فاجعة البنوك: انفجاران سبقهما"الشك بالصهاريج" ولحقهما تبرير

زينب المشاط

03 تشرين الثاني 2022

اشتكى سكان المنطقة من الصهاريج قبل حدوث الانفجار، والمرور سجلت "انزعاجا"... رغم ذلك فإن شيئاً لم يتغيّر من جانب القوات الأمنية وحدثت الواقعة..

مساء29  تشرين الأول، كان محمد مشتاق (19 عاماً) يستغل انخفاض درجات الحرارة ليجلس أمام باب منزله في منطقة البنوك في بغداد، عندما سمع صوتاً مدويّاً ملأ المكان والمنطقة وانطفأت الكهرباء على إثره.

ظنّ مشتاق، وهو طالب جامعي، أن الصوت الذي سمعه كان نتيجة انفجار عجلة سيارة حمل كبيرة، لكنه سرعان ما سمع صوت انفجار ثانٍ ما جعله يركض هو ومَنْ كان يتواجد في الشارع للوصول إلى المكان الذي صدر منه الدوي.

“الصوت لم يصاحبه دخان أو نيران”، قال.

كان تراب وعصف الانفجارين قد بدأ بالسقوط على رؤوس المتجمهرين في الشارع، وعندما حاول الناس الاقتراب أكثر من مكان الانفجار، أخذ الجيش الذي يرابط بسيطرة أمنية قريبة بتفريقهم خشيّة من أن يعقبه انفجار ثالث ويوقع بكلِّ مَنْ تجمّع.

انفجاران 

وقع الانفجار الأوّل في كراج يستقبل عادة السيارات الكبيرة التي تحمل المواد الغذائية أو المواد الإنشائية أو بضائع كبيرة، لكنه أيضاً يستقبل في بعض الأحيان الصهاريج.

كان صهريجاً محمّلاً بالغاز تابع لشركة “بيبسي بغداد” قد أحدث الانفجار الأوّل، لكن “كبسولة الغاز” خرجت من الصهريج نفسه وطارت الى السماء ونزلت في وسط ملعب رياضي على لاعبي كرة قدم، ومن ثم طارت مجدداً لتستقرّ في منزل وتهدم ممره وغرفة الجلوس.

أدّت الكبسولة إلى مقتل لاعبين ومتفرجين، وأحدثت فتحة في أرضيّة الملعب، بينما أدى عصف الانفجار إلى تدمير مقهى المجاور للملعب ومقتل وإصابة عدد من جلاسه.

لم ينتظر أهالي بعض الجرحى وصول الدفاع المدني والإسعاف التي جاءت متأخرة بنحو نصف ساعة، فانطلقوا إلى المستشفيات لنقل من أُصيبوا بإصابات متفاوتة في أجسادهم.

بحسب الفريق الركن أحمد سليم، قائد عمليات بغداد، فإن الانفجارين أديا إلى مقتل 9 مواطنين و13 مصاباً.

ناجٍ وأصدقاء قتلى وتصريحات متضاربة

نجا عمر منذر (18 عاماً) بفارق زمني بسيط حال دون أن يمسّه ضرر. كان قد أنهى دروس السادس إعدادي الخصوصيّة وأخذ يتمشّى ومقصده المقهى، لكن الانفجار سبقه بدقائق بسيطة قبل وصوله.

جُرح اثنان من أصدقاء منذر في الحادث وقتل آخران.. “قُتلا وتناثرت أجزائهم بشكل حرفي”، قال لنا.

بعد ساعة من وقوع الانفجارين، سرّبت وزارة الداخلية معلومات متضاربة إلى وسائل الإعلام. 

في البداية، قالت المصادر في الوزارة أن الانفجار حصل في صهريج محمّل بالغاز، وبعد دقائق قالت المصادر إن انفجاراً مجهولاً استهدف مقهى شعبي وكراج للسيارات بالقرب من جسر البنوك، ولحقتها بمعلومات أشارت إلى أن الانفجار جاء نتيجة حادث سير أو عبوة مثبتة أسفل عجلة.

بينما كانت التصريحات المتضاربة تظهر كأخبار عاجلة في وسائل الإعلام، كانت فرق الأدّلة الجنائية قد توزّعت بين الكراج الذي انفجر فيه الصهريج، وفي المنزل الذي سقطت عليه الكبسولة.

“ارفعوا الكبسولة من منزلي، لا أدري ماذا تحمل”، قال صاحب المنزل الذي كان يقف إلى جانب جيرانه فوق الركام.

ساور الرجل شكّاً بأن تكون الكبسولة الكبيرة التي استقرت في غرفة جلوسه قد تحمل مواد كيماوية قاتلة.

لكنها لم تكن كذلك.

أُصيب في هذا المنزّل فتاة كانت تدرس في كتب تخصص الصيدلة الذي وصلت في دراسته المرحلة الرابعة، وطفلان أحدهما لم يبلغ العام، وآخر في الثالثة من عمره.

في اليوم التالي، كانت بقع الدماء على أرض الملعب والأرصفة القريبة منه، بينما بقيت بعض حاجيات القتلى والجرحى في مكانها.

بعض واجهات المنازل كانت قد وصلتها شظايا، وتضرّر الحجر أو الرخام الذي يغطّيها. 

أما سكّان المنطقة، فقد كانت أصوات العويل تخرج من بيوتهم.

أفراد من الجرحى لم تكن إصاباتهم خطيرة. لُفِّت جروحهم بالشاش الأبيض، وجلسوا في الشارع يبكون اصدقائهم القتلى.

كان من بين القتلى شقيقان في العشرينيات من عمرهما.

في المساء، أشعل شُبّان الشموع على الأرصفة لاستذكار من سقطوا من جيرانهم. كانت الوجوه حزينة وواجمة، وبعضها اختطت عليها ملامح الغضب.

وفق محمد مشتاق وعمر منذر، فإن سكان المنطقة دائماً ما أبدو خوفهم من الصهاريج التي تبيت في الكراج.

“لا نقف ضد الشاحنات وسائقيها، أردنا فقط تفريغ الصهاريج التي تود البقاء في الكراج من حمولتها”، قالا.

مسؤولية مَن؟

“الحادث عرضي بسبب الإهمال وفقدان إجراءات السلامة”، قال سعد معن، رئيس خلية الإعلام الأمني في مؤتمر صحفي عرض فيه نتائج التحقيق بعد يومين من الانفجار، فيما شدّد على أنه “سيتم اتخاذ إجراءات بشأن دخول العجلات المحملة بالمشتقات إلى العاصمة بغداد”.

يعتمد العراق بشكل أساس على الصهاريج في نقل المشتقّات النفطية والمواد الخطيرة سريعة الاشتعال، ويمكن ملاحظة هذه السيارات الكبيرة في شوارع المُدن الرئيسية وفي المناطق السكنيّة، إلا أن قانون المرور الصادر عام 2019 لا يضع لها أي خصوصيّة أو قواعد مُحددة على الرغم ما تمثّله من خطورة.

” تعامل الصهاريج معاملة جميع العجلات في العراق ابتداءً من التكتك إلى وسائل النقل الأخرى”، قال العميد زياد القيسي، المتحدث باسم مديرية المرور العامة.

رغم ذلك، فإن تعليمات مديرية المرور وعمليات بغداد تمنع دخول الصهاريج الى بغداد قبل الخامسة مساءً، كما يُمنع تواجدها في المناطق السكنية أو وقوفها في الكراجات القريبة من تلك المناطق، بحسب القيسي.

لم يؤكد كل من محمد مشتاق وعمر منذر تواصل سكّان المنطقة مع القوات الأمنية بشأن مخاوفهم من الصهاريج التي تبيت في الكراج الذي يقع بالقرب من منطقتهم السكنية.

لكن يبدو أن مديرية المرور كانت قد وصلتها شكاوى من بعض السكّان بشأنها وبشأن مخاوفهم منها.

“المواطنون ناشدو الجهات الامنية أن المركبات الكبيرة مزعجة فتشكلت لجنة لإخراج المركبات الكبيرة من الازقة”.

لكن المركبات لم تخرج، ولما حصل الانفجار الذي خاف السكّان من حدوثه.. كانت عواقبه وخيمة.

اعتقال السائق وصاحب الكراج 

وفق مصادر متطابقة، فإن القوات الأمنية اعتقلت مالك الصهريج وصاحب الكراج ووضعتهما قيد التحقيق.

ولم تتوفّر معلومات أكثر عن مصيرهما.

بدورها، فإن وزارة الداخلية، أو عمليات بغداد، أو مديرية المرور، لم تعلن أي منهما عن تقصيرها في الحادث، على الرغم من انتشار عدد واسع من قواتها في المنطقة التي جرى فيها الانفجار، وعلى الرغم من صدور تعليمات بمنع الصهاريج من الدخول إلى المناطق السكنية.

في 31 تشرين الأوّل، وجه الفريق الركن احمد سليم بهجت، قائد عمليات بغداد، بتفتيش وغلق الساحات والكراجات غير الرسمية، ومنع وقوف العجلات المحملة بالمشتقات النفطية القابلة للانفجار داخل المناطق السكنية.

وقد أعلنت العمليّات تشكيل لجان مختصّة لمتابعة هذه القضيّة، علاوة على متابعة الكراجات غير المرخصة.

تشكيل هذه اللجان، إما أنه كان خارج حسابات عمليات بغداد في السابق، أو أنها كانت موجودة وأنها لم تكن مُفعّلة.

“الحادث ليس إرهابياً أو جنائياً”، شدد سعد معن.

لكنه لم يشر إلى أي قصور في عمل القوات الأمنية المنتشرة في تلك المنطقة بكثافة.

لا يُمكن الدخول إلى منطقة البنوك والمناطق المجاورة مثل القاهرة والشعب من دون أن تمرّ بإحدى الحواجز الأمنية.

رغم ذلك، فإن الصهريج المحمّل بالغاز مرّ، ووقف في الكراج، وانفجر.

بالنسبة لعمر منذر، فإن ما حصل يبقى غير مفهوم، فهو مثل غيره ممن تأثروا أو تابعوا فاجعة البنوك، تصله معلومات مشوّشّة.. وهذا بحد ذاته خطر يتستر على أخطار أخرى.

ومنكم/ن نستفيد ونتعلم

هل لديكم/ن ملاحظة أو تعليق على محتوى جُمّار؟ هل وجدتم/ن أي معلومة خاطئة أو غير دقيقة تحتاج تصويباً؟ هل تجدون/ن اللغة المستعملة في المقالة مهينة أو مسيئة أو مميزة ضد مجموعة ما على أساس ديني/ طائفي/ جندري/ طبقي/ جغرافي أو غيره؟ الرجاء التواصل معنا عبر - editor@jummar.media

اقرأ ايضاً

مساء29  تشرين الأول، كان محمد مشتاق (19 عاماً) يستغل انخفاض درجات الحرارة ليجلس أمام باب منزله في منطقة البنوك في بغداد، عندما سمع صوتاً مدويّاً ملأ المكان والمنطقة وانطفأت الكهرباء على إثره.

ظنّ مشتاق، وهو طالب جامعي، أن الصوت الذي سمعه كان نتيجة انفجار عجلة سيارة حمل كبيرة، لكنه سرعان ما سمع صوت انفجار ثانٍ ما جعله يركض هو ومَنْ كان يتواجد في الشارع للوصول إلى المكان الذي صدر منه الدوي.

“الصوت لم يصاحبه دخان أو نيران”، قال.

كان تراب وعصف الانفجارين قد بدأ بالسقوط على رؤوس المتجمهرين في الشارع، وعندما حاول الناس الاقتراب أكثر من مكان الانفجار، أخذ الجيش الذي يرابط بسيطرة أمنية قريبة بتفريقهم خشيّة من أن يعقبه انفجار ثالث ويوقع بكلِّ مَنْ تجمّع.

انفجاران 

وقع الانفجار الأوّل في كراج يستقبل عادة السيارات الكبيرة التي تحمل المواد الغذائية أو المواد الإنشائية أو بضائع كبيرة، لكنه أيضاً يستقبل في بعض الأحيان الصهاريج.

كان صهريجاً محمّلاً بالغاز تابع لشركة “بيبسي بغداد” قد أحدث الانفجار الأوّل، لكن “كبسولة الغاز” خرجت من الصهريج نفسه وطارت الى السماء ونزلت في وسط ملعب رياضي على لاعبي كرة قدم، ومن ثم طارت مجدداً لتستقرّ في منزل وتهدم ممره وغرفة الجلوس.

أدّت الكبسولة إلى مقتل لاعبين ومتفرجين، وأحدثت فتحة في أرضيّة الملعب، بينما أدى عصف الانفجار إلى تدمير مقهى المجاور للملعب ومقتل وإصابة عدد من جلاسه.

لم ينتظر أهالي بعض الجرحى وصول الدفاع المدني والإسعاف التي جاءت متأخرة بنحو نصف ساعة، فانطلقوا إلى المستشفيات لنقل من أُصيبوا بإصابات متفاوتة في أجسادهم.

بحسب الفريق الركن أحمد سليم، قائد عمليات بغداد، فإن الانفجارين أديا إلى مقتل 9 مواطنين و13 مصاباً.

ناجٍ وأصدقاء قتلى وتصريحات متضاربة

نجا عمر منذر (18 عاماً) بفارق زمني بسيط حال دون أن يمسّه ضرر. كان قد أنهى دروس السادس إعدادي الخصوصيّة وأخذ يتمشّى ومقصده المقهى، لكن الانفجار سبقه بدقائق بسيطة قبل وصوله.

جُرح اثنان من أصدقاء منذر في الحادث وقتل آخران.. “قُتلا وتناثرت أجزائهم بشكل حرفي”، قال لنا.

بعد ساعة من وقوع الانفجارين، سرّبت وزارة الداخلية معلومات متضاربة إلى وسائل الإعلام. 

في البداية، قالت المصادر في الوزارة أن الانفجار حصل في صهريج محمّل بالغاز، وبعد دقائق قالت المصادر إن انفجاراً مجهولاً استهدف مقهى شعبي وكراج للسيارات بالقرب من جسر البنوك، ولحقتها بمعلومات أشارت إلى أن الانفجار جاء نتيجة حادث سير أو عبوة مثبتة أسفل عجلة.

بينما كانت التصريحات المتضاربة تظهر كأخبار عاجلة في وسائل الإعلام، كانت فرق الأدّلة الجنائية قد توزّعت بين الكراج الذي انفجر فيه الصهريج، وفي المنزل الذي سقطت عليه الكبسولة.

“ارفعوا الكبسولة من منزلي، لا أدري ماذا تحمل”، قال صاحب المنزل الذي كان يقف إلى جانب جيرانه فوق الركام.

ساور الرجل شكّاً بأن تكون الكبسولة الكبيرة التي استقرت في غرفة جلوسه قد تحمل مواد كيماوية قاتلة.

لكنها لم تكن كذلك.

أُصيب في هذا المنزّل فتاة كانت تدرس في كتب تخصص الصيدلة الذي وصلت في دراسته المرحلة الرابعة، وطفلان أحدهما لم يبلغ العام، وآخر في الثالثة من عمره.

في اليوم التالي، كانت بقع الدماء على أرض الملعب والأرصفة القريبة منه، بينما بقيت بعض حاجيات القتلى والجرحى في مكانها.

بعض واجهات المنازل كانت قد وصلتها شظايا، وتضرّر الحجر أو الرخام الذي يغطّيها. 

أما سكّان المنطقة، فقد كانت أصوات العويل تخرج من بيوتهم.

أفراد من الجرحى لم تكن إصاباتهم خطيرة. لُفِّت جروحهم بالشاش الأبيض، وجلسوا في الشارع يبكون اصدقائهم القتلى.

كان من بين القتلى شقيقان في العشرينيات من عمرهما.

في المساء، أشعل شُبّان الشموع على الأرصفة لاستذكار من سقطوا من جيرانهم. كانت الوجوه حزينة وواجمة، وبعضها اختطت عليها ملامح الغضب.

وفق محمد مشتاق وعمر منذر، فإن سكان المنطقة دائماً ما أبدو خوفهم من الصهاريج التي تبيت في الكراج.

“لا نقف ضد الشاحنات وسائقيها، أردنا فقط تفريغ الصهاريج التي تود البقاء في الكراج من حمولتها”، قالا.

مسؤولية مَن؟

“الحادث عرضي بسبب الإهمال وفقدان إجراءات السلامة”، قال سعد معن، رئيس خلية الإعلام الأمني في مؤتمر صحفي عرض فيه نتائج التحقيق بعد يومين من الانفجار، فيما شدّد على أنه “سيتم اتخاذ إجراءات بشأن دخول العجلات المحملة بالمشتقات إلى العاصمة بغداد”.

يعتمد العراق بشكل أساس على الصهاريج في نقل المشتقّات النفطية والمواد الخطيرة سريعة الاشتعال، ويمكن ملاحظة هذه السيارات الكبيرة في شوارع المُدن الرئيسية وفي المناطق السكنيّة، إلا أن قانون المرور الصادر عام 2019 لا يضع لها أي خصوصيّة أو قواعد مُحددة على الرغم ما تمثّله من خطورة.

” تعامل الصهاريج معاملة جميع العجلات في العراق ابتداءً من التكتك إلى وسائل النقل الأخرى”، قال العميد زياد القيسي، المتحدث باسم مديرية المرور العامة.

رغم ذلك، فإن تعليمات مديرية المرور وعمليات بغداد تمنع دخول الصهاريج الى بغداد قبل الخامسة مساءً، كما يُمنع تواجدها في المناطق السكنية أو وقوفها في الكراجات القريبة من تلك المناطق، بحسب القيسي.

لم يؤكد كل من محمد مشتاق وعمر منذر تواصل سكّان المنطقة مع القوات الأمنية بشأن مخاوفهم من الصهاريج التي تبيت في الكراج الذي يقع بالقرب من منطقتهم السكنية.

لكن يبدو أن مديرية المرور كانت قد وصلتها شكاوى من بعض السكّان بشأنها وبشأن مخاوفهم منها.

“المواطنون ناشدو الجهات الامنية أن المركبات الكبيرة مزعجة فتشكلت لجنة لإخراج المركبات الكبيرة من الازقة”.

لكن المركبات لم تخرج، ولما حصل الانفجار الذي خاف السكّان من حدوثه.. كانت عواقبه وخيمة.

اعتقال السائق وصاحب الكراج 

وفق مصادر متطابقة، فإن القوات الأمنية اعتقلت مالك الصهريج وصاحب الكراج ووضعتهما قيد التحقيق.

ولم تتوفّر معلومات أكثر عن مصيرهما.

بدورها، فإن وزارة الداخلية، أو عمليات بغداد، أو مديرية المرور، لم تعلن أي منهما عن تقصيرها في الحادث، على الرغم من انتشار عدد واسع من قواتها في المنطقة التي جرى فيها الانفجار، وعلى الرغم من صدور تعليمات بمنع الصهاريج من الدخول إلى المناطق السكنية.

في 31 تشرين الأوّل، وجه الفريق الركن احمد سليم بهجت، قائد عمليات بغداد، بتفتيش وغلق الساحات والكراجات غير الرسمية، ومنع وقوف العجلات المحملة بالمشتقات النفطية القابلة للانفجار داخل المناطق السكنية.

وقد أعلنت العمليّات تشكيل لجان مختصّة لمتابعة هذه القضيّة، علاوة على متابعة الكراجات غير المرخصة.

تشكيل هذه اللجان، إما أنه كان خارج حسابات عمليات بغداد في السابق، أو أنها كانت موجودة وأنها لم تكن مُفعّلة.

“الحادث ليس إرهابياً أو جنائياً”، شدد سعد معن.

لكنه لم يشر إلى أي قصور في عمل القوات الأمنية المنتشرة في تلك المنطقة بكثافة.

لا يُمكن الدخول إلى منطقة البنوك والمناطق المجاورة مثل القاهرة والشعب من دون أن تمرّ بإحدى الحواجز الأمنية.

رغم ذلك، فإن الصهريج المحمّل بالغاز مرّ، ووقف في الكراج، وانفجر.

بالنسبة لعمر منذر، فإن ما حصل يبقى غير مفهوم، فهو مثل غيره ممن تأثروا أو تابعوا فاجعة البنوك، تصله معلومات مشوّشّة.. وهذا بحد ذاته خطر يتستر على أخطار أخرى.