لاعبات كرة قدم عراقيات بمواجهة "العيب" و"الإهمال": سنجلب الكؤوس.. وسترقصون
19 تشرين الثاني 2022
لا يملكنَ ساحاتٍ للتدريب، ولا تُخصَّص لهن أموال كافية لتطوير قدراتهن، يواجهن مصاعب بسبب هيمنة الرجال على اللعبة. رغم ذلك، فقد فزن بكأس غرب آسيا لكرة القدم، ويؤكدن عدم توقفهن عن اللعب مهما اشتدت الظروف.. قصة لاعبات كرة قدم عراقيات في ملاعب وظروف ذكورية..
تهرول زينب عباس داخل قاعة مغلقة. تستلم الكرة وتناولها أو تسددها باتجاه مرمى الخصم.
تتعرق وتتعب، ولا تفقد التركيز طوال المباراة. تحتفل بأهداف فريقها ومن ثم بالكأس، لكن في نفسها خيبة أمل كبيرة.
تلعب هذه الشابة البغدادية العشرينية كرة القدم منذ 2016.
بدأت اللعب كهواية، ثم طوّرت موهبتها حتى أصبحت لاعبة محترفة تحمل شارة القيادة في المنتخب الوطني العراقي النسوي لكرة الصالات.
وهي عضو أساسي في الفريق الذي فاز بكأس غرب آسيا 2022.
كان فوزهن إنجازاً عوّض إلى حد ما إخفاق بقية المنتخبات الوطنية الكروية وتراجع مستوياتها في البطولات الدولية كثيراً.
ومع ذلك، لا تجد زينب ورفيقاتها اللاعبات أي اهتمام، بل يواجهن إضافة إلى التمييز مقارنة بالرجال، نظرة اجتماعية غير محببة.
ظهرت كرة القدم النسوية في العراق أواسط عام 2010. وخاض أول منتخب تشكّل وقتها بطولة كأس العراق للسيدات في البحرين دون تحقيق نتائج طيبة.
فقد خسر المباراة الأولى أمام الأردن بفارق أهداف كبير، وخسر بعدها أمام مصر بنتيجة مخيّبة أيضاً، ثم ما فتئ أن انحسر الاهتمام الإعلامي به لفترة طويلة.
كرم القدم النسائية في العراق.. على الهامش
مثل مجتمعات شرق أوسطية كثيرة، ينظر المجتمع العراقي إلى كرة القدم على أنها لعبة رجالية لا تليق بالنساء.
فالركض أمام جمهور من الرجال واهتزاز أعضاء الجسم، وكذلك ارتداء النساء لملابس قصيرة أو “كاشفة” كما يصطلح عليها، أمور محرّمة في الفقه الإسلامي أو “مكروهة” عند أكثر الفقهاء تساهلاً.
وهي “عيبٌ” لا نقاش فيه عند العشائر الحاكمة في المجتمع المحافظ.
هذا الموقف والنظرة العامة، تنعكس على زينب ورفيقاتها في المنتخب النسوي تهميشاً.
“نحن الحلقة الأضعف في الرياضة العراقية، ولا نملك ملعباً خاصاً بنا”، تقول.
يحجز فريقها ساحات “خماسي” الكرة المختلطة، ليتمرن أو يلعب، “وفي أحيان كثيرة لا نحصل على حجز”.
ملاعب “الخماسي”، وهي ساحات يغطيها العشب الاصطناعي محاطةً كلياً بمشبك حديدي وفي الأعلى شبكة من الخيوط، انتشرت في العراق بكثرة كنشاطٍ تجاري خاص يدر أرباحاً جيدة لمالكيها، ومدة الحجز ساعة واحدة بأسعار لا تقل عن 25 ألف دينار (17 دولاراً).
توجد قاعة حكومية واحدة مخصصة لكرة الصالات في بغداد، وهي تؤجر أحياناً لفريق الكرة النسوي، لكن فقط عندما لا يحجزها فريق الرجال.
“لا نصارع الرجال على ساحات التدريب لأن النتيجة محسومة لهم سلفاً. ألم أقل لك إننا الحلقة الأضعف؟” تقول زينب بانكسار.
علي عباس، مشرف المنتخب العراقي النسوي لكرة الصالات، وعضو في الاتحاد المركزي لكرة القدم وهو حكم دولي أيضاً، لا ينفِي معاناة فريق زينب.
ويقول لـ”جمار”، إن اللجنة النسوية في الاتحاد لديها أكثر من منتخب ولا تجد ملاعب خاصة بها.
بل حتى الملاعب المخصصة للرجال تفتقر إلى “الكهرباء ومسلتزمات التدريب وقاعات الحديد والمسابح”، يقول.
“مسؤولو الرياضة لا يحبون فرق النساء”
كانت فاتن مال الله إحدى أبرز لاعبات المنتخب الوطني العراقي النسوي في السابق، وتعمل الآن مدربة.
أخبرتنا عن إرسال مئات المناشدات والطلبات الرسمية إلى وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم، من أجل تخصيص ملاعب مكشوفة أو قاعات لتدريب فريقها وإقامة المباريات فيها.
“لكن الطلبات تهمل دائماً”.
والسبب، كما تقول، هو “كُره القيادات الرجالية للنساء اللاعبات، فلو كانوا يحبون أن تلعب النساء كرة القدم لخصصواً ملعباً أو قاعة واحدة” لهن. تقول.
على عكس الرجال، لا توجد للنساء منتخبات للفئات العمرية في العراق.
تجمع فاتن مال الله لاعباتها قبل شهر أو شهرين “في أفضل الأحوال” من وصول أي دعوة لبطولة خارجية إلى اتحاد الكرة العراقي، من أجل إعدادهن للبطولات.
تمتلك بعض الأندية مثل الزوراء والقوة الجوية والجيش وبلادي فرقاً نسوية، وهناك فرق أخرى تنتشر في بعض المحافظات مثل بابل وذي قار والبصرة.
غير أن النشاطات جميعها “محدودة”، كما تقول مال الله.
كما لا تستمر منافسات الدوري العراقي النسوي أكثر من 10 أيام سنوياً، وتنظم على أساس توجيه دعوات للمشاركة دون أي تصنيف.
قال علي عباس، مشرف المنتخب النسوي، “لا توجد ميزانية محددة للمنتخب النسوي بكرة القدم، ويتم تخصيص مبالغ للمنتخب قبل مشاركاته الخارجية في حالة تمت دعوة الفريق لاحدى البطولات”.
“عادة ما تكون (تخصيصات المبالغ) مقتصرة على تذاكر السفر والسكن والطعام خلال فترة البطولة ومكافآت بسيطة جداً للاعبات لا تكاد تذكر”.
أما في إقليم كردستان، فيختلف الأمر.
فالدوري النسوي هناك مستقر نسبياً “رغم إن الحال ليس أفضل بكثير من ناحية الدعم المقدم للعبة ومقارنته بدوري الرجال”.
بالنسبة لفاتن مال الله، مجرد ممارسة الفتيات علناً للعبة كرة القدم في “بيئة معقدة اجتماعياً مثل العراق” يعد إنجازاً كبيراً.
عندما حصلن على لقب كأس غرب آسيا للصالات “تغيرت نظرات الاستهزاء” التي كن يواجهن بها.
“أصبحن نجمات ويقارن نجاحهن بفشل المنتخب الرجالي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022″، تقول مال الله.
أوروبا تدعم كرة القدم النسوية
تؤيد فاطمة قاسم، مقدمة البرامج الرياضية في قناة “الرابعة”، كلام فاتن مال الله إلى حد كبير خاصة فيما يتعلق باختلاف النظرة إلى الفريق النسوي إثر فوزه ببطولة غرب آسيا.
لعبت فاطمة كرة القدم عندما كانت تقيم في سوريا مع عائلتها، واستمرت في اللعب بعد رجوعها إلى بغداد وانضمت لفريق “بلادي”.
وقد نجحت، بعد تركها اللعبة، في تقديم استوديو لتحليل مباريات الدوري البرتغالي والسويدي، فنياً.
تحدثنا فاطمة عن نشاط أوروبي “واضح” في بغداد خلال العامين الأخيرين لتحفيز الفتيات على المشاركة في المسابقات الرياضية.
وتشير إلى نشاطات منظمة “Discover Football” الألمانية الساعية لنشر كرة القدم النسوية في المناطق ذات البيئات المغلقة، كالسعودية وإيران وأفغانستان والعراق.
نفذت هذه المنظمة برنامجاً مدته عام واحد شاركت فيه 20 فتاة عراقية من مختلف المحافظات، إحداهن فاطمة قاسم.
وطُلب من كل فتاة مشاركة، تنفيذ مشروع خاص بها لنشر اللعبة.
اختارت فاطمة تنظيم مباراة خيرية بين فريقين للشباب والبنات على ملعب “خماسي” في بغداد، وتقول إنها حظيت بتغطية إعلامية جيدة وقتها.
والآن، يحاول اتحاد كرة القدم العراقي، وفق علي عباس، المشرف على منتخب الصالات النسائي، الاستعانة بكادر أوروبي لقيادة المنتخب النسوي، مدفوعاً بنجاح تجربته مع مدربة إيرانية في بطولة غرب آسيا الأخيرة. ويقول إن الاتحاد يقرأ حالياً سيراً ذاتية لمدربات من فرنسا وألمانيا وإسبانيا.
غير أنه يبدي أسفه كذلك لـ”اهمال اتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضية للكرة النسوية رغم الإنجاز الذي تحقق في غرب آسيا”.
لو بقيَ الحال على ما هو عليه فقد يكون “هذا اللقب هو إنجازنا الوحيد كما الإنجاز اليتيم للعراق عندما حصل فريق الرجال الوطني على لقب كأس آسيا 2007”.
“في كردستان قاعدة واسعة جداً للعبة ولدينا لاعبات يمكنهن المضي قدماً في حصد البطولات لكن الاهتمام بهن قليل جداً.. بل يبدو معدوماً”، قال.
إصرار على الحلم
برغم هذه الصعوبات، لا يظهر على اللاعبات أنهن سيتركن حلمهن بسهولة.
ومؤخراً التقطن إشارة إيجابية عندما أقيمت بطولة لكرة القدم النسوية على ملعب في منطقة “جميلة” المحاذية لمدينة الصدر شرقي بغداد.
تُعرف هذه المناطق بانغلاقها الديني والعشائري.
“كانت النظرات شزرة في البداية وسمعنا صيحات الاستهزاء، لكن بمرور الوقت وحينما شاهدوا لعبنا وكيف نراوغ ونسدد الكرة تغير الهتاف وتحول إلى تشجيع عالٍ. لقد رقصوا معنا حينما فزنا باللقب”، قالت زينب عباس، اللاعبة الأساسية في فريق كرة القدم النسوي.
تدرك هذه الفتاة مدى شدة المصاعب، لكنها عنيدة، مثل رفيقاتها.
“سنقاتل لأننا لاعبات ولن نتوقف حتى تلعب فتيات العراق في كأس العالم”.
ومنكم/ن نستفيد ونتعلم
هل لديكم/ن ملاحظة أو تعليق على محتوى جُمّار؟ هل وجدتم/ن أي معلومة خاطئة أو غير دقيقة تحتاج تصويباً؟ هل تجدون/ن اللغة المستعملة في المقالة مهينة أو مسيئة أو مميزة ضد مجموعة ما على أساس ديني/ طائفي/ جندري/ طبقي/ جغرافي أو غيره؟ الرجاء التواصل معنا عبر - editor@jummar.media
اقرأ ايضاً
دكتاتورية وذكورية: التمثيل النسائي في البرلمان العراقي
08 أكتوبر 2024
العلاقات العراقية الصينية: محصلة الماضي والحاضر ورهان المستقبل
06 أكتوبر 2024
معضلة الزعامة الدينية عند سنة العراق: لماذا لم يصنعوا مرجعية؟
04 أكتوبر 2024
الرئيس الإيراني في بغداد: زيارة بزشكيان "السياحية" إلى العراق
01 أكتوبر 2024
تهرول زينب عباس داخل قاعة مغلقة. تستلم الكرة وتناولها أو تسددها باتجاه مرمى الخصم.
تتعرق وتتعب، ولا تفقد التركيز طوال المباراة. تحتفل بأهداف فريقها ومن ثم بالكأس، لكن في نفسها خيبة أمل كبيرة.
تلعب هذه الشابة البغدادية العشرينية كرة القدم منذ 2016.
بدأت اللعب كهواية، ثم طوّرت موهبتها حتى أصبحت لاعبة محترفة تحمل شارة القيادة في المنتخب الوطني العراقي النسوي لكرة الصالات.
وهي عضو أساسي في الفريق الذي فاز بكأس غرب آسيا 2022.
كان فوزهن إنجازاً عوّض إلى حد ما إخفاق بقية المنتخبات الوطنية الكروية وتراجع مستوياتها في البطولات الدولية كثيراً.
ومع ذلك، لا تجد زينب ورفيقاتها اللاعبات أي اهتمام، بل يواجهن إضافة إلى التمييز مقارنة بالرجال، نظرة اجتماعية غير محببة.
ظهرت كرة القدم النسوية في العراق أواسط عام 2010. وخاض أول منتخب تشكّل وقتها بطولة كأس العراق للسيدات في البحرين دون تحقيق نتائج طيبة.
فقد خسر المباراة الأولى أمام الأردن بفارق أهداف كبير، وخسر بعدها أمام مصر بنتيجة مخيّبة أيضاً، ثم ما فتئ أن انحسر الاهتمام الإعلامي به لفترة طويلة.
كرم القدم النسائية في العراق.. على الهامش
مثل مجتمعات شرق أوسطية كثيرة، ينظر المجتمع العراقي إلى كرة القدم على أنها لعبة رجالية لا تليق بالنساء.
فالركض أمام جمهور من الرجال واهتزاز أعضاء الجسم، وكذلك ارتداء النساء لملابس قصيرة أو “كاشفة” كما يصطلح عليها، أمور محرّمة في الفقه الإسلامي أو “مكروهة” عند أكثر الفقهاء تساهلاً.
وهي “عيبٌ” لا نقاش فيه عند العشائر الحاكمة في المجتمع المحافظ.
هذا الموقف والنظرة العامة، تنعكس على زينب ورفيقاتها في المنتخب النسوي تهميشاً.
“نحن الحلقة الأضعف في الرياضة العراقية، ولا نملك ملعباً خاصاً بنا”، تقول.
يحجز فريقها ساحات “خماسي” الكرة المختلطة، ليتمرن أو يلعب، “وفي أحيان كثيرة لا نحصل على حجز”.
ملاعب “الخماسي”، وهي ساحات يغطيها العشب الاصطناعي محاطةً كلياً بمشبك حديدي وفي الأعلى شبكة من الخيوط، انتشرت في العراق بكثرة كنشاطٍ تجاري خاص يدر أرباحاً جيدة لمالكيها، ومدة الحجز ساعة واحدة بأسعار لا تقل عن 25 ألف دينار (17 دولاراً).
توجد قاعة حكومية واحدة مخصصة لكرة الصالات في بغداد، وهي تؤجر أحياناً لفريق الكرة النسوي، لكن فقط عندما لا يحجزها فريق الرجال.
“لا نصارع الرجال على ساحات التدريب لأن النتيجة محسومة لهم سلفاً. ألم أقل لك إننا الحلقة الأضعف؟” تقول زينب بانكسار.
علي عباس، مشرف المنتخب العراقي النسوي لكرة الصالات، وعضو في الاتحاد المركزي لكرة القدم وهو حكم دولي أيضاً، لا ينفِي معاناة فريق زينب.
ويقول لـ”جمار”، إن اللجنة النسوية في الاتحاد لديها أكثر من منتخب ولا تجد ملاعب خاصة بها.
بل حتى الملاعب المخصصة للرجال تفتقر إلى “الكهرباء ومسلتزمات التدريب وقاعات الحديد والمسابح”، يقول.
“مسؤولو الرياضة لا يحبون فرق النساء”
كانت فاتن مال الله إحدى أبرز لاعبات المنتخب الوطني العراقي النسوي في السابق، وتعمل الآن مدربة.
أخبرتنا عن إرسال مئات المناشدات والطلبات الرسمية إلى وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم، من أجل تخصيص ملاعب مكشوفة أو قاعات لتدريب فريقها وإقامة المباريات فيها.
“لكن الطلبات تهمل دائماً”.
والسبب، كما تقول، هو “كُره القيادات الرجالية للنساء اللاعبات، فلو كانوا يحبون أن تلعب النساء كرة القدم لخصصواً ملعباً أو قاعة واحدة” لهن. تقول.
على عكس الرجال، لا توجد للنساء منتخبات للفئات العمرية في العراق.
تجمع فاتن مال الله لاعباتها قبل شهر أو شهرين “في أفضل الأحوال” من وصول أي دعوة لبطولة خارجية إلى اتحاد الكرة العراقي، من أجل إعدادهن للبطولات.
تمتلك بعض الأندية مثل الزوراء والقوة الجوية والجيش وبلادي فرقاً نسوية، وهناك فرق أخرى تنتشر في بعض المحافظات مثل بابل وذي قار والبصرة.
غير أن النشاطات جميعها “محدودة”، كما تقول مال الله.
كما لا تستمر منافسات الدوري العراقي النسوي أكثر من 10 أيام سنوياً، وتنظم على أساس توجيه دعوات للمشاركة دون أي تصنيف.
قال علي عباس، مشرف المنتخب النسوي، “لا توجد ميزانية محددة للمنتخب النسوي بكرة القدم، ويتم تخصيص مبالغ للمنتخب قبل مشاركاته الخارجية في حالة تمت دعوة الفريق لاحدى البطولات”.
“عادة ما تكون (تخصيصات المبالغ) مقتصرة على تذاكر السفر والسكن والطعام خلال فترة البطولة ومكافآت بسيطة جداً للاعبات لا تكاد تذكر”.
أما في إقليم كردستان، فيختلف الأمر.
فالدوري النسوي هناك مستقر نسبياً “رغم إن الحال ليس أفضل بكثير من ناحية الدعم المقدم للعبة ومقارنته بدوري الرجال”.
بالنسبة لفاتن مال الله، مجرد ممارسة الفتيات علناً للعبة كرة القدم في “بيئة معقدة اجتماعياً مثل العراق” يعد إنجازاً كبيراً.
عندما حصلن على لقب كأس غرب آسيا للصالات “تغيرت نظرات الاستهزاء” التي كن يواجهن بها.
“أصبحن نجمات ويقارن نجاحهن بفشل المنتخب الرجالي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022″، تقول مال الله.
أوروبا تدعم كرة القدم النسوية
تؤيد فاطمة قاسم، مقدمة البرامج الرياضية في قناة “الرابعة”، كلام فاتن مال الله إلى حد كبير خاصة فيما يتعلق باختلاف النظرة إلى الفريق النسوي إثر فوزه ببطولة غرب آسيا.
لعبت فاطمة كرة القدم عندما كانت تقيم في سوريا مع عائلتها، واستمرت في اللعب بعد رجوعها إلى بغداد وانضمت لفريق “بلادي”.
وقد نجحت، بعد تركها اللعبة، في تقديم استوديو لتحليل مباريات الدوري البرتغالي والسويدي، فنياً.
تحدثنا فاطمة عن نشاط أوروبي “واضح” في بغداد خلال العامين الأخيرين لتحفيز الفتيات على المشاركة في المسابقات الرياضية.
وتشير إلى نشاطات منظمة “Discover Football” الألمانية الساعية لنشر كرة القدم النسوية في المناطق ذات البيئات المغلقة، كالسعودية وإيران وأفغانستان والعراق.
نفذت هذه المنظمة برنامجاً مدته عام واحد شاركت فيه 20 فتاة عراقية من مختلف المحافظات، إحداهن فاطمة قاسم.
وطُلب من كل فتاة مشاركة، تنفيذ مشروع خاص بها لنشر اللعبة.
اختارت فاطمة تنظيم مباراة خيرية بين فريقين للشباب والبنات على ملعب “خماسي” في بغداد، وتقول إنها حظيت بتغطية إعلامية جيدة وقتها.
والآن، يحاول اتحاد كرة القدم العراقي، وفق علي عباس، المشرف على منتخب الصالات النسائي، الاستعانة بكادر أوروبي لقيادة المنتخب النسوي، مدفوعاً بنجاح تجربته مع مدربة إيرانية في بطولة غرب آسيا الأخيرة. ويقول إن الاتحاد يقرأ حالياً سيراً ذاتية لمدربات من فرنسا وألمانيا وإسبانيا.
غير أنه يبدي أسفه كذلك لـ”اهمال اتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضية للكرة النسوية رغم الإنجاز الذي تحقق في غرب آسيا”.
لو بقيَ الحال على ما هو عليه فقد يكون “هذا اللقب هو إنجازنا الوحيد كما الإنجاز اليتيم للعراق عندما حصل فريق الرجال الوطني على لقب كأس آسيا 2007”.
“في كردستان قاعدة واسعة جداً للعبة ولدينا لاعبات يمكنهن المضي قدماً في حصد البطولات لكن الاهتمام بهن قليل جداً.. بل يبدو معدوماً”، قال.
إصرار على الحلم
برغم هذه الصعوبات، لا يظهر على اللاعبات أنهن سيتركن حلمهن بسهولة.
ومؤخراً التقطن إشارة إيجابية عندما أقيمت بطولة لكرة القدم النسوية على ملعب في منطقة “جميلة” المحاذية لمدينة الصدر شرقي بغداد.
تُعرف هذه المناطق بانغلاقها الديني والعشائري.
“كانت النظرات شزرة في البداية وسمعنا صيحات الاستهزاء، لكن بمرور الوقت وحينما شاهدوا لعبنا وكيف نراوغ ونسدد الكرة تغير الهتاف وتحول إلى تشجيع عالٍ. لقد رقصوا معنا حينما فزنا باللقب”، قالت زينب عباس، اللاعبة الأساسية في فريق كرة القدم النسوي.
تدرك هذه الفتاة مدى شدة المصاعب، لكنها عنيدة، مثل رفيقاتها.
“سنقاتل لأننا لاعبات ولن نتوقف حتى تلعب فتيات العراق في كأس العالم”.