.
وسُجل آخر حادث على هذا الطريق في 12 تشرين الثاني 2023.
لا عدّاد للضحايا
لدى توجه “جمّار” إلى معاون مدير عام دائرة صحة صلاح الدين ومدير عام التخطيط في المحافظة ومدير مستشفى العلم -أقرب مستشفى للطريق- للسؤال عما إذا كانت هناك إحصائية بعدد الحوادث في الطريق أجابوا بأنهم لا يملكون هكذا إحصائية.
لكن مدير مستشفى العلم يتحدث عن معدلات تقريبية.
“في سنة 2022 كانت الحوادث شبه يومية على طريق تكريت-كركوك، أما في 2023 بدأت تقل لكنها موجودة ومستمرة، ففي الأسبوع الواحد تصلنا 4-5 حالات، أما في السنة التي سبقتها كانت الحوادث يومية”، يقول لـ”جمّار”.
ويشير إلى أن أغلب ضحايا الحوادث يصلون بحالة خطيرة، حيث أن عدد الوفيات يبلغ من 2-3 في الحادث الواحد.
ولا توجد إمكانية لإيقاف سيارات إسعاف على الطريق “لأنه طويل ومفتوح” بحسب مدير المستشفى.
ولم ترد مديرية مرور صلاح الدين على اتصالات من “جمّار” للتعليق على مشكلات الطريق.
ويصف مصطفى عبد الواحد، رئيس منظمة تدارك لحقوق الإنسان، الطريق بـ”السيئ” وبأنه محفوف بالمخاطر لضيقه وكثرة التخسفات والمطبات فيه.
“العمل في إنجاز الممر الثاني للطريق بطيء. من الأفضل إنجازه بواسطة شركة رصينة من خلال اتفاق بين الحكومتين المحليتين في صلاح الدين وكركوك” يقول عبد الواحد لـ”جمّار”، ويشدد على ضرورة اتخاذ الدولة تدابير حماية ووقاية عند إنشاء البنى التحتية، لأن عدم توفيرها يعد انتهاكاً من الدولة لمسؤولياتها.
ويضيف عبد الواحد أن على الدولة مراعاة المعايير العالمية للسلامة عند إنشاء الطرق مثل محطات الاستراحة والمستوصفات الصحية، وتطبيق العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وليست أمنيات الناس بوجود طرق صالحة للسير بين مختلف مدن العراق بجديدة، فهي موجودة منذ سنوات، غير أن الإهمال والفساد سبّبا إخفاقاً ذريعاً في تحقيق تلك الأمنيات البسيطة، وإنقاذ روح الطفلة رهف ومئات غيرها من موت يمكن تفاديه بسهولة.